فعالية لقاح الفيروس التنفسي المخلوي “RSV” تصل إلى 89%
بعد أن بدأت وزارة الصحة بتوفير اللقاح الخاص بالفيروس التنفسي المخلوي” RSV” لجميع الذين تصل أعمارهم 60 عاماً أو أكثر في السعودية، بحسب ما أعلن استشاري الأمراض المعدية في وزارة الصحة الدكتور عبدالله بن مفرح عسيري.
أثار الخبر التساؤلات حول ماهية هذا الفيروس ومتى تم تصنيع اللقاح الخاص به وأين تكمن خطورة الفيروس وغيرها من الأسئلة، وللإجابة عن هذه التساؤلات تواصلت “الوطن” مع أستاذ علوم الفيروسات السريرية المشارك بجامعة نجران الدكتور أحمد الحسيني الشهري والذي أوضح بأن الفيروس المخلوي التنفسي Respiratory Syncytial Virusأو (RSV) ينتمي إلى عائلة الفيروسات المخاطانية الموسمية و التي عادةً لا تتعدى التأثير على الجزء التنفسي العلوي للبالغين والأطفال الكبار في صورة أعراض مرضية تشمل نزلات البرد والزكام .
وفيما يخص اللقاحات بيّن الشهري أن اعتماد أولى لقاحات فيروس المخلوي التنفسي لمن تصل أعمارهم 60 عاما أو أكثر بدأ في شهر مايو من عام 2023 في الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوربي بناءً على مأمونيتها وفاعليتها التي قد تصل إلى 89٪.
أيضاً تم اعتماد لقاح يمكن اعطائه للأم خلال الثلث الثالث من الحمل والذي بدوره يعطي حماية مؤقتة للمولود خلال الستة الأشهر الأولى من مخاطرعدوى الفيروس المخلوي.
بينما لا يوجد لقاح معتمد لتحصين الأطفال الصغار في الوقت الراهن، إنما يمكن توفير مستويات مناعية مؤقتة من خلال إعطاء الطفللعقار يحوي أجسام مضادة وحيدة النسيلة خلال موسم انتشار الفيروس وحسب التنظيمات الدوائية و الوقائية لكل بلد.
وأكد الشهري أن المملكة العربية السعودية تُعدّ من أوائل الدول التي تسعى إلى إدراج وتوفير لقاح الفيروس المخلوي التنفسي.
حيث أن العديد من الجهات الوقائية توصي كبار السن بالحصول على هذا اللقاح حيث أنه يسهم في حمايتهم من الأعراض التنفسية الخطيرة خلال موسم الشتاء بإذن الله كما يفضل تلقيه في أواخر فصل الصيف أو بدايات الخريف.
عوامل الخطر
أشار الشهري أن خطورة الإصابة بهذا الفيروس تتمحور عند وصوله للجزء التنفسي السفلي (الشعب الهوائية والرئتين).
الأمر الذي يجعله أحد المسببات الأكثر شيوعاً لعدوى الجهاز التنفسي الحادة والمميتة بين الرضع والأطفال الصغار.
فيما يظل كبار السن ممن أعمارهم 60 عاماً فأكثر معرضين كذلك لخطر الإصابة بالفيروس ومضاعفاته المرضية لضعف الجهاز المناعي مع التقدم في العمر ولاسيما الذين يعانون من الربو و أمراض الرئة و أمراض القلب وأمراض الكلى و السكري وذوي المناعة الضعيفة.
جديد أم قديم
وحول المدة الزمنية التي ظهر فيها الفيروس، أكد الشهري أن الفيروس المخلوي لا يعد فيروسا جديداً فقد تم عزله لأول مرة في عام 1956 من مجموعة من قردة الشمبانزي ظهرت عليها أعراض نزلات البرد المتضمنة لالتهابات حادة في الأغشية الأنفية مع افرازات مخاطية وأطلق عليه حينها “عامل الزكام”.
وبيّن الشهري أن الـRSV ينتقل بسهولة من خلال ملامسة الرذاذ المتناثر في الهواء من أنف وحلق الشخص المصاب أثناء السعال أو العطس أو الاتصال المباشر مع المصاب مثل المصافحة أو ملامسة الأسطح الملوثة برذاذه، كما أن المناعة المكتسبة بعد الإصابة الأولى لا تستمر إلى الأبد وكمبدأ صحي تزيد خطورة الإصابة عند تراجع معدلات تغطية التحصين ضد الفيروس، أيضا نجد أن الأجسام المضادة الوقائية المنتقلة من الأم إلى الجنين خلال فترة الحمل أو الرضاعة لا تكفي دوماً لمحاربة العدوى لدى حديثي الولادة والرضع.