إلقاء التحية على من تمر به أو تلتقيه يعزز من مستويات الشعور بالسعادة والرضا عن الحياة والشعور بالإنتماء إلى المجتمع
المترجم: عدنان احمد الحاجي
وجد فريق من باحثي علم النفس في جامعة سابانجي Sabanci University في تركيا، بالتعاون مع زميل من جامعة ساسكس Sussex في المملكة المتحدة، أن مجرد قول “مرحبًا” للغرباء (لمن لا تعرف ممن تمر أو تلتقي به / بهم) الذين يقابلونهم في الطريق يمكن أن يؤدي إلى زيادة في الرضا عن الحياة(1). في الدراسة(2)، التي نشروها في مجلة علم النفس الاجتماعي وعلم الشخصية journal Social Psychological and Personality Science، استعلم فريق البحث من مجموعتين كبيرتين من الأشخاص عن التقائهم صدفةً مع غرباء وإلقاء التحية عليهم ومدى تقييمهم لمستوى رضاهم عن الحياة.
أعلنت منظمة الصحة العالمية مؤخرًا أن الشعور بالوحدة(3) يمثل مصدر قلق عالمي على الصحة العامة، والتي تبلغ من الضرر ضرر تدخين 15 سيجارة يوميًا. ويقول باحثو علم النفس إن مثل هذه الوحدة مرتبطة بدرجة العزلة المسجلة في معظم المجتمعات الغربية الحديثة. يفضل بعض الناس العزلة الاجتماعية (بعزل أنفسهم) ولا يتكلمون إلَّا مع معارفهم.
لكن العزلة(4)، كما يشير الفريق، تجعل الناس أقل شعورًا بالسعادة مما كانوا عليه في الأيام السابقة حين كان الغرباء يتحدثون مع بعضهم بعض بتلقائية. في هذه الدراسة، أرسل الباحثون استبيانات إلى مشاركين في التجربة من تركيا والمملكة المتحدة على التوالي يسألونهم فيها عن تفاعلاتهم اللحظية الأخيرة، أو حتى أحاديثهم، مع غرباء التقوا بهم لقاءًا عابرًا. كما طلبوا من كل مشارك تقييم مدى رضاه عن الحياة أو مستويات شعوره بالسعادة بشكل عام. في الدراسة الأولى، استلم الباحثون 3266 ردًا من المشاركين الأتراك وفي الدراسة الثانية تلقوا 60141 ردًا من المشاركين في المملكة المتحدة.
وجد فريق البحث نسقًا، حيث أن المشاركين الذين أفادوا بوجود تفاعلات لحظية مع الغرباء، أو حوارات معهم، أبلغوا الفريق عن مستويات أعلى من الرضا عن الحياة أو الشعور بالسعادة مقارنة بأولئك الذين عزلوا أنفسهم اجتماعيًا وتجنبوا الحديث مع الغرباء.
أشار الباحثون أن التفاعل مع الغرباء بشكل منتظم يمكن أن يؤدي إلى مشاعر الانتماء إلى المجتمع(5)، مما قد يجعل الناس يشعرون بمزيد من القبول في هذا المجتمع وحتى التقدير من قبل أولئك الذين يشاركونهم الجزء الصغير من عالمهم، وهي مشاعر أثبتت الدراسات السابقة أنها تساعد الناس. على الشعور بالرضا عن حياتهم. وأشار الباحثون إلى أن مثل هذه المشاعر يمكن أن تحد أيضًا من الشعور بالوحدة، والتي، كما أشارت منظمة الصحة العالمية، يمكن أن تشكل خطراً على صحة الشخص.
[ تعليق من المترجم: ما ورد من حث مؤكد على إفشاء السلام في القرآن والسنة كثير، ومنها ما روي أنه ورد في الحديث النبوي الشريف: ألا أخبركم بخير أخلاق أهل الدنيا والآخرة؟ قالوا: بلى يا رسول الله، فقال: إفشاء السلام في العالم.”
مصادر من داخل وخارج النص
1- https://ar.wikipedia.org/wiki/الرضا_عن_الحياة
2- https://journals.sagepub.com/doi/10.1177/19485506231209793
3- https://ar.wikipedia.org/wiki/وحدة_(علم_نفس)
4- https://ar.wikipedia.org/wiki/عزلة
5- “الإحساس بالإنتماء إلى المجتمع psychological sense of community: يرى سيمور سارسون Seymour Sarason أن الشعور النفسي بالمجتمع هو «إدراك الفرد للتشابه بينه وبين الآخرين، والارتباط المتبادل والواعي بينهم، والرغبة في الحفاظ على هذا الارتباط المتبادل بتقديم أو فعل ما يتوقعه الآخرون لهم، والشعور بأن هذا الفرد جزء من بنية أكبر يمكن الاعتماد عليها وثابتة». و عرف ديڤيد ماكميلان David W. McMillan ديڤيد تشافيز David M. Chavis.الإحساس بالانتماء للمجتمع «بشعور أفراده بالانتماء، وبأنه كل فرد له أهميته لدى الآخر ولدى الجماعة، والإيمان المشترك بأن احتياجات الأفراد يلبيها شعورهم بالإلتزام بالبقاء معًا.»”. مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:
https://ar.wikipedia.org/wiki/الإحساس_بالانتماء_للمجتمع
المصدر الرئيس
https://medicalxpress.com/news/2023-12-strangers-boost-happiness.html?