يوم الطفل العالمي 2023 لكل طفل، كل حقوقه
د. جواد المرهون
يتزامن يوم الطفل العالمي في العشرين من نوفمبر 2023 مع ما أعلنته هيئة الأمم المتحدة في عام 1954م لتعزيز الترابط الدولي وإذكاء الوعي بين أطفال العالم وتحسين رفاههم، ويصادف اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل في عام 1959، واعتماد اتفاقية حقوق الطفل والاتفاقيات المتعلقة بها في عام 1989. ويوم 20 نوفمبر هو يوم اليونيسيف السنوي المخصص للعمل من أجل الأطفال.
ومنذ عام 1990 يحتفي العالم سنويًا بجميع أطيافه ومؤسساته في جميع المجالات، فضلًا عن الإباء والأمهات والشباب والشابات والأطفال بمختلف أعمارهم باليوم العالمي للطفل، ويسطروا اهتمامهم ومسؤولياتهم للرعاية والإهتمام بالأطفال وربطهم بمجتمعاتهم وأوطانهم، والتركيز على الاهتمام بتنفيذ حقوق الطفل من أجل توفير مستويات أفضل لحياة الأطفال ليحصلوا على حقوقهم كاملة.
وفي اليوم العشرين من نوفمبر من كل عام ميلادي، وكمناسبة عالمية تحتفل بها جميع دول العالم لتعزيز الترابط الدولي الذي يتكون معظم سكانه من صغار السن, واليافعين لتوجيه الانتباه إلى أهمية توفير الرعاية الاجتماعية والصحية والتعليمة والسلامة حتى يبلغوا أشدهم ويعتمدوا على أنفسهم, ويخدموا أوطانهم.
وفي هذا اليوم يجب أن نتذكر أننا كنا أطفالًا رعتنا أيادي والدينا في اهتمام ورعاية وعناية وحنان، ثم أصبحنا رجالًا نفتخر بأننا في بلد كريم وبين شعب عظيم، نكرس وقتنا وجهدنا بكل ما أتيح لنا من علوم وإمكانات ووسائل في سبيل رفعة هذا الوطن العزيز والحفاظ على كرامة وسلامة كل المواطنين.
والطفل وهو كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره، له حقوق؛ وحقوق الطفل هي جزء من حقوق الإنسان على هذه الأرض الطيبة الواسعة المترامية الأطراف التي تحتوي على ست قارات مترامية الأطراف، وكثيرة الثروات والبحار والغابات، ولكن كثير من الأطفال يتعرضون لانتهاك حقوقهم في أماكن عديدة من العالم، لا تصل لها يد العون والعدالة، ولا يتوافر فيها تطبيق بنود حقوق الطفل. ولا يهتم بقضاياه وحياته والإهتمام بسلامته وبصحته ومستقبله، ليعيش حياة خالية من المشاكل بدلًا من أن تتعرض حياته للأخطار.
كما يجب منع العدوان على الأطفال الأبرياء وقتلهم وتهجيرهم، ومنع الأطفال من العمل في سن مبكرة بعيدا عن مدارسهم وحياتهم الأسرية والاجتماعية. ويجب معرفة حقوقهم علينا في الحياة وعدم انتهاك براءتهم، وأن نعمل في هذا اليوم العالمي للطفل لتثقيف الناس بحقوق الأطفال. وعلينا في احتفالاتنا وأنشطتنا أن نسمع لهم، ونساعدهم في وضع رؤية مستقبلية لحياتهم.
وقد ضمن نظام حماية الطفل في المملكة العربية السعودية حقوق الطفل من الإيذاء وكل أشكال الإساءة الجسدية، والإساءة النفسية وصحية، والإساءة الجنسية، كما ضمن للأطفال عدم الإهمال، وعوضًا عن ذلك توفير كافة الحاجات الجسدية والصحية والعاطفية والنفسية، والتربوية والتعليمية والفكرية والاجتماعية والثقافية والأمنية، والسلامة في نفسه ومسكنه والتخطيط السليم لمستقبله ليعيش حياة كريمة، حيث يحظى كل طفل بكل حقوقه.
ومن حقوق الأطفال على والديهم أن يعتنوا بهم وبصحتهم وسلامتهم، ويحرصوا تسهيل سبل تعليمهم ووسائل راحتهم، ويربوهم تربية صالحة بالبر والإحسان والمعاملة الحسنة ويوفروا لهم الفرص المتكافئة، وتنمية مواهبهم وقدراتهم، كما ربوهم والديهم في الصغر حتى بلغوا وأصبحوا رجالًا، ليبرهم أولادهم كما أحسنوا لآبائهم وأمهاتهم. قال الله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا {23} وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {24} من سورة الإسراء.