لماذا يبالغ بعض الناس في قدراتهم بينما يقلل منها آخرون
ترجمة: عدنان احمد الحاجي
يبدو أن عدم الثقة في قدراتنا في انجاز مهمة أو نشاط معين منبثق من المبالغة في تقديرنا لقدرات الآخرين، وفقًا لدراسة أجرتها جامعة ألبرتا. (1)
قد تزود هذه النتائج القادة بأفكار ثاقبة بشأن كيف يقفون ضد مشكلات عدم الثقةب النفس وبالقدرات الذاتية في مواجهة المصاعب [والنجاح في المهمات].
أثبتت الأبحاث السابقة أنه بالنسبة للكثير من المهمات والأنشطة والفعاليات، يميل غالبية الناس إلى التوقع بالتفوق في الأداء على الآخرين، خاصةً عندما تكون المهام سهلة. أحد الأمثلة الكلاسيكية أتى من دراسة أجريت عام 1981 على سائقي السيارات الأمريكيين حيث ادعى 93 في المائة منهم أنهم كانوا أفضل من المتوسط في قيادة السيارات (2). لكن في المهمات الصعبة، يميل معظم الناس إلى التوقع بأن أداء الآخرين أفضل من أدائهم.
لفهم هذه النتائج التي تبدو متناقضة، استطلعت الدراسة مجموعة من العدائين قبل بدء السباق لقطع مسافة معينة في أقصر مدة زمنية ممكنة (سباق مع الزمن) عن توقعهم عن كيف سيكون أداؤهم.
اختار الباحثان – جيرالد هوبل Gerald Häubl، برفسور التسويق في كلية ألبرتاللأعمال، وإيزابيل إنغلر Isabelle Engeler من جامعة ناڤارا Navarra في إسبانيا – سباقًا جبليًا منطوٍ على تحديات للجري لمسافات على منحدرات صعبة تتراوح مسافتها من 10 إلى78 كيلومترًا.
بتحييد تأثير السن والجنس والخبرة في الجري، وجد الباحثون أن العدائين الذين توقعوا خطأً أن زمن وصولهم إلى خط النهاية سيكون أفضل من المتوسط – أولئك الذين كانوا مفرطي الثقة [المترجم؛ يتميزون بمبالغتهم في تقدير قدراتهم الفعلية على أداء مهمتهم بنجاح(3)]- كانوامدفوعين أساسًا بالمبالغة في تقدير أدائهم الذاتي.
وفي الوقت نفسه، العدائون الذين توقعوا أن سيكون أداؤهم أسوأ من المتوسط – أولئك الذين كانوا غير واثقين بقدراتهم [المترجم: يتميزون بالتقليل من قدراتهم على أداء مهمة ما بنجاح(4)] – كان لديهم معرفة راسخة بمستوى أدائهم ولكنهم توقعوا أداءً أفضل من منافسيهم.
قال هوبل Häubl: “بحثنا تعرّف على مصدرين مختلفين لهذا التحيز [بالمبالغة في القدرة الذاتية على انجاز مهمة ما بنجاح أو بالتقليل منها (3، 4)] أو سببين مختلفين لماذا لا يكون الناس دقيقين في توقعاتهم: قد يكونون متحيزين في تقييمهم لأنفسهم، وقد يكونون متحيزين في تقييمهم للآخرين”.
بالإضافة إلى ذلك، لم تكن محموعة العدائين غير الواثقة بنفسها وبقدراتها دقيقة تمامًا في تنبؤها بأدائها فحسب، بل كانت تصبو أيضًا إلى أن تكون أفضل من المتوسط.
قال هوبل Häubl إن عدم الثقة بالنفس وبالقدرة على الانجاز، والتي قد تتجلى في مكان العمل ‘كمتلازمة المحتال'(5)، غالبًا ما تكون مفيدةً، لا سيما إذا كانت تحفز الناس على العمل بجدية أكبر.
“ومع ذلك، فإن مشكلة عدم الثقة بالنفس وبالقدرة على الانجاز هي أنها قد تمنع الذين لديهم بالفعل القدرة على التميُّز في شيء ما – كالتميُّز في وظيفة أو مهنة معينة – من حتى محاولة التميُّز، لأنهم يعتقدون خطأً أن هناك الكثير من الناس الآخرين أفضل منهم.
وبالمثل، الذين يبالغون في تقدير أدائهم قد يكونون أسوأ من المتوسط في الأداء. “هذه النتيجة الأخيرة لها أوجه تشابه مع بحث سابق بيَّن أن الناس غير الماهرين يميلون إلى المبالغة في تقدير أدائهم” كما قال هوبل.
وقال إن هذه الثقة المفرطة(3) قد تكون جيدة أو سيئة، بناءً على ما إذا كانت تترجم إلى دافع ذي مستوى أعلى أو أدنى من المتوسط، وعليه تتحدد النتيجة المرجوة.
“بعض أعظم إنجازات البشرية ربما كانت مدفوعة بشكل من أشكال الثقة المفرطة(3). ولكن من الناحية الثانية، بعض أكثر الإخفاقات التي شهدتها البشرية كانت كذلك [أينتيجة للثقة المفرطة] “.
“بعبارة عامة جدًا، الثقة المحسوبة جيدًا، استنادًا إلى تقييم الشخص الدقيق لقدراته وقدرات الآخرين، هي ما يجب أن يسعى الى تحقيقها الناس. ”
مصادر من داخل وخارج النص
1- https://doi.apa.org/doiLanding?doi=10.1037%2Fpspi0000301
2- https://www.gwern.net/docs/psychology/1981-svenson.pdf
3-المبالغة (الافراط) في الثقة في التفس وفي القدرات overconfidence: تحيز معرفي يتميز بالمبالغة في تقدير الشخص لقدراته الفعلية على أداء مهمة بنجاح ، بالاعتقاد بأن أداءه أفضل من أداء الآخرين ، أو من الثقة المفرطة في دقة معتقداته” ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:
https://dictionary.apa.org/overconfidence
4- “التقليل من الثقة في النفس وفي القدرات underconfidence؛ تحيز معرفي / ادراكي يتميز بتقليل الشخص من قدرته على أداء مهمة ما بنجاح أو التقليل من أدائهمقارنة بأداء الآخرين.” ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:
https://dictionary.apa.org/underconfidence
5- ” متلازمة المحتال ( Impostor syndrome) (تُعرَف أيضًا بظاهرة المحتال (Impostor syndrome)، أو الاحتيالية (impostorism)، أو متلازمة المحتال (fraud syndrome)، أو تجربة المحتال (impostor experience)) هي نمط نفسي يشك فيه المرء بإنجازاته ولديه خوف داخلي دائم من أن يعتبره الآخرون «محتالًا». على الرغم من وجود أدلة خارجية على كفاءتهم، يبقى الذين يعانون من هذه الظاهرة مقتنعين بأنهم محتالون، وأنهم لا يستحقون كل ما حققوه. يعزو المصابون بالاحتيالية نجاحهم إلى الحظ، أو أنه نتيجة لتضليل الآخرين نحو الاعتقاد بأنهم أكثر ذكاءً مما يعتبرون أنفسهم عليه. في حين ركزت الأبحاث المبكرة على شيوع المتلازمة بين النساء اللاتي لهن إنجازات عظيمة، عرّفت متلازمة المحتال بأنها تؤثر في الرجال والنساء على حد سواء.” مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان:
https://ar.wikipedia.org/wiki/متلازمة_المحتال
المصدر الرئيس
https://www.ualberta.ca/folio/2021/07/study-offers-insight-into-why-some-people-overestimate-their-abilities-while-others-underestimate.html