الغش

أحمد الخرمدي

الغش صفة من الصفات المذمومة والمحرمة شرعًا وقد نهى الإسلام عن ذلك، في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ” من غشنا ليس منا ”
وهو أسلوب غير أخلاقي، ويتسبب في مشاكل كبيرة بالمجتمع، تؤدي إلى فقدان الثقة وعدم الاحترام وسوء السمعة، كما أنه يعد سلوكًا غير مقبول، ليس في الإسلام فحسب، وإنما في جميع الثقافات والمجتمعات والأديان، ويترتب عليه عواقب شرعية وقانونية واجتماعية صارمة.

الغش خداع وكذب وتدليس مقرون بسؤ النية، وبقصدً غير شريف، الإضرار بالآخرين، شهادة الزور وإعانة الظالم على ظلمه، وتضييع حقوق الناس وكرامتهم، وبإخفاء الحقيقة وتزيين الباطل.

الغش له تنوعه وتعدده، في البيع والشراء، كتغيير جوهر البضاعة أو كمية الشيء، والغش في المعاملة وبعدم الوفاء بالعقود، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} ومن أنواعه أكل أموال الناس بالباطل وهو مما يمحق البركة في الرزق والمال والأولاد، والغش في النصيحة عدم الإخلاص، وقول غير الصدق، وهو من علامات المنافقين والعياذ بالله.

وقد وردت عدّة آيات قرآنية تفيد النهي عن الغش والخداع، وتأمر بالعدل وأداء الأمانات؛ وفيما يأتي بيان لبعض هذه الآيات الكريمة وهي منقولة للاستفاذة:

قوله -تعالى-: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا)؛ [النساء: 58] إذ إنّ أداء الأمانات يستوجب عدم الغش والخداع.

قوله -تعالى-: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ)؛ [الأعراف: 43] قال جمع من المفسرين بأنّ الغل هنا يحمل معنى الغش والبغض، مما كان في القلوب بعضها لبعض.

قوله -تعالى-: (تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ)؛ [النحل: 92] وهذه الآية تنهى عن اتخاذ الأيمان للغش والغلّ.

قوله -تعالى-: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا)؛ [الأحزاب: 58] وفي هذه الآية تتضح عقوبة من يقوم بإيذاء المسلمين زورًا وكذبًا بغير وجه حق.

قوله -تعالى-: (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ* الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ* وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ)؛ [المطففين: 1- 3] وهذه الآية الكريمة تحمل دلالة صريحة بتحريم التطفيف في الميزان غشًا وخداعًا.