تحية للجيل المتقشف
جواد المعراج
يصوف التقشف بأنه البعد عن التمسك بملذات الحياة والاقتناع بالرزق والنعمة، مهما كان صغر الحجم الخاص بها، وهي موجودة لدى ذلك الإنسان الراضي عن العيشة التي يرى فيها أن الفرد يمكن أن يعيش في هذه الدنيا دون أن يكون على هيئة عيشة الحياة المرفهة بشكل زائد، التي تكون مبنية على كثرة المال والاستمتاع.
ومن الأمثلة على التشقف هي الاكتفاء بالدفع للصيانة الطارئة وبنزين المركبة فقط، والاكتفاء بأطعمة محددة مثل ااخبز والزبادي والتمر والفواكه والخضروات، دون شراء أطعمة ذات أسعار مرتفعة، إضافة إلى ذلك شراء خدمة إنترنت معقولة السعر، ويتم المحافظة عليها بعدم كثرة استخدامها، وشراء علبة عطر كبيرة وواحدة يتم فيها أسلوب الرش لمرات قليلة جدًا لكي تكفي لفترة طويلة من الزمن، وزيادة على ذلك لا ننسى شراء مزيل عرق يستخدم دون إسراف، وشراء الملابس التي تباع بالأسواق الرخيصة.
كانت الأجيال القديمة تتميز بعدم الإسراف النقدي، وليس مثل هذا الجيل الذي تكون لديه (حكة اليدين) عندما يرى المشتريات والمغريات، وهو قد يشتري أحيانًا أغراض كثيرة ليست لها قيمة ولا تتستخدم، وكل ذلك بسبب التأثر بالموضات الحديثة والمغريات وتقليد الآخرين كالمشاهير على سبيل المثال.
التقشف جعل فئة من البشر أغنياء في المستقبل بسبب المحافظة على الجزء المتبقي من الراتب في الحساب البنكي، والادخار المكثف لتأمين الحياة القادمة والشعور بالراحة والاستقرار النفسي، ثم بعد ذلك الإقدام على استخدام هذه المدخرات لأغراض شخصية وطارئة وعائلية دون المبالغة في الصرف الزائد.
ونحن كأجيال جديدة يجب أن نتعلم من أساليب الجيل القديم في تدبير الحياة الصعبة الحالية التي تحتاج لأسلوب التقشف لفترة محددة وكذلك السيطرة على حالة حكة اليدين للمحافظة على المصروف الشهري، لأن هذا الزمن شيئًا فشيئا تصبح التكاليف باهظة وتتطلب أن يكون الإنسان حريصًا وصبورًا عندما يتنزه في أماكن مغرية ومؤثرة وتجعل الشخص يشتري منها.