كيف تتمكن من معرفة ما إذا كانت المعلومات التي تراها أو تسمعها أو تقرأها صحيحة؟
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
بقلم: بوب بريتن، أستاذ مشارك في الوسائط الإعلامية ، جامعة وست فرجينيا
اطرح على نفسك هذه الأسئلة الثلاثة قبل أن تصدقها:
كيف أتمكن من معرفة ما إذا ما أسمعه صحيحًا؟
هل سبق وأن سمعت خبرًا مثيرًا لدرجة أنه جعلك متحمسًا في أن ترسله فورًا إلى (تشاركه مع) آخرين ؟ خبرًا، مثلًا، عن سمكة قرششوهدت تعوم في طريق سريع مغمور بالمياه؟
صورة تبرز مثل منظر قرش يعوم في طريق سريع مغمور بالمياه جعلت العديد من الناس يتداولونها بعد أن ضرب إعصار إيان فلوريدا فيعام 2022. كما تم تداولها على نطاق واسع بعد أن ضرب إعصار هارفي هيوستن ، تكساس، في عام 2017.
تبين أن هذه الصورة مزيفة – صورة طريق سريع غمرته المياه مصحوبة بصورة قرش أبيض كبير. موقع Snopes للتحقق من صحةالمعلومات يقول أن هذه الصورة تم تداولها منذ عام 2011 بعد أن ضرب إعصار إيرين بورتوريكو(1).
معرفة الحقيقة قد تكون مهمة صعبة. كل رسالة تقرأها أو تراها أو تسمعها تأتي من عدة مصادر ولابد أن يكون مصدرها في الأصلشخص أرسلها إلى شخص آخر.
أنا استاذ ثقافة الوسائط الإعلامية(2)، وهي طريقة للتفكير والتأمل في المعلومات التي تحويها الرسائل التي تتلقاها عبر هذه الوسائط. قدتظن أن الوسائط تعني الأخبار، ولكنها تتضمن أيضًا رسائل منشورة على تطبيق تيك توك TikTok والتلفزيون والكتب والإعلانات وما إلىذلك.
عندما تقرر ما إذا كنت ستثق بجانب من المعلومات التي وصلتك، من الجيد أن تبدأ بثلاثة أسئلة رئيسة – من قالها [مصدرها] ، وماهيالبراهين المقدمة علي صحتها وصدقها وما مقدار ما تريد أن تصدقه منها؟ السؤال الأخير قد يبدو غريبًا بعض الشيء، لكنك سترى لماذهذا سؤال مهم في النهاية.
من قالها [مصدرها]؟
لنفترض أنك متحمس جدًا لإحدى الألعاب الاكترونية التي ستصدر في وقت لاحق من هذا العام. وتريد أن تكون أول من يعرف كل شيء عنهذه اللعبة الجديدة. لذلك عندما يذكر اليوتيوبر في مقطع الفيديو ، “أن اللعبة ستطرح قبل أسبوعين من الموعد المزبور، “ فستكون متحمسًاجدًا ولن تطيق صبرًا حتتى تشاهد ذلك المقطع. ولكن بعد أن نقرت على رابط الاعلان، لم يكن الخبر سوى يوتيوبر يتنبأ بموعد طرح اللعبة . هل تثق بهذا الشخص؟
المصدر هو مصدر المعلومات. تأتيك معلومات (رسائل) من مصادر مختلفة كل يوم – من معلمين وأولياء أمور وأصدقاء، ومن آخرين لمتشاهدهم قط على مواقع الأخبار، وتصلك من قنوات المعجبين ووسائل التواصل الاجتماعي. ربما لديك مصادر تثق بها وأخرى لا تثق بها. لكن لماذا؟
هل تثق في مدرس التاريخ لو أخبرك عن شيء في التاريخ؟ ربما، لأنه حاصل على شهادة جامعية تشير إلي إنه عارف بتخصصه. ولكن ماذالو قال مدرس التاريخ عن بعض الحقائق العلمية قال عنها مدرس العلوم إنها غير صحيحة؟ ربما يكون من الأفضل أن تقبل من مدرسالعلوم فيما يتعلق بالحقائق العلمية. لمجرد أن المصدر جدير بالثقة في إحدى المواد (أحد المواضيع) لا يعني أنه جدير بالثقة في المواد / المواضيع الأخرى .
لنعد إلى اليوتيوبر. لو كنت تشاهده منذ فترة وكان محل ثقة، فهذه بداية جيدة. في الوقت نفسه ، تأكد من أنك لا تخلط بين رأيه في الموضوعومعرفته الفعلية بالموضوع(3). مجرد إعجابك بالمصدر لا يجعله جديرًا بالثقة.
