جواهر السلطان تفوز بجائزة أميركية عن دﻣﺞ اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ بالتعليم
سجلت عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل الدكتورة جواهر السلطان، اسمها كأول سعودية وعربية تفوز بجائزة أفضل أطروحة دكتوراه في الأبحاث الإجرائية لعام 2024 من جمعية البحوث التربوية الأميركية AERA، حيث تناولت أطروحتها دمج التعلم القائم على الألعاب الرقمية في تدريس العلوم بالمدارس الثانوية السعودية.
وفي حديثها قالت: ﺗﺮﻛﺰ أﻃﺮوﺣﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﻋﻠﻰ دﻣﺞ اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﻠﻮم ﻟﻠﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﺪرﻳﺒﻲ ﻣﻬﻨﻲ ﻃﻮﻳﻞ اﻷﻣﺪ اﻣﺘﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﻓﺼﻠﻲ اﻟﺼﻴﻒ واﻟﺨﺮﻳﻒ ﻟﻌﺎم 2020 ﺑﻤﺸﺎرﻛﺔ أرﺑﻊ ﻣﻌﻠﻤﺎت ﻣﻦ ﺗﺨﺼﺼﺎت ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ.
أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ
وتابعت حديثها: ﻧﻈﺮاً ﻟﻜﻮن ﻫﺬه اﻷداة اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ اﻻﺳﺘﺨﺪام ﻓﻲ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ، ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري إﺟﺮاء أﺑﺤﺎث ودراﺳﺎت ﻣﺘﻌﻤﻘﺔ ﻟﺘﺠﺎرب اﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ أﺛﻨﺎء ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻷﻟﻌﺎب ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺔ اﻟﻔﺼﻮل اﻟﺪراﺳﻴﺔ، فاﻟﺘﺤﻮل ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻟﻤﻲ ﺑﺴﺒﺐ ﺟﺎﺋﺤﺔ ﻛﻮروﻧﺎ أﺿﻔﻰ أﻫﻤﻴﺔ وﺗﺤﺪيا آﺧﺮ ﻟﻬﺬا اﻟﺒﺤﺚ وﻫﻮ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﺘﻌﻠﻢ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ اﻓﺘﺮاﺿًﻴﺎ.
كما أضافت: ﻣﻤﺎ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ أن دﻣﺞ اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم واﻷﻟﻌﺎب اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﺧﺎص، ﻻ ﻳﻀﻤﻦ ﺗﺠﺎرب ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ذات ﻣﻌﻨﻰ، إذ ﻳﻘﻊ ﻋﺎﺗﻖ ﻧﺠﺎح ﻫﺬه اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﺘﺪرﻳﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮم ﺑﻬﺎ اﻟﻤﻌﻠﻢ.
ماذا يتميز البحث؟
وأشارت إلى أن البحث ركز على اﻧﻐﻤﺎس اﻟﻄﻠﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻣﻦ إﻧﺸﺎء اﻟﻔﺮﺿﻴﺎت واﺧﺘﺒﺎرﻫﺎ، وﺗﺤﻠﻴﻞ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت وﺗﻔﺴﻴﺮﻫﺎ، واﺳﺘﺨﻼص اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻷدﻟﺔ، بحيث اعتبر اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻨﻮﻋﻲ اﻷول ﻓﻲ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ اﻟﺬي ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﻠﻮم ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ، كما يعتبر اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻨﻮﻋﻲ اﻷول ﻋﺎﻟﻤًﻴﺎ، واﻟﺬي ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ أدوار اﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ وﻣﻤﺎرﺳﺎﺗﻬﻢ اﻟﺘﺪرﻳﺴﻴﺔ ﺧﻼل ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﺘﻌﻠﻢ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻄﻮﻳﺮ إﻃﺎر ﻣﻔﺎﻫﻴﻤﻲ PRA اﻟﻤﺎر ﺑﺜﻼﺛ ﻣﺮﺣﻞ (اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ، اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ، اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ).
اﻹﻧﺠﺎز اﻟﻌﻠﻤﻲ
وأضافت: “حصل البحث على الجائزة اﻷوﻟﻰ لأﻓﻀﻞ أﻃﺮوﺣﺔ دﻛﺘﻮراه ﻓﻲ اﻷﺑﺤﺎث اﻹﺟﺮاﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﻌﻴﺔ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ اﻷﻣيﺮﻜﻴﺔ، وﺳﻴﻌﻘﺪ ﺣﻔﻞ اﻟﺘﻜﺮﻳﻢ ﺧﻼل اﻟﻠﻘﺎء اﻟﺴﻨﻮي ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ أﺑﺮﻳﻞ ﻟﻌﺎم 2024 ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﻴﻼدﻟﻔﻴﺎ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﺑﻨﺴﻠﻔﻴﻨﺎ، اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻷﻣيﺮﻜﻴﺔ”.
