تعزيز ثقافة الاحترام بين الفقراء والأغنياء
جواد المعراج
يعد التعامل الأخلاقي مبدأً رئيسًا لنجاح العلاقة بين مختلف الطبقات، فالإنسان المحترم يمكن أن يكسب احترام الطرف الآخر وبالتالي تنجح العلاقة ويتم تحقيق مكاسب من قبل الشخص الذي لا يتوجه لممارسة الإهانة سواء كان تجاه الفرد الغني أو الفقير وضعيف الحال.
ومن هذا المنطلق تجد فقراء يتعاملون مع الطبقة الغنية بطريقة همجية ووحشية ومزعجة، وهذا ما يجعل الطرف الثاني يتنازل عن العطاء والكرم تجاه ذلك الإنسان بسبب نظرة الحسد والذل للآخر، بمعنى آخر التعامل مع الغني وكأنه آلة صرافة أو بنك مصرفي له هدف فقط في تلبية الاحتياجات والخدمات دون الالتزام بالمبادئ والقواعد الإنسانية التي لها تهدف للتقدير وحسن الخلق.
وفي جانب آخر هناك أغنياء يتعاملون مع الطبقات الفقيرة بانتهاج أسلوب مخالف الرحمة والكرم وذلك بممارسة الضغط النفسي على الطرف الثاني، من خلال الاستقواء عليه بسبب مظهره أو النقص الذي يعاني منه في الحياة والمعيشة البسيطة التي يعيشها، وكل ذلك من أجل أن يحس بالألم والإحباط المعنوي.
هذه الأساليب الخاطئة في التعامل، والتي تحدث بين الفقراء والأغنياء بسبب ضعف التفاهم والحوار والنقاش الهادئ بينهم، فالإنسان يستطيع أن يكسب ما يريد من قبل الآخر، عن طريق إطلاق الكلام الطيب والهادئ بعيدًا عن اتباع السلوك الهمجي الذي يخلق التنافر والكراهية، ولأن التعامل الأخلاقي الطيب له هدف في تقوية العلاقة والاستمرار مع الآخر في المساعدة والدعم النفسي والاحترام واستكمال مشروع العطاء، للتنازل عن التقيد بالممارسات غير الحميدة.
وهذا ما يحصل بين المتطوعين والعينات ضعيفة الحال، ومن هذه الناحية ترى أن هناك مجتمعات لا تتحمس ولا تتشجع على الإطعام والعطاء المالي بسبب قلة الدعم وقلة الآداب وكثرة الذل والإهانة التي تتعرض لها بين فترة وأخرى من قبل هؤلاء الذين يريدون طلبات كثيرة، و تكمن المشكلة في أن الشخص عندما يطلب خدمة من الطرف الآخر يكون مستعجلًا في إطلاق الكلام الجارح أو العنيف دون وعي.
وهذه الممارسات تعمل على تخريب المشاريع وتجعلها في حالة ضيقة، بمعنى آخر لا تتوسع في بيئة المجتمع الذي يسود فيه الظلم والعدوانية والتعصب والعصبية التي تجعل كل طرف يستعجل في إرسال الرسائل المزعجة أو رمي الكلمات السيئة التي تسبب لكل طرف الضغط الذي يفسد العلاقات العامة.
رسالة طيبة يتم توجيهها لفئة من الأغنياء والفقراء: تحاوروا وتناقشوا بهدوء في كل مشروع وعلاقة حتى لا يخسر كل طرف الهدف الذي يريد تحقيقه أو يخسر واحد من الأطراف المكاسب بسبب التهور والطيش بالتعامل مع مختلف الطبقات سواءا كانت رفيعة أو ضعيفة.