الشيخ البن سعد: القرن القادم قرن الإله والتدين
رباب النمر: سيهات
أشار سماحة الشيخ عبدالجليل البن سعد في محاضراته على منبر عاشوراء الحسين عليه السلام الليلة السادسة في مأتم النمر بسيهات، الموسومة بعنوان: (التحدي الربوبي للخلق) إلى تنبؤات العالم الغربي أن القرن الحادي والعشرين هو قرن التدين والعودة إلى الله، قائلًا ” إن القرن الحادي والعشرين هو قرن الإله والتدين. ولذلك فإن ما يحدث الآن هو تشويش لما يحدث من اتجاه نحو الله”
وأوضح البن سعد أنه عند الرجوع إلى ستينات القرن العشرين نجد كتابات تؤكد أن القرن القادم قرن الإله وقرن التدين.
ونوه إلى ماذكره توفيق الحكيم، أن الناس في الحضارة الأوربية مع الانفجار الصناعي اغتروا، وبعد بضع عشرات السنين تغيرت الوجهة، وأن علماء كبار رأوا بعض الحقائق، وإن أحد الفائزين بجائزة نوبل قال: إن العلم في نفسه صغير جدًا على أن يتكلم ويشرح عن الله تعالى، مستشهدا بتوينبي: “القرن القادم هو قرن الدين والتدين وبدأ العلم يقود الإنسان إلى الدين”
ويبين البن سعد أن هذا هو سبب ممارسة القوى العظمى للإكراه على البشرية حتى لا تسير على السكة الطبيعية.
وتناول البن سعد مصطلح (التحدي الربوبي للخلق) موضحًا أن الإلحاد لا يعني إنكار الله جهارًا، بل هو ادعاء الإنسان قدرة الله وشأنه في نفسه أو في عصره حتى لو كان يصلي ويصوم، ومشيرًا لضرورة معرفة الانضباطات السكيولوجية للإلحاد، قال: “أبرز صفة للإنسان الملحد تصوره أنه قادر على الخلق. فيدفعه غرور الإلحاد إلى التدخل في الخلق ثم التدخل في الأخلاق”
وضرب بعض الأمثلة على الغرور الإلحادي بإبليس والنمرود، إبليس أول من صعد به الغرور أن لا يسجد لآدم من منطلق الخلق، ويصعد به الغرور إلى العبث في الخلق، وإبليس لا ينكر وجود الله بالرغم من كونه أبي الإلحاد ولكنه فعل الغرور وتدخل في خلق الله، والنمرود أحد رؤوس الهرم الشيطاني الذي استفحل الغرور في روحه فادعى أن أمر الخلق إليه، وقال أنا أحيي وأميت.
وتطرق البن سعد للأبعاد العصيانية للتدخل في الخلق، المتمثلة في توصل الشيطان إلى الالتفات للإنسان دون الله وخصوصا إذا كانت قدراته هائلة، وفي إفساد التراتبية الخلقية للبشر، وابتعادهم عن الفطرة، وتغيير حرمة البشر بالقتل والإيغال في سفك الدماء والتصفية البشرية.
وفرق البن سعد بين التدخل في و التدخل في المخلوق، مبينا أن الأخيرة محمودة وتتمثل في التقنيات المتطورة لعلاج البشر ومنها تقنية النانو التي تمكنت من علاج كثير من الأمراض ومشاكل الحياة.
وبين البن سعد أن تطور القرن الحادي والعشرين لم يكن طفرة بل توقيتا. فمن أواخر القرن التاسع عشر كان هناك نسخة من القرن الحادي والعشرين بدليل بعض المجلات اليابانية الخيالية التي تصور مدارس فيها شاشات معلقة والمعلم لا يحضر، وآلات تسلم الطالب أوراق الاختبار، وآلات تمسك عصا وتضرب الطالب. ورسموا البيوت بحساسات يرتفع معها البيت عن الأرض إذا حدث زلزال، وإذا انتهى الزلزال يعود البيت إلى مكانه مشيرًا في الختام لاستخدام السعار الجنسي أسلوبًا ناجحًا لتلويث الفطرة وإكراه الناس باستغلال الشهوات.