واستطردت حديثها: “ﻛﺎن ﻟﺮﺣﻠﺘﻲ ﻛﻤﻌﻠﻤﺔ ﻓﻴﺰﻳﺎء اﻷﺛﺮ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء وﺗﺸﻜﻴﻞ ﻫﺬه اﻟﻔﻜﺮة ﻟﺜﻼﺛﺔ ﻋﻮاﻣﻞ رﺋﻴﺴﻴﺔ، اﻷول اﻟﺪور اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻟﻸﻟﻌﺎب ﻓﻲ ﺗﺴﻬﻴﻞ اﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ اﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻴﺔ اﻟﻤﻌﻘﺪة وﺟﻌﻠﻬﺎ أﻛﺜﺮ واﻗﻌﻴﺔ ﻟﻄﺎﻟﺒﺎﺗﻲ. ﺛﺎﻧًﻴﺎ، ﺗﻮﺳﻴﻊ آﻓﺎﻗﻲ ﺣﻮل ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻌﺰﻳﺰ رﻏﺒﺔ اﻟﻄﻠﺒﺔ وزﻳﺎدة ﺷﻐﻔﻬﻢ واﻧﻐﻤﺎﺳﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاد اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻻﻧﺨﺮاط ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻤﻬﻨﻴﺔ، وأﺧﻴﺮا، ﺗﺴﻬﻴﻞ ﻣﻬﻤﺔ اﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ اﻟﺴﻌﻮدﻳﻴﻦ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻷﻫﺪاف اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻟﺮؤﻳﺔ 2030 ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻨﺢ اﻟﻄﻠﺒﺔ ﻓﺮﺻﺔ أﻓﻀﻞ ﻟﺘﻌﻠﻢ اﻟﻌﻠﻮم؛ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻄﻼب اﻟﻤﺪارس اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻮاﺟﻬﻮن ﺻﻌﻮﺑﺎت ﻓﻲ اﺳﺘﻴﻌﺎب اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، واﻟﺬﻳﻦ أﺛﺒﺘﺖ اﻟﺪارﺳﺎت ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺗﺤﻔﻴﺰﻫﻢ وإﺷﺮاﻛﻬﻢ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻄﻼب اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ واﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ”.
إﻫﺪاء ﻫﺬا اﻟﻨﺠﺎح
ﺧﺘﺎﻣًﺎ، وﺟﺐ ﻋﻠي اﻻﻋﺘﺮاف ﺑﺒﺴﺎﻟﺔ وﻣﺜﺎﺑﺮة اﻟﻤﻌﻠﻤﺎت اﻟﻤﺸﺎرﻛﺎت ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ ﻓﻲ أﻛﺜﺮ اﻷوﻗﺎت اﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ أﺛﻨﺎء اﻟﺘﺪرﻳﺲ ﻷول ﻣﺮة ﻋﻦ ﺑﻌﺪ. ﺑﻔﻀﻠﻜﻢ، أﺻﺒﺤﺖ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ ﻣﻤﻜﻨﺔ، وأﺻﺒﺢ ﻟﺪﻳﻨﺎ اﻵن ﻧﻈﺮة ﺛﺎﻗﺒﺔ ﺣﻮل ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﻠﻮم ﻓﻲ ﺳﻴﺎق اﻟﻤﺪارس اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ.
اﻟﺨﻄﻂ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ
وختمت حديثها: “أﻃﻤﺢ أن ﺗﻜﻮن للسعودية اﻟﺮﻳﺎدة ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻻﺳﺘﺪاﻣﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺑﻨﺎء ﺑﻴﺌﺔ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺗﻤﻜﻦ ﺟﻴﻞ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ، وﺗﻌﺰز ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻔﺎﻫﻴﻤﻪ كما أنني أرﻛﺰ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮﺳﻊ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﺗﺼﻤﻴﻢ وﺗﻄﺒﻴﻖ اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﻌﺰز ﻣﻦ ﺗﻨﺎﻓﺴﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴﺎ ورﻳﺎدﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﺠﺎل اﻟﺤﺪﻳﺚ”.