أقلام

الحاجات غير المحسوسة

صالح المرهون

للإنسان حاجات، قد تكون بعضها محسوسة ومعروفة لديه، وقد لا تكون كذلك، بسبب استقرارها، فإذا فقدت يشعر بالحاجة إليها، أو بوظيفتها ودورها مثل الصحة، فهي رزق عظيم من الله سبحانه وتعالى، نسيها البشر بسبب اعتيادهم عليها، لأن المرض حالة شاذة والصحة حالة عامة في حياة البشر، فالصحة تاج على رؤوس البشر، لا يعرفها إلا المرضى، وهو قول صحيح إلى أبعد حد، وغرضنا من هذا الكلام أن نشير إلى ما قصدنا من الحاجة وإشباعها لتشمل الحاجة المعروفة وغير المعروفة للإنسان، فالله سبحانه وتعالى قد يرزق الإنسان رزقًا يحتاجه أو الإنسان لا يحاجته إلى هذا الرزق ولا إلى تحقيق ذلك الرزق، هذا ينفعنا في الحديث عن كيفية توزيع الأرزاق.

إن الرزق وإن كان مطلقًا بأسبابه المادية وغير المادية إلا أننا نستطيع أن نجمع إحساسًا واحدًا مثلًا يشملها جميعًا، وهو الإحساس بالسعادة الذي يرزقه الله المؤمنين في الجنة، بغض النظر عن كيفية وماهية هذا الشعور.

وقبل أن ننهي الكلام عن المفهوم نشير إلى تعريف الرزق معروف، وهو ما ينتفع به الإنسان، وهو تعريف صحيح، ولكنه ضيق حيث يتبادر إلى الذهن الانتفاع الظاهري والنفع في الأمور المستحسنة فقط، والحقيقة أن الرزق قد يكون في أمور غير ظاهرة أي نافعة ولكنها غير مرصودة، وقد يكون الرزق شرًا لعدة أسباب، فإما أن يكون هذا الشر أهون من غيره أو يكون سببًا لخيرات أخرى، فهو من باب الابتلأء وتضييق الرزق في فترة معينة لتوسيعها في وقت آخر، فإذا قصد بالتعريف هذا كله فهو صحيح وإلا فهو ناقص.

توزيع الرزق:

تقدير الرزق بيد الله فقط،وهو مقتضى ربوبيته لا يشاركه في ذلك أحد، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل، ومن يظن أن أحدًا مهما كان عظيمًا يقدر الأرزاق فقد أشرك بالله، والعياذ بالله، لأن المسألة مسألة إحاطة مطلقة بالوجود، وتدبير مطلق، فهو بيد الله وحده سبحانه وتعالى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى