فاطمة العليلة
عادل الحسين
ذِي أَدْمُعِي تَجْرِي عَلَى خَدِّي دَمَا
فَاقْبَلْ مِنَ الْحَادِي حُرُوفًا نَظَّمَا
أَبْكِي عَلَى مَنْ أَقْبَلَتْ نَحْوَ الْحُسَيْنِ-
وَدَمْعُهَا فِي الْخَدِّ جَارٍ قَدْ هَمَى
أَبَتِي خُذُونِي فِي رِكَابِ أَحِبَّتِي
إِنِّي عَلِيلَةُ مَرْقَدِي لَنْ أُرْحَمَا
فَبَكَى الْحُسَيْنُ لِأَجْلِهَا وَلِعِلَّةٍ
قَدْ أَضْعَفَتْ جِسْمًا نَحِيلًا مُكْلَمَا
مَسَحَ الْأَنَامِلَ فَوْقَ رَأْسٍ مُكْمَدٍ
وَبِعَطْفِهِ قَالَ الْبَسِي صَبْرًا حَمَا
قَالَتْ وَمَسْحُكَ هَامَتِى يُنْبِي بِأَنَّ-
لُقَاكَ أَمْسَى فِي الْمَعَادِ مُحَتَّمَا
قَالَ الْحُسَيْنُ بُنَيَّتِي أَمْضِي إِلَى
أَرْضِ الْعِرَاقِ هُنَاكَ حَيْثُ بِهَا الظَّمَا
وَلَقَدْ نَأَى عَنْهَا فَأَمْسَتْ فِي جَوًى
تَدْعُو وَتَسْهَرُ لَيْلَهَا كَيْ يَقْدِمَا
وَقَفَتْ عَلَى الْبَابِ الَّذِي يَلِجُ الْأَبِيُّ-
الْبَيْتَ مِنْهُ عَلَّهَا تَلْقَى الْحِمَى
يَا بَابُ هَلْ يَأْتِي أَبِي مَعَ رَكْبِهِ
قَدْ بَاتَ قَلْبِي خَائِفًا مُتَأَلِّمَا
ظَلَّتْ بِهَذَا الْحَالِ حَتَّى جَاءَ يَوْمٌ-
أَسْوَدٌ تَنْعَى الْأَنَامُ مُعَظَّمَا
ذَا رَأْسُهُ أَمْسَى قَطِيعًا بَعْدَ أَنْ
لَاقَى الظَّمَا وَالظُّلْمَ قَهْرًا مَغْرَمَا