صالح المرهون
قال الله تعالى في كتابه الكريم،
(ألم ترى كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء* تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون* ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار)
لو تتبعنا تأثير الإنسان على الواقع الاجتماعي لوجدنا أنه يؤثر من عدة أفعال وتصرفات يقوم بها الإنسان عموما كإنسان، ولكن أهمها الكلام، فبهذا الكلام تجتمع الآراء أو تختلف، تثار الفتن أو تحل، وتشن الحروب، وتدرس عقائد أو أديان، بكلمات يمكن أن تحطم إنسانًا إلى نهاية عمره ويمكن أن تفتح له خير الدنيا والآخرة، وهكذا دور الكلام دور مهم جدًا، ولأهمية الكلام جاء النص المبارك المتقدم ليشير إلى هذه الأهمية تحديدًا من بقية الأفعال أو التصرفات التي يؤثر بها الإنسان في الواقع، والكلمة الطيبة هي الكلمة أو القول عموما الذي يراد به الطيب للمجتمع والواقع فعلًا، أي يراد به الإصلاح، والكلمة التي فيها خبث، هي الكلمة التي تطرح الأفكار أو المعلومات أو الأوامر بخبث، ووجه الخبث هنا أن الكلام ظاهره مصلحة للواقع حسب ما يقال من قبل الخبيث، ولكن الواقع غير ذلك، فالغاية نابعة من الأنانية والمصلحة الشخصية الدنيوية للشخص الخبيث الذي ألقى الكلمة،إذن هذا المفهوم حقق معنى الخبث والخيانة، والنص يوضح تأثير الكلمة الطيبة والخبيثة في المجتمع، فيستفاد من النص أن هذا التأثير تفاعلي متسلسل مفتوح في كل الاتجاهات، عن زين العابدين( ع): (القول الحسن يثري المال، وينمي الرزق، وينسئ في الأجل، ويحبب إلى الأهل، ويدخل الجنة) وعن الرسول الأكرم محمد( صلى) (والذي نفسي بيده ما أنفق الناس من نفقة أحب من قول الخير)
إذن الكلام الطيب- بحسب مافسرناه- سلوك صحيح ومطلوب، وتطبيقاته كثيرة، وهي خاضعة لظروف الشخص وزمانه ومركزه، والكلام السيئ الخبيث، بما فسرناه أيضًا، هو سلوك مرفوض.
