أقلام

هل حقاً حياتنا معادلة رياضية؟!

د. علي القضيب

في عالم الشركات وفي عالم الاستثمارات يلجأ الاقتصاديون والمحللون والاستشاريون ولن استبعد المبرمجون الى تحريك وتوظيف الموارد والأصول للوصول الى أهداف وتطلعات الشركة وتحقيق أكبر نسبة من الارباح، كل هذا يسير ضمن محدودات وقيود وخطوط حمراء على الشركات ان تعمل ضمنها وبموجبها وهذا ما يعد تحدياً لها ناهيك عن انها أيضاً تعمل ضمن منظومة الشركات الأخرى والمقيدة بسياسات وقوانين عامة لا يمكن الحياد عنها.

واقعا هذه القاعدة هي نفسها التي يدين لها الانسان في حياته فهناك قاعدة بيانات تحتوي على مدخلات ومخرجات وعلى الشخص المعني توظيف هذه المدخلات (من أصول وموارد ومهارات ومواهب) من أجل الحصول على أفضل النتائج متمثلة فيما يسمى بالأحلام والامنيات والتطلعات، ولكن ضمن الأطر والقيود التي يستطيع الانسان التحرك بداخلها سواء كانت هذه القيود ذات طابع بيئي او عرفي او تلك التي وضعها الشخص لنفسه والمبنية على ثقافته ومعارفه.

ولكي أقرب الفكرة أكثر الى ذهنك هناك شريحة من الناس توظف بعض مواردها المالية لاستثمارها في الأسهم بغية تحقيق الأرباح وقد يستعان لهذه المهمة بمستشار مالي، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو

ماهي الأرباح؟

وكيف تقاس الأرباح؟

ولماذا الأرباح؟

من هنا يتضح لنا ان الأرباح لها مفهوم أكبر واشمل من تلك العملة الورقية او الرصيد البنكي.

ان أوجه الحياة للإنسان ورسالته متعددة الوجوه، فمرة يحتاج ان يكون أباً صالحا فمن هو المستشار؟

وأحيانا يحتاج ان يكون زوجا صالحا فمن هو المستشار؟

وأحيانا يحتاج ان يكون طالبا سويا مجتهدا محققا وكاسبا لأنواع المعارف فمن هو المستشار؟

إجمالا يحتاج ان يكون الانسان لبنة صالحة في مجتمعه فمن هو المستشار؟

من اين نأتي بمستشار يلبي كل هذه الوجوه في حياتنا وإذا توّفر هذا، يا ترى كم مستشار نحتاج؟

هذا المفهوم يعود بي الى أيام الدراسة ويذكرني بأن الحياة في مجملها شبيهة بمعادلة رياضية فيها الثوابت وفيها المتغيرات وعلينا تغير قيم هذه المتغيرات (نوعيةً وكثافةً هذه النشاطات الحياتية والمهام) زيادةً كانت او نقصاناً والموازنة بينها دون المساس بالثوابت في المعادلة بغية الحصول على القيمة المثلى للمعادلة (الحياة) ناهيك عن ان هذه المعادلة الام قد لا تعيش بمفردها و لكن أيضا قد تكون خاضعة لقيود أخرى ممكن ادراجهم رياضيا على هيئة معادلات أخرى تابعة للمعادلة الأم. ولكن مع الأسف الشديد هناك بعض الأشخاص تحولت معادلة الحياة عندهم الى شبه ثوابت وغابت المتغيرات (طعم الحياة) فحل الجمود وأصبحوا يعيشون حياة اللامعادلة.

يا ترى من اين نأتي بعدة مستشارين متخصصين لإحداث قيم مختلفة للمتغيرات المعنية للحصول على القيمة المثلى لحياتنا. فضلا عن توفر هذا، حينها سندور في مدار ذو الاحتياجات الخاصة لأننا لا نستخدم الأدوات والنعم التي وهبنا الله إياها.

اذاً ما هو الحل؟

هواننا نحتاج الى توظيف ذواتنا وعقولنا وخبراتنا للإجابة على كثير من التساؤلات التي تخص أوجه الحياة المتعددة بغية الوصول للأهداف المنشودة. فقد نحتاج الى مستشار في جزيئة بسيطة من حياتنا، ولكن حتماً حياتنا لا نسلمها الى مستشارين طواعية انما الشخص نفسه هو السيد ويستطيع ان يوظّف ويفّعل الأصول التي يمتلكها وأجلها وأثمنها العقل والتفكير من أجل التحكم واحداث قيم للمتغيرات بمحض ارادته للحصول على القيمة المثلى للمعادلة والمتمثلة في حياة رغيدة العيش بمفهومها الاشمل والتي تحقق امنيات الدارين.

كل ما نحتاج بادئ ذي بدء معرفة وكتابة بشيء من التفصيل والوضوح المدخلات والمخرجات مستشعرين الإمكانيات والقدرات المتاحة. أي بعبارة أخرى كتابة معادلة الحياة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى