أدبيات الواتساب
د. ابراهيم المسلمي
بسم الله الرحمن الرحيم
قناة الواتساب هي إحدى قنوات التواصل الاجتماعي الحديثة التي أسست عام ٢٠٠٩ م على يدي الأمريكي بريان أكتون والأوكراني جان كوم وقد أصبحت قناة تواصل شهيرة شبه رسمية ، والواتساب هي الثالثة في القنوات الاجتماعية في أكثرية الاستخدام في العالم بعد الفيسبوك واليوتيوب حيث بلغ عدد مستخدميها حوالَي ملياري مستخدم في عام ٢٠٢٣ م في أكثر من مئة وثمانين دولة حول العالم، وهي لغة تواصل سريعة ومتوفرة ومتعارف عليها بين معظم الشعوب من خلال الكتابة والرسائل الصوتية ولغة الإشارة ,ويمتاز تطبيق الواتساب بكونه سهلا وآمنا وموثوقا ولذا ينبغي على الإنسان العاقل أن يشكر الله تعالى على هذه الوسيلة ويستفيد منها ويتجنب مساوئها والوقوع في الإشكالات الشرعية والملاحقة القانونية بسبب سوء استخدامها ويمكن تجنب ذلك من خلال الالتزام بمجموعة من الضوابط الأخلاقية والقانونية في التعامل معها.
ومن آداب وأخلاقيات استخدام الواتساب ما يلي :
١- لا تضف مشتركا جديدا في مجموعتك (قروبك) حتى تستأذن منه.
٢– إذا أضافك شخص في مجموعة من دون استئذان فمن حقك الانسحاب.
٣- إذا كنت لا ترى المجموعة ذات فائدة علمية أو اجتماعية أو ربما ضرت بك فمن حقك الانسحاب بعد ترك رسالة توضح سبب ذلك ولو كان السبب غير مقنع للأعضاء.
٤- إذا كان لديك ملاحظة عامة على المجموعة أخبر مدير المجموعة على الخاص كي يوصلها إلى بقية الأعضاء بطريقته الخاصة.
٥- المحموعة مجلس افتراضي يجب فيه احترام بقية الأعضاء ومراعاة شعورهم وآرائهم .
٦- المجموعة مجلس افتراضي فلا ينبغي إثقاله بكثرة الرسائل إلا المفيد منها وأكثر الأشخاص المكثرين من المشاركة هم ناقلو الخبر فقط وليسوا بالضروري مثقفين .
٧- قبل أن ترسل رسالة افتح المجموعة واقرأ ما فيها فربما ما تريد قوله قد سبقك به عكاشة كي لا تكثر من الرسائل المكررة.
٨- إذا كانت رسالتك للمفاكهة أو التلطف افتح المجموعة لترى ما يدور فيها فربما يكون الأعضاء في عزاء أو مصيبة أو أمر جاد وأنت ترسل ما لا يناسب الوضع الحالي .
٩- كن فعالًا لا خاملًا في المجموعة لاسيما في تخصصك كي تفيد وتستفيد من النقاش.
١٠- تأكد من صحة الخبر قبل الإرسال فربما ما وصلك غير صحيح وبعضهم يعلل ذلك بقول -كما وصلني- وهذا غير مبرر و كما قال الأمير علي عليه السلام ( اعقلوا الخبر إذا سمعتموه عقل رعاية لا عقل رواية فإن رواة العلم كثير ورعاته قليل ).
١١- تجنب إرسال ما يضرك ويضر مجموعتك كالأمور السياسية وما يخالف قوانين البلد الذي أنت فيه.
١٢- في حالة الغضب أو الانفعال مما وصلك تريث قليلا قبل الرد فربما يصدر منك أسوء مما وصلك أو كان في جوابك مايضرك وربما كتبت كلمة وهي تقول لصاحبها دعني.
١٣- أنصحك بأن لا تفتح الرسائل إلا وأنت متفرغ للرد عليها فربما فتحت رسالة وفيها سؤال أو طلب من شخص آخر ثم نسيت أن ترد على زميلك بنعم أولا لانشغالك.
١٤- قبل الرد انتظر حتى يفرغ صاحبك من الانتهاء من مراسلتك لكي تجيبه على جميع ماطلب منك.
١٥- لتكن رسالتك واضحة للطرف الآخر وتجنب المبهم منها مثل يوم السبت القادم بدون تاريخ
أو الساعة السابعة دون كتابة صباحًا أو مساءً.
١٦- إذا دعوت شخصا أو طلبت منه حاجة مثلا فعقب في آخر رسالتك بصيغة سؤال ⁉️
مثل هل يناسبكم ؟ أو هل يمكنك مساعدتي ؟
كي يرد عليك الطرف الآخر.
١٧- إذا كنت تراسل شخصا جديدا فابدأه بالتحية مثل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أو بتحية تناسب ثقافته ثم عرف نفسك له قبل طلبك لكي يرد عليك وهو مطمئن.
١٨- إذا طلب منك شخص شيئا من خلال الواتساب وهو غير مسجل عندك في جوالك ولم يعرف نفسه فمن حقك السؤال عن اسمه قبل إجابته فإذا اطمأننت له وإلا توقف كي لا تقع في المحذور القانوني.
١٩- تجنب الرسائل المكررة المعتادة كما يفعل الكثير من الناس (صباح الخير ، مساء الخير وبشكل يومي) كي لا يكون التواصل مع غيرك مملا بل بادله وبادره برسائل مختلفة تجدد الحيوية بينكما.
٢٠- جميل أن تبرز هويتك الثقافية و الدينية في تعاملك مع الآخرين مثل البدء بالسلام أو الدعاء في بدء التواصل خاصة مع أبناء جلدتك ودينك.
٢١- بين فينة وأخرى غير لغة التواصل مع الآخرين مثل الرسالة الصوتية والرموز بدل الرسائل المكتوبة كي تذهب حالة الرتابة المملة.
٢٢- إذا كانت المجموعة مجموعة تخصصية مثل مجموعة علمية أو بحثية أو أدبية تجنب الحشو فيها بأخبار اجتماعية وشخصية وغيرها كي لا تشغل أفراد المجموعة بغير الهدف الذي أنشىء من أجله .
٢٣- رسائلك في المجموعة هي صورتك لدى الآخرين فلا تشوها برسائل لا تليق بك.
٢٤- إذا وجد في المجموعة مختصون فدع الإجابة والتعليق لهم إذا كان الموضوع خاصا يتعلق بهم ولا تكن فضوليا (ملقوفا) ولا يمنع من المداخلة.
٢٥-إذا كنت في حاجة لجواب أو لرد من شخص آخر بشكل سريع يمكن تذكيره بالاتصال الهاتفي عبر الواتساب بعد رسالتك لتعجيل الرد ( رنة واتسب).
26- استفد من تقنية الواتساب لشيء يفيدك ويفيد مجتمعك ولا تجعله أداة إشغال وهدر للوقت فإنك مسؤول عن عمرك فيما افنيته.
27- إذا طلبت من شخص شيئا وكانت إجابته بنعم إن شاء الله (يعني في المستقبل) فعاود مراسلته مرة أخرى للتذكير فربما نسي أو انشغل.
28- تعامل في الواتساب مع الأشخاص كل حسب عمره وثقافته ووضعه الاجتماعي والديني فكما تحترم تُحترم.
29- إذا دعاك شخص لحضور مناسبة أو للمشاركة في أمر في المستقبل ( مثلا بعد عدة أيام ) وكانت إجابتك بنعم فربما تنسى أو تنشغل عن هذا الطلب فاكتب له من فضلك ذكرني لاحقاً .
30-لابد من مراعاة الجانب الأخلاقي والشرعي في عملية النقد لاسيما إذا كان النقد تجاه كلمة لشخص غير موجود في المجموعة وهو لا يتمكن من الدفاع عن نفسه ، نعم للنقد الموضوعي لا الشخصي.
31- إذا كنت من يدير المجموعة فلابد من وضع ضوابط للأعضاء المشاركين معك و أن يكون لك متابعة للمجموعة ولك اليد العليا في حل بعض القضايا لاسيما إذا خرج نقاش الأعضاء عن الحدود الأخلاقية والشرعية وانفلتت الأمور وخرج الحوارعن الهدف الذي من أجله أنشئت المجموعة وهو تبادل الآراء والأفكار.
32- ننصحك بالحد من كثرة الاشتراك في المجموعات ما استطعت لاسيما المجاميع الاجتماعية فإنها مضيعة للوقت والجهد وأكثر الأخبار فيها من باب العلم الذي لا يضر من جهله.
33- إذًا كان هناك رسائل صوتية تحتاج وقتا طويلا للاستماع لها فيمكن تأجيل فعل ذلك خلال أوقات سفرك أو في أوقات انتظارك في المطار أو مراجعة مكتب أو عيادة مثلا.
34- لو دار الأمر بين إرسال رسالة صوتية أو كتابية فالكتابية أقل ضررا عليك لأن الكتابة قد تكون منتحلة ومزورة عليك لكن صوتك يدينك في القضاء.
35- إذا رغبت في طرح موضوع للنقاش فاقتنص فرصة هدوء المجموعة لطرحه كي لا تطغى على خبرك الأمور الاجتماعية الكثيرة أو المهمة فينسى أو يهمل موضوعك.
36-إذا كان عندك أكثر من موضوع تريد نقاشه مع شخص آخر فالأفضل طرح كل على حدة لأن الكثير من الناس لا يركز معك إلا في موضوع وربما ينسى الموضوع الآخر.
37- احذر من الرسائل الوهمية لاسيما المتعلقة بالبنوك ومواقع التسويق الإلكتروني كي لا تقع فريسة سهلة لهم.
38- بعض المجموعات تشترط السرية في التعامل معها فلا بد من الحفاظ على هذا الشرط فإن المجالس بالأمانة.
39- انتبه ؟ صورتك الثقافية والفكرية والدينية وحتى ثقة الناس بأخبارك تقرأ من خلال رسائلك في المجموعة وحتى وكما قال الأمير عليه السلام ( تكلموا تعرفوا ) .
40- وأخيرا كن انتقائيا في اختيارك وقراءتك للأخبار.