اثنتا عشرة خطيبة يجسدن العشق الحسيني على مسرح الأبرار في القطيف
فاطمة المحمد علي: القطيف
يجتهد عشّاق أبي عبدالله الحُسين في أيّام عاشوراء بـ إحياء ذكرى الأيام الحسينية، وما جرى فيها على الإمام وأهل بيته وأصحابه عليهم السّلام، حسب ثقافاتهم وميولهم وطاقاتهم وقدراتهم، وذلك تجديدًا للشعائر الحُسينية عبر العصور والأجيال، وامتدادًا للرسالة المحمّدية السماوية التي استشهد من أجلها الإمام الحُسين عليه السلام في كربلاء.
تحت شعار (حسيني البقاء) جسدت اثنتا عشرة خطيبة “العشق” برثائيات حُسينيّة، من خلال مشاركتهن في الملتقى الحُسيني الحادي عشر، أمام ما يقارب مائة سيدة من الحضور في مجلس الأبرار بالقطيف، يوم الأربعاء المنصرم.
وتضمن الملتقى الحسيني الحادي عشر عدة فقرات خطابية وتمثيلية، استهلت به عرّافة الملتقى “فاطمة الصفّار” بكلمة ترحيبية؛ تلتها القارئة “زينب آل خاتم” بتلاوة آيات قرآنيّة، ثم كلمة المنسقات قدمتها السيدة حميدة الجراش؛ أكدت من خلالها أن العمل في سبيل الإمام الحُسين عليه السّلام يعطي قوّة وروحانية وقيمة عميقة، ويساعد على بناء شخصية قوية ومثابرة ومتفانية في سبيل الخدمة الإنسانية، ويضفي طابع الاستمرارية والبقاء لهذا العمل فيصبح (حسيني البقاء)”.
وتلتها القارئة الحسينية “رقية آل قمبر” بإحياء العزاء واللطم الحسيني بمصاب أبي عبدالله الحُسين.
كما أثبتت سبع خطيبات من خلال سردهن للخُطب المُعدة فنونهن في عرض الخطابة بأسلوب وكلمات بلاغيّة آخّاذة، تعرج بالنفس الإنسانية، بمعانٍ سامية، بمدة زمنية لم تتجاوز ست دقائق، استلهمت منها الحاضرات درسًا من دروس الثورة الحسينية، باختيار زوايا مميزة وبنظرة عاشورائيّة مختلفة، وكان دافعهن الأول هو (العشق الحُسيني).
وألقت “منى المسكين” خطبة بعنوان (الهيام السرمدي)
افتتحت كلماتها بـ”العشق” حيث قالت فيها:”هو الحسين، هل أقول عشقًا؟ أوحبًا ؟ أوغرامًا ؟ لا! فالحسين أكبر من جميع هذه المفردات بكثير هو (الهيام السرمدي).
وأشارت في خطبتها المُعدة أن طريق الإمام الحُسين واضح ! ومن أراد أن يصل إلى الله فعليه أن يدخل من خلال أبواب أهل بيت العترة عليهم السلام، وأن الحسين هو أوسع تلك الأبواب فهو باب العطاء وباب الرجاء.
ونوهت إلى أهمية الإهتمام بأجيالنا القادمة ليسيروا على خطى تلك السيرة الخالدة، وأن نجعلها تترسخ في عقولهم وقلوبهم ليتزودوا من أنواره القدسية وليواصلوا المسيرة والخدمة، مُشدده على أن لا تكون علاقتهم متينة بالحسين في شهر محرم الحرام فقط، بل طيلة حياتهم، يقتبسون من سيرته وخلقه، وأن نجعلهم سفراء للحسين في كل زمان ومكان خُلقًا وفِكرًا .
وقدمت “زينب البديوي” خطبة بعنوان (على لسان الزمن) استنكرت من خلالها أفعال بعض النساء وتجردهن من العفة والحياء متحدثة بلسان حال الزمن قائلة: “أنا زمانكم، ولدت منذ الأزل وسأبقى على قيد الحياه لأنني مادة الحياة وما حياتكم إلا (زمن) يمر ويمضي.
وذكرت من خلالها سيرة بعض الأحداث التاريخيه كقصة نبي الله يوسف، وكيف أنّه لم يستسلم لزليخة، مشيرة إلى أن العفة منوطة بالرجال قبل النساء.
وسردت قصّة ابنتي شعيب وكيف لاذتا ببعضيهما حياءً من نبي الله موسى عليه السّلام.
