سعادة الوالدين بالولد البار
صالح المرهون
ما أعظم سعادة الوالدين حين يكون الولد بارًا بهما، مجتهدًا في أداء حقهما من الخدمة والإجلال، وخاصة في مرحلة الضعف والعجز، حيث يجدان فيه سندًا وذخرًا تتحقق به الآمال المعقودة عليه.
وما أشد فرح الوالدين بالولد الصالح الناجح في حياته، الصالح في سيرته وسلوكه، حيث يكون مصدر فخر وعزة لهما بين الناس، وذكر خير فيما بعد الحياة
وما ئعلى درجة الوالدين عندالله حين يكون الولد مطيعًا لله تعالى موفقًا لأعمال الخير والصلاح، فينالهما الأجر والثواب، وتنهمر عليهما الرحمة والرضوان، حقًا إن الولد الصالح قرة عين لوالديه في الدنيا والأخرة، وقد ورد عن رسول الله(صلى) أنه قال:(من سعادة الرجل الولد الصالح) وعنه(صلى): (إن الولد الصالح ريحانة من رياحين الجنة).
وجاء عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) أنه قال: (ما سألت ربي أولادًا نضر الوجه، ولا سألته ولدًا حسن القامة، ولكن سألت ربي أولادًا مطيعين لله، وجلين منه، حتى إذا نظرت إليه وهو مطيع صالح قرت عيني).
وإذا كان الولد الصالح أمنية كل أب وأم، فإن السؤال الملح هو الطريق إلى تحقيق تلك الأمنية والتطلع، ولا شك ولاريب أن للوالدين دورًا هامًا لمستوى التربية والرعاية. دورًا رئيسًا في صنع مستقبل الأبناء وصلاحهم، وبناء شخصياتهم، وتوجيه سلوكهم، فنفوس الأبناء حين يأتون إلى الحياة أشبه بالمادة الأولية القابلة للتشكيل والتصنيع، وقلوبهم كالأرض الخالية الخصبة التي تنمو فيها أية بذرة تغرس في ترابها، هنا يأتي دور الوالدين في تشكيل وصنع شخصية الأبناء، وصنع ملامح مستقبلهم، فإذا وعى الوالدان هذه المسؤولية، واستعدا للقيام بمتطلباتها، وبذلا الجهد الكافي لإنجازها، كان الأبناء أقرب إلى حظ الاستقامة والصلاح، وأوفر حظًا في تحقيق الرقي والنجاح، أما الدعاء والطلب من الله تعالى لصلاح الأبناء وأن يكونوا قرة عين للوالدين، فهو حافز نفسي للمزيد من الجدية والإخلاص في العملية التربوية، وفي توجيه مساراتها نحو الخير والصلاح، حتى يشملها التوفيق والتأييد من قبل الله سبحانه وتعالى.