نفس الشيء ينطبق على مواقع الانترنت أيضًا. عندما يجذب أحد المواقع انتباهك، خذ ثانية لتتحقق من المصدر في شريط العنوان في أعلىالشاشة. تستخدم بعض المواقع المزيفة أسماء تبدو جديرة بالثقة – مثل “ موقع جريدة بوسطن تربيون Boston Tribune“ بدلاً من “بوسطن غلوب Boston Globe“ أو “www.cbs.com.co“ بدلاً من “www.cbs.com“. يمكنك التحقق عن الموقع قبل فتحه من قوائم المواقع المزيفة المعروفة(4) وغيرها من مواقع التحقق من صحة المعلومات(5) لتتجنب الاستغلال من طرف آخر.
ماذا عن الأدلة المقدمة على صحة المعلومة؟
الدليل هو ما تقدمه عندما يطلب منك أحدهم أن “تثبت صحة ادعائك!“ انها التفاصيل التي تدعم ما يقوله مصدر المعلومة الأولي.
المصادر الأولية – وهم الناس أو المجموعات المعنيون بشكل مباشر بالمعلومات – هي الأفضل. لو اردت أن تعرف معلومات عن إصدار منتججديد، فستكون حسابات المواقع الرسمية للشركة أو القنوات هي المعتبرة كمصادر أساسية.
المصادر الثانوية تعتبر المصدر التالي الذي يجب الرجوع اليه – على سبيل المثال ، الأخبار المستندة إلى المصادر الأولية ليست قويةكالمصادر الأولية ولكنها لا تزال مفيدة.
هل يمكن أن يكون المدون أو اليوتيوبر مصدرًا ثانويًا؟ لو بدت ادعاءاتهم معتمدة على مصادر أولية، فهذا جيد ويمكن الاعتماد عليه. ولكن لوبدأوا بعبارة “أعتقد” أو “هناك الكثير من الطنين حول الموضوع” ، فكن حذرًا من هذا النوع من المصادر.
هل تريد أن تصدق تلك المعلومات ؟
يمكن للعواطف أن تقف حائلًا في طريق معرفة الحقيقة. الرسائل التي تجعلك تشعر بمشاعر جياشة – خاصة تلك التي تضحكك أو التيتغضبك – هي أهم الرسائل التي يجب التحقق من صحتها، ولكنها تعتبر من أكثر الرسائل صعوبة لأي شخص لأن يتجاهلها أيضًا [أيتترك أثرًا فيه بغض النظر].
المعلنون التجاريون [ شركات الدعايات التجارية] يعرفون هذاه الحيلة. تحاول العديد من شركات الإعلانات أن تكون الاعلانات مضحكة أوتجعل ما تبيع من أشياء يبدو رائعًا لأنها تريدك أن تركز على مشاعرك لا على عقلك. كونك كبيرًا في السن لا يعني أنك اصبحت أفضل فياكتشاف المعلومات الزائفة بشكل تلقائي: اعترف 41٪ من الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 34 عامًا و 44٪ ممن يبلغون 65 سنة أو أكبربأنهم وقعوا ضحية معلومات مضللة في دراسة أجريت عام 2018(6). وأثبتت أبحاث أخرى أن الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا كانوا أكثرعرضة من الشباب بسبع مرات لنشر مقالات من مواقع مزيفة(7).
لذلك، لو كنت تنتظر منتجًا جديدًا بفارغ الصبر، ونشر أحد اليوتسوبر مقطع فيديو يقول إنه سيتوفر مبكرًا، فإن رغبتك في أن يكون هذاالخبر صحيحًا قد تجعلك تتجاهل المنطق السليم – مما يتركك عرضة للتضليل.
أفضل سؤال يمكنك طرحه على نفسك عندما تتأمل في إحدى الرسائل هو، “هل عندي رغبة في تصديق هذا الخبر بغض النظر؟” إذا كانتالإجابة بنعم ، فهذه علامة جيدة لك لتبدأ في كبح جماح رغبتك وتبدأ في التحقق عن كثب عن المصدر وصحة المعلومات الصادرة،عنه والأدلةالمقدمة على الصحة.
مصادر من داخل وخارج النص:
1- https://www.snopes.com/fact-check/shark-street-hurricane/
2- ثقافة الوسائط الاعلامية تتمثل في النقاط التالية: ماهو مصدر الرسالة وما هو الغرض منها؟ ما هي الأساليب المستخدمة لجذب وشدانتباه الطرف الآخر؟ ما هي أنماط الحياة والقيم ووجهات النظر التي يراد وصفها في الرسالة؟ كيف تفسر هذه الرسالة من قبل قراءمختلفين؟ ماذا حُذف من الرسالة قبل ارسالها؟” ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان
https://scholar.google.com/citations?hl=en&user=XV5-t-YAAAAJ
3- https://games.abc.net.au/education/interactive-lessons/fact-opinion-analysis/
4- https://www.snopes.com/news/2016/01/14/fake-news-sites/
6- https://newslit.org/tips-tools/did-you-know-oldest-youngest-fake-news/
7- https://www.science.org/doi/10.1126/sciadv.aau4586
المصدر الرئيس