وصوّرت حال سبي السيدة زينب والنساء المُخدرات، مُكمّلة الخطبة بلسان حال الزمن وهو يصف عفة زينب قائلة فيها: وقفت أميرات الوجود على باب الساعات وقد تقشرت وجوهههن من لفح الحر وهجير الصحاري وحسرة الفقد، إلا أن مولاتنا زينب كانت شامخه قوية في وجة الطغيان ولم تتضعضع عاطفتها فتخلع الحجاب أو تشق الجيب.
وأكدت الخطيبة “لجين ماجد” في خطبتها التي حملت عنوان (منهاج) أن ثورة الإمام الحُسين مخطّطٌ إلهي، ومنهاجٌ ممتدّ إلى صاحب العصر والزمان، موجهة بأن علينا أن نسير بنفوسنا ضمن هذا النهج لنصرة أبي عبدالله الحُسين عليه السّلام .
وشدّت “إيثار سويكت” الحاضرات بسردها لخطبتها المثيرة التي كانت بعنوان (الحُسين يولد من جديد) حيث افتتحت فيها عن معنى اسمها (إيثار) قائلة: (سألت تلك الحنون مرارًا، لماذا إيثار يا أمي؟ تشرد بعيداً مستذكرة يوم ولادتي وتقول: الإيثار تأسيًا بالحسين سيد الشهداء، فقد ولدتُ قبل هلال المحرم بثلاثة أيّام، وفي ذلك الشهر ذي الحجة، كان خروج الحسين عليه السلام قاصدًا محراب أبديته كربلاء، ليضحي بنفسه وأهله ليضحي بكل شئ يا ابنتي في سبيل الله، لذلك كنتِ إيثار فهل فهمتِ الآن لماذا؟
وأطلقت “حليمة بن عطاء”(رساليات) عنوانًا لخطبتها أوضحت من خلالها بأن المؤمنات الرساليات الآتيات نتداول أحداثهن التاريخة كـ طوعة، وزوجة حبيب بن مظاهر، ومارية العبدي، ودلهم بنت عمرو أننا لانقل شأنًا عنهن.
وتابعت قائلة” جسدت سيدة جليلة بيننا معنى الرسالة، وذهبت من هذه الدنيا يوم استشهاد فاطمة عليها السلام هي الأم الحنون المرحومة “أم هادي الصيود” لتخبرنا، أننا بإمكاننا أن نكون رساليات في أي زمان شئنا أو أردنا!
وأما خطبة “جليلة آل ثويمر” التي حملت عنوان (العشق الحُسيني) تكلمت فيها عن ثلاثة نماذج عن العشق الحُسيني وكيف ينعكس على تصرفات الشخص، وختمت الخطبة بسؤال الجمهور (كيف انعكس العشق الحُسيني على أفعالكن)؟
وسردت” زهرة البيات” خطبة بعنوان (قديس طاهر) اقتباس ممّا ذكرت فيها:(ما أعظم ذَلِكَ الْقِدِّيسِ جَمَعَ عُمَرُهُ كُلَّهُ بِفَيْضٍ مِنْ مُعَانَاتِهُ وَصَنْعِ مَلْحَمَةِ كَبِيرَةِ لَمْ يصَنْعِهَا أي عَظِيمٍ مِنْ عُظَمَاءِ التَّارِيخِ، مَلْحَمَةَ ٌ تتنتصر بالإنسان فَوْقَ أرْضَ الإنسان وَتَحْتَ سَمَاءِ الإنسان.
وتوسط الملتقى مشهد تمثيلي بعنوان” بطلة من كوفة” جُسد فيها بطولة السيدة طوعة ودورها العظيم مع سفير الإمام الحسين مسلم بن عقيل، شاركت فيه كل من الخطيبات، “فاطمة الضو، وبتول القفاص، وآية القيصوم”.
وتلتها خطب قصيرة مُعدة، لم تتجاوز الدقائق الثلاث، والتي كانت إجابة لـ اسئلة عاشورائيّة طرحتها العريفة لـ خمس خطيبات: شاركت فيها كل من الخطيبة “جنة آل ربح”، والخطيبة”سكينة الشعبان”، والخطيبة “رغد الجشي” والخطيبة “زكية أبو الحي”، وختمت العريفة أسئلتها بالخطيبة “زينب الشعبان”.
وانزوى في الملتقى متجر (حاء الحُب) عُرض فيه مُقتنيات مطبوعة، بعبارات حُسينية نالت إعجاب الحاضرات.
واختتم الملتقى بشكر جميع المنظمين والمشاركات، مع توجيه الشكر الخاص للداعمين، ولـ ” صحيفة بشائر” لتغطيتها الإعلامية.