المسكين يهندس (الشعر) في مائة كلمة
رباب النمر: الدمام
دعا الشاعر عقيل المسكين الشعراء الناشئين إلى تجاوز مرحلة تقليد الشّعراء الآخرين بقوله: “ينبغي على الشّاعر أن يبحث بطريقة تدريجية عن أسلوبه الخاص الذي سيُعرف به في المُستقبل، وعليك أن تُمهد لهذا الأسلوب نظريًا وتطبيقًا بطريقة مُمتزجة بين شخصيتك كإنسان، وشخصيتك كشاعر” جاء ذلك في إحدى مقالاته التي تضمنها كتابه الصادر حديثًا عن دار المروج ميديا، مائة كلمة حول الشعر والشعراء
والكتاب عبارة عن خواطر وتأملات موجهة للشعراء الناشئين، ليُمكنهم من التوسع في الحوار والنّقاش والقراءة والاطلاع حول الأفكار التي يتضمنها، مسترشدًا بخلاصتة تجربته الشعرية والإبداعية الطويلة.
ويقع الكتاب في مائة وسبع عشرة صفحة من القطع المتوسط، ويتضمن مائة نص يتراوح ما بين الخاطرة والمقالة.
وبيّن المسكين في مقدمته بأنَّ الإصدار، يهدف إلى تفعيل حالة التّفكر في مضامينه، ويضع في الحسبان القارئ الذي يهوى الشّعر، ويُريد أن يتطور فيه آخذًا بالأسباب نوعًا من التّوجيه.
وتابع: “أيضًا، جذب القارئ للغاية النّبيلة، التي تكمن في القراءة الجادة، ثم إعمال الفكر والتّأمل والتوسع في هذه الأفكار، التي أغلبها، ينبع من تجربة شخصية”
وأوضح المسكين بأنَّه لا يُمنع أن يقُوم أي أديب بكتابة تجربته بأي أسلوب مُناسب أراده.
وقال المسكين عن اختياره عنوان الكتاب: “هو مُسايرة أكثر من عناوين صُوّرت بهذه الطريقة لشد انتباه القارئ، ولإضافة شيء جديد في هذا المضمار كون أفق هذا النّوع من العناوين مُدهشة”
وأضاف: “كما أنَّي اعتمدت أن يكون المقال الواحد من مائة كلمة، من باب “إذا قلتَ فأوجز”، مُنوهًا أنَّ البلاغة هي الإيجاز، والإطناب في مثل هذه المطالب لا يكون في كتابة دراسة أو مقال أكاديمي مُحكم.
ومن وصاياه التي وودت في الكتاب: “اجعل القُرآن منبعك الأول، احفظ ما استطعت من الشّعر قديمه وحديثه، لا تتذمر إذا اكتشف أحدهم بعض الأخطاء، استثمر الذّاكرة لإبداع قادم، استغل جذوة النّشاط في شبابك، استنطق الطّبيعة شعرًا، اقرأ أشهر الرّوايات، اقرأ شعرك بأداء مسرحي، التساؤل الفلسفي، الشّاعر والتّأمل، تأثر بمن تمل إليه موهبتك، حتى لا تكون نسخة أخرى من غيرك..”.
ودعا المسكين إلى عدم الانشغال بتكوين الجسد الخارجي للقصيدة، وما يحتويها من رُوح، مُشددًا على معرفة أنَّ القصيدة عبارة عن بناء مُتكامل بجُزئياته وكلياته، وأن الشّاعر من خلال هذا العالم الخاص بقصيدته، يأتي بمثابة المُهندس الذي يضع خارطة تكوينها.
وأكدّ ختاماً في مُجمل ما أورده، كإطلاق الجُزء، وإرادة الكلّ، بأنّه ينبغي على الشّاعر، أن يكون عاشقًا للقراءة والتّعلم، وأن يُتقن ثقافة الاستثمار، أن يتحلى بالمُلاحظة الدّاخلية للحالات الشّعرية أو الانفعالية التي يحس بها، وأن يستنطق الطّبيعة من خلال “أنسنة” ما يُبصره، وجعله في مُخاطبة المشاعر، ومُشاركة هُمومه وأحاسيسه ومشاعره تجاه الواقع والحياة والوجود، إنَّه حوار ظلّي مُدهش.