بشائر المجتمع

الجغرافي منصور العامر.. بحيرة الأصفر “بحيرة طبيعية” نشأت منذ آلاف السنين

زينب المطاوعة: الدمام 

استضاف مجلس الزهراء الثقافي بالدمام يوم الإثنين الماضي الجغرافي منصور العامر تفعيلاً لبرنامجهم الثقافي

وتضمن البرنامج عدة محاور منها : لمحة عن الخصائص الجيولوجية، بحيرة الأصفر وأسباب نشأتها، أسباب جفاف الآبار والعيون، البيئة النباتية والحيوانية.

بدأت المحاضرة بذكر نبذة مختصرة عن المحاضر منصور العامر والذي يحمل شهادة الماجستير في الجغرافيا الطبيعية وقدم الكثير من الدورات ومن ضمنها الفرق بين الإبتكار والأختراع ورحلة الإبداع في الإبداع، ولديه هوايات متنوعة تشمل السفر والدراسات الميدانية، مما يعزز من خبراته ومعرفته الواسعة في مجاله.

ونوه العامر في بداية محاضرته الحديث عن واحة الأحساء والتي تُعد واحدة من أكبر الواحات الطبيعية في العالم، وهي تمتد على مساحة شاسعة تضم العديد من العيون الطبيعية والمزارع الخضراء، وتاريخها يعود إلى آلاف السنين. تتكون واحة الأحساء من خمس واحات رئيسية، وكل واحدة منها تتميز بخصائص فريدة.

 ثم تطرق لمشروع الري والصرف و الذي بدأ عام 1390 هـ، وكان خطوة مهمة في تحسين البنية التحتية الزراعية في الأحساء. والذي نشأ بهدف تحسين نظام الري التقليدي وتعزيز كفاءة استخدام المياه في الزراعة. وطرح الفرق بين الري والصرف وتأثير نظام الري والصرف على الزراعة في الأحساء

وذكر أن بعض المناطق الزراعية في الأحساء تعاني من مشاكل في تصريف المياه بسبب تراكم المياه المالحة، مما يؤثر سلباً على صحة النباتات والنخيل، تُظهر بعض النباتات هذه المشاكل بوضوح، مما يستدعي اتخاذ إجراءات لتحسين نظام الصرف والحفاظ على صحة التربة الزراعية،

كما أكد العامر على أهمية الحفاظ على نظام الري والصرف لضمان استدامة الزراعة وتقليل مشاكل الملوحة والتصحر، والصيانة الدورية والتحسين المستمر لهذا النظام يمكن أن يساعد في حماية الأراضي الزراعية وضمان إنتاجية المحاصيل على المدى الطويل.

ووضح إنه من خلال نظام المعلومات الجغرافية (GIS) نستطيع رؤية الواحات وقنوات الري والصرف بصورة واضحة.

كما أشار إلى أن بحيرة الأصفر؛ -بحيرة طبيعية- نشأت منذ آلاف السنين وإن البعض يعتقد أن مشروع الري والصرف هو السبب في إنشائها، لكن الحقيقة هي أن البحيرة كانت موجودة قبل هذه المشاريع، وهي تخدم المدن والقرى الشرقية في الأحساء وبحيرة الحبيل تخدم المناطق الشمالية وبحيرة الجشة تخدم القرى الجنوبية.

كما إن الأحساء تحتوي على ثلاثة مصارف أساسية تُعرف بأسم: درين 1 / درين 2/ درين 3، وكلاً منها يخدم مناطق معينة في الأحساء.

وانتقل بعد ذلك للحديث عن أهمية التصريف وإنه عملية حيوية للتخلص من المياه الزائدة والملوحة التي يمكن أن تؤثر سلبًا على الزراعة. و بحيرة الأصفر رغم تجمعها للمياه العذبة، تُعاني أحيانًا من الملوحة بسبب تراكم المياه المالحة من التصريف، ومدى تأثير التصريف والملوحة على نمو النباتات

وقال أن بحيرة الأصفر تعتبر جوهرة الأحساء، وهي جزء لا يتجزأ من هويتها. تتغذى هذه البحيرة على شبكة معقدة من القنوات التي تجمع المياه الزائدة من الأراضي الزراعية. ومع ذلك فإن هذه البحيرة تواجه تحديات عديدة مثل التلوث الناجم عن النشاطات الزراعية والصناعية، مما يؤثر سلباً على جودتها البيئية وعلى التنوع البيولوجي الغني الذي تتميز به. لذلك، يجب علينا بذل جهود مشتركة لحماية هذه البحيرة والحفاظ عليها للأجيال القادمة.

كما أسهب في الحديث عن نشأة المياة في الاحساء وذكر إن شبة الجزيره العربيه تتكون من جزئين جزء يسمى الدرع العربي والآخر يسمى الرف العربي والذي يمثل تقريبا 70% من شبة الجزيرة العربية، وشرح المقصود من كلا الجزئين، ومن خلال ذلك تطرق لنشاة بحيرة الأصفر وذكر إن في الأزمنه الجيولوجيه القديمة قبل 9000 سنه كان يمر في شبة الجزيرة العربية أطول أنهار العالم، من ضمنها وادي السهباء وينبع من الخرج.

 ثم تسائل هل بحيرة الأصفر بحيرة واحدة؟ فذكر إنها مجموعة من البحيرات عددهم سبع بحيرات يتصلون ببعض في وقت سقوط الأمطار الغزيرة وينفصلون في فترة الجفاف لأن كميه الأمطار الساقطة على الأحساء قليلة والمكان ضحل.

وطرح أيضا الفرق بين البئر والعين وتقسيمات الابار وانتقل بعد ذلك إلى ذكر أسباب جفاف العيون بشكل عام وفي الأحساء بشكل خاص، حيث جفت العيون في الأحساء عام 1991 م وكانت تفيض في فصل الشتاء وتغور في فصل الصيف قال تعالى: (قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا) وقد أصدرت وزاره الزراعة والمياه كتاب بعنوان موسوعة المياه.

وأشار في حديثة عن المشاكل التي تعاني منها بحيرة الأصفر مثل: التلوث البيئي، حيث تتركز المعادن الثقيلة مثل الحديد والزنك والرصاص في مياه البحيرة، ومشاكل متعلقة بزيادة الملوحة وانخفاض منسوب المياه بسبب التبخر، الزحف العمراني والتصحر الذي يؤثر على البيئة الطبيعية.

وختاماً تقدم مسؤول المجلس بالشكر والتقدير للأستاذ منصور العامر على ما قدمه من معلومات قيمة ومفيدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى