أقلام
في حضرة الشهداء

جاسم الصحيح
في حضرةِ الشهداءِ حيث تَلَفَّتَتْ
عينايَ، تنتصبُ السماءُ جِواري:
في الأُفْقِ ثَمَّةَ هَيْنَماتُ ملائكٍ
أُصغي لها بجوارحِ اسْتِشْعاري
أُصغي لقافلةِ الفداءِ وقد سَرَتْ
للهِ، في شُهدائِها الأخيارِ
أُصغي لوَشْوَشَة النجومِ كأنَّها
في خاطري، سِربٌ من الأطيارِ
أُصغي لزقزقةِ المفاتيحِ التي
في الغيبِ تفتحُ جَنَّةَ الأبرارِ
أُصغي لمزلاجِ الخلودِ، وحارسٍ
تشدو يداهُ بذلكَ القيثارِ
يا إِخوَةً حَرَثُوا الرياحَ بـصَبْرِهِمْ
وتَجَذَّروا في تُربةِ الإعصارِ
عُذرًا إذا اتَّسَعَتْ خرائطُ صَمتِنا
وتَجَاوَزَتْ حتَّى حدودَ العارِ
لم يبرأِ الجرحُ العميقُ، وإنَّما
كَبُرَتْ عليهِ مساحةُ الأظفارِ