هي حكاية لا تنتهي الجزء الثاني
علي الفهيد
هي قوة التغيير القادمة، هي أسئلة التحدي في الماضي والحاضر والمستقبل لم يستطع الرجل حسم الإجابة عليها دون قوانين وتشريعات بشرية أو ربانية في قضاياها الكثيرة مثل: العصمة، وخروجها للعمل، والأمومة والحضانة، والقوامة والمساواة بالرجل، والاستقلال عنه، والتعدد والحجاب والسفور والتحرش وتحديد النسل، وتوليها الحكم والقضاء، والترشح للانتخابات ودخولها معترك السياسة، والاختلاط والخيانة، ومساواتها بالأجر والعمل مع الرجل، وقتلها حفاظًا على شرف الأسرة أو القبيلة، وغيرها الكثير الكثير.
وستبقى حكايتها سجالًا طويلًا ومختلفًا عليها اجتماعيًا ودينيًا وسياسيًا واقتصاديًا وغيرها. هي شقيقة الرجل يفني شبابه كادحًا للارتباط بها بميثاق غليظ يكمل به نصف دينه؛ ليسكن إليها ويستمتع بها ويحميها ويرفق بها من الكسر، ولها حقوق وعليها واجبات.
هي قصيدة الشعراء العصماء ومعلقتهم، وأغنية الحب للفنانين وبطلة مسلسلاتهم، وموضوع الكتَّاب والأدباء.
يدَّعون بأنها “ضعيفة” لكنها أقوى من الرجل، تتحمل الألم أكثر منه، فإذا ترملت أو تطلقت تستطيع أن تكون لأبنائها أمًا وأبًا حيث تؤدي معظم أدوار الأب، بينما الرجل إذا فقد زوجته بالوفاة أو الطلاق لا يستطيع أن يقوم بأدوارها لأبنائه؛ فيسرع بالبحث عن زوجة تساعده في تربيتهم قبل أن يجف ثراها!
هي مدرسة الإنسان الأولى: هي الأم والجدة والأخت والبنت والزوجة والقريبة والصديقة والزميلة، والجارة، هي ملح الحياة وسكرها وربيعها بل فصولها الأربعة، وحياتنا دونها لا جمال ولا ألوان ولا مشاعر ولا عواطف ولا حب فيها، إليها يأوي الرجل إلى ركن حنون ولكنه كم يتضجر منها، ومن طلباتها ومن استماعه إلى حكاياتها “حكايات ألف ليلة وليلة”، فحين تهجره وهو يحبها حبًا جمًا يعود إليها صاغرًا وقد يدفع الجزية لها!
في يومها العالمي لنقف وقفة إجلال وتقدير لكل امرأة حقة لم تصرفها زخارف الحياة عن أداء رسالتها لنفسها ووالديها وزوجها وأولادها ومجتمعها، فأثرت حياتنا بالحب والعطاء والخير والنماء، ونبتعد عن الجدل العقيم في قضاياها التي قتلناها بحثًا، فمن كان منا دون خطيئة فليرمها بحجر، ولنتذكر أن وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة.