لست مُكلفًا
أمير الصالح
أدمن أحد الزملاء استهلاك مواقع السوشل ميديا حد إرسال ما يقارب خمسين مقطع فيديو متنوع باليوم الواحد في القروب، ولا نعلم إن كان يرسل ذات المقاطع لمجاميع أخرى. وبعد نفاذ صبر ومجاملات عدة قال له أحد الزملاء: لطفًا خفف من ترادف الإرسال في كل الاتجاهات. فرد ضاحكًا: أصلًا أنا ما أرسل كل شيء، وأنتم الأقل نصيبًا مما أرسل، لأن قروبكم أصنفه أنه محافظ ” . تم طرح موضوع ترشيد إرسال المشاركات عدة مرات في القروب، ولكن صديقنا يتصامخ (يعمل نفسه لا يسمع أو يتجاهل المحادثات). انسحب عدة أشخاص من الديوانية الافتراضية للتعبير عن الاحتجاج وتسجيل موقف استنكار ضد ذلك الزميل، إلا أنه ما يزال ذات المدمن يواصل هوايته بإرسال الرسائل الإلكترونية على شكل زخات مطر. هنا أدركنا جميعًا بأن ذلك المدمن أصيب بجنون السوشل ميديا.
قابلت ذات الشخص في أحد دور العبادة، وبعد المصافحة والسلام، أخذ يتشره علي لقلة تفاعلي مع ما يرسله هو، فقلت له: رسائلك عديدة وتحتاج لتفرغ تام وشخصيًا لا أتابع الواتس بكل تفاصيله، لأنه يجهد العين ويأكل الوقت ويؤخرني عن أداء المهمات الرئيسة والواجبات العائلية والعبادية. ثم أردفت له القول (أنا لست مكلفًا بأن أتفاعل مع كل رسائلك أو بعضها، فتكاثر الرسائل حتى مع وجود محتوى هادف يقتل اللمعان، فما بالك إن كانت مقاطع لا تتضمن أي محتوى هادف. ثم استرسلت بالقول: من كثرت هذرته قلت هيبته. فأنصحك بالترشيد حتى في إعطاء النصيحة، وخير الكلام ما قل ودل، وأحسن انتقاء ما تشارك به محيطك واهتماماتك، تُعرف بمحتوى مشاركاتك. وكما قيل قديما ” الأثر يدل على المسير”.