أقلام

كشف فخاخ ادعياء تهمة التحرش

م أمير الصالح

التحرش هو فعل مشين ومرفوض أخلاقيا ودينيا وإجتماعيا وقانونيا يصدر من شخص غير سوي ضد شخص آخر لا تربطهم أي علاقة شرعية من خلال اللفظ أو اللمس لمناطق جسدية حساسة أو الايحاء بالاغواء أو تقديم عروض بالمال والطعام والالعاب والترفيه والهدايا للإيقاع بالضحية في تصرف يمتد إلى الرذيلة الاخلاقية. وهو فعل ملفوظ ومرفوض عرفا ودينا وشرعا وقانونا وإجتماعيا. وهناك حزمة قوانين صارمة في معظم دول العالم تنفذ في حق من تمت ثبوت إدانته بالتحرش.

سمعنا من بعض البودكاستات والإعلام المطبوع والاعلام المنقول عن إحصائيات التحرش في بعض بلدان العالم وجملة م أساليب التحرش التي يستخدمها المتحرشون للإيقاع بضحاياهم. ونشرت عدة جهات رسمية وأهلية مشكورة أفلاما قصيرة موجهة إلى النشئ الجديد للتوعية والإرشاد في هذا المضمار. ونعبر عبر هذا المنبر عن تضامننا مع كل الضحايا حول العالم وندعو الله أن تنزل الجهات الرسمية أشد العقوبات في حق الشياطين المتحرشين.

ومع أن تعداد الكاميرات اللاقطة والأمنية والنقالة عبر الجوالات في تزايد سواء التي تم تركيبها في المحلات أو المجمعات التجارية أو البيوت أو مداخل المباني والبنوك والشوارع وأسوار المنازل الخارجية إلا أن كل ذاك لم يردع السراق والنشالين والحرامية والمتحرشين البغاة من تنفيذ جرائمهم ولنا في عاصمة الضباب، لندن، شاهد ودليل .

والتحرش هو لون من ألوان الجريمة الأخلاقية إلا أن هذا اللون أيضا تم توظيفه للنصب والاحتيال بطريقه فيها من الدهاء والمكر و الخبث الشي الكثير. حديثا، سمعنا ظاهرة جديدة وهي التبلي والتجني والبلاغات الكيدية من قبل بعض النساء الغير عفيفات وبعض الفتيات المراهقات المتشيطنات وبعض العاملات الماكرات وبعض الموظفات الخبيثات وبعض المضيفات السافلات وبعض الممرضات الغير سويات على بعض الرجال المحترمين وإتهامهم بتهم مشينة أخلاقيا. والواقع أنه لم يصدر من أولئك الرجال ما تم الاتهام به لهم وإنما تبلى بعض النساء عليهم حبا منهن للشهرة الاعلامية وطمعا في كسب المال الحرام عبر تسويات مالية للأزمة المفتعلة خارج اسوار المحاكم. ولقد ورد على مسامعنا عدة قضايا في أسواق تجارية متعددة في دول عديدة. وتصاعد منحى الأمور في هذا النوع من الإجرام السلوكي حتى اضحى شبه تجارة ونوع من الإبتزاز يتكسب منها بعض الأشرار أموال تعويض وأموال تسوية نظير التنازل عن رفع القضية للمحاكم أو إمضاء الدعوة في المحاكم. وهذا الفعل يذكرنا بنفس سياق insurance scammer وهي ظاهرة سادت في آواخر التسعينات في امريكا الشمالية وفحواها، يرمي أحدهم نفسه أمام سيارة متوقفة في الطريق عند الاشارة المرورية و يفتعل الشخص الآلام و إصابات في جسده وظهره ورقبته لكي يبتز قائد السيارة بحفنة من المال. وقد اشتهر بعض المحاميين الأمريكان بتبني هكذا قضايا في بعض الولايات الامريكية آنذاك. حتى روي لي بأن عدة طلاب أجانب في بعض الدول الصناعية اتخذوها مخرج لأزماتهم المالية تحت شعار إللي تكسب منه إلعب به.

الأكثر حداثة في تجارة الإبتزاز وإدعاء التحرش هو ما تجرأت أحد فتيات اليوتيوبر من احد الدول العربية في حق مواطن يقود سيارة أجرة وذلك بطلب الركوب معه وهي في ملابس فاضحة ومخلة بالعفة والشرف. و عند رفض المواطن إركابها في سيارته التاكسي بادرته بالشتم ثم أدارت جهاز التسجيل في جوالها لرصد ردة فعل المواطن الشريف بقصد إتهامه بالتحرش بها؟!! فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. والحمد لله أن المواطن كان مسجل كامل الأحداث في جواله. وحديثا سمعنا عن أسلوب جديد يتباه بعض العمال الاجانب في البوفيهات و المطاعم و الصالونات و مفاده أنهم يستفزون المواطن الزبون إلى الحد الذي يتم إخراجه من توازنه النفسي فيلوح بيده أو يفعل حركات تنم عن إستياءه وغضبه. فيستغل حينذاك أولئك الأراذل من العمال السيئين وجود كاميرات المحل لتوثيق ردود فعل الضحية المُستفزة وإدعاء أن الزبون هدد العمال الاجانب ويتم حينذاك تهديد الزبون المواطن برفع الامر إلى المحاكم. وبالفعل هناك قضايا في دول عدة تمادانة الضحية التي اُستفزت وتم تغريمها المال وإدخالها في أماكن قضاء العقوبة بعد إدانتها طبقا لأشرطة الفيديو التسجيلية للمحل. وإن كانت هكذا أحداث قليلة نسبيا في حواضرنا إلا أنه تم التنبيه عليها لزيادة الوعي وإجهاض أعمال الشيطان و توطيد الاستقرار.

نصحية والنصحية قيمتها جمل وتعيها أذن واعية، نحن في فترة زمنية أضحى وجوبا على الإنسان إغلاق أي باب يُحتمل دخول الشيطان وأتباعه من خلاله. فلا تجعل أحدهم/هن يستدرجك بالقول أو الفعل أو يستفزك/تستفزك ثم يوقع بك في شراك السوء من اعماله. فكن وكوني حليم و طويل نفس وبعيد النظر وحذر/حذرة من أهل الخبائث وتفادى بؤر أهل الشبهة بالإبتعاد عنها والإبتعاد عن أصحاب السوء ومروجي المُنكر. ووثق أي شي بالتصوير صوت وصورة من بداية توجسك خيفة أو عندما ينتابك شعور بشي مجهول يحيكه اخرون حولك. فقد قيل على لسان سيد أهل البلاغة علي عليه سلامالله : “ما اكثر العِبر و ما اقل المعتبرين”. وقال “السعيد من اتعظ بغيره” وقيل عن لسان النبي الاعظم محمد (ص) ” المؤمن كيس فطن”. فلنكن جميعا من المعتبرين والمتعظين بما نسمع و نرى من احداث في العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى