قامة علم وتقى

عادل الحسين
أهدي هذه الأبيات إلى روح وضريح الفقيد السعيد العلامة السيد علي بن السيد هاشم العلي السلمان رضوان الله تعالى عليه.
أَفَلَ (الْعَلِيُّ) وَعِلْمُهُ لَمْ يَأْفُلِ
نَشَرَ الْعُلُومَ بِحُبِّهِ الْمُتَأَصِّلِ
نَهْجٌ سَمَاوِيٌّ يَلِيقُ بِفَضْلِهِ
أَحْيَا رَبِيعَ الْعُمْرِ فِي حُبِّ الْوَلِيْ
أَبْلَى بَلَاءً رَاسِخًا فِي حُبِّهِ
وَوَلَائِهِ لَا يَبْتَغِي غَيْرَ الْعَلِيْ
مِنْ حَيْدَرٍ وَرِثَ الصَّفَاتِ الْغُرَّ فِي
إِحْيَائِهِ لِعُلُومِ طَهَ الْمُرْسَلِ
وَلَهُ مِنَ (السَّلْمَانِ) إِرْثٌ شَامِخٌ
فِي الْعِلْمِ وَالرَّأْيِ السَّدِيدِ الْأَجْزَلِ
أَحْيَا الْعِبَادَ بِعِلْمِهِ وَبَيَانِهِ
وَبِدَرْسِهِ قَدْ سَطَّرَ الْفِكْرَ الْجَلِيْ
وَلِذَا بِفِكْرٍ نَاصِعٍ خَدَمَ الْهُدَى
وَأَنَارَ دَرْبَ الْحَقِّ دُونَ تَمَلْمُلِ
فِي هِمَّةٍ رَفَعَ الْأَنَامَ إِلَى التُّقَى
فَبَنَى الْحِجَا وَبِفِكْرِهِ لَمْ يَبْخَلِ
لِلهِ دَرُّهُ مِنْ حَكِيمٍ عَارِفٍ
قَدْ حَرَّرَ الْأَفْهَامَ مِنْ جَهْلٍ مَلِي
وَبِوَعْيِهِ السَّامِي الَّذِي أَبْدَاهُ-
لِلْأَجْيَالِ شَعَّ ضِيَاءَهُ فِي مَنْ يَلِي
جِيلٌ تَرَبَّى فِي الْكَمَالِ عَلَى يَدَيْهِ-
يَسْتَنِيرُ بِهَدْيِهِ فِي الْمَرْجَلِ
وَاخْتَارَ مِنْهَاجَ الْتُّقَى لِسُلُوكِهِ
قَوْلًا وَفِعْلًا فِي خُطَى نَهْجِ الْوَلِيْ
وَنَأَى بِقَلْبٍ مُفْعَمٍ بِالْحُبِّ عَنْ
عَرَصَاتِ فِكْرٍ جُلُّهَا لَا تَعْتَلِي
بَرٌّ تَقِيٌّ هَادِئٌ مُتَوَاضِعٌ
أَرْسَى لِدُورٍ الْعِلْمِ نَهْجًا مِنْ عَلِيْ
فَلْتَبْكِ حَوْزَاتُ الْعُلُومِ لِفَقْدِهِ
فِي الدِّينِ قَدْ ثُلِمَتْ سِمَاتُ الْأَنْبَلِ
وَرَحِيلُهُ أَشْجَى قَلُوبَ أَحِبَّةٍ
وَبَكَتْ عَلَيْهِ مَدَارِسٌ فِي الْمَحْفِلِ
رُفِعَتْ جَنَازَتُهُ إِلَى مَلْحُودِهِ
وَيَزُفُّهُ أَحْبَابُهُ لِلْمَنْزِلِ
لَا خَوْفَ مِنْهُ أَوْ عَلَيْهِ مِنَ الْأَسَى
بِالْحُبِّ أَرْسَى نَهْجَهُ لِلْأَكْمَلِ
إِنْ أَوْدَعُوهُ بِقَبْرِهِ فَالْقَبْرُ فِيهِ-
عَظِيمُ شَأْنٍ نُورُهُ كَالْمِشْعَلِ
يَرْجُو لِقَاءَ أَمِيرِهِ يَوْمَ الْمَعَادِ-
بِحُلَّةٍ عَلَوِيَّةٍ فِي الْمَوْئِلِ
وَمُقَامُهُ فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ عَالٍ-
لَا يَلِيقُ سِوَى بِرُوحٍ أَمْثَلِ