العمود الفقري في وصله
طالب المطاوعة
يُعد رجل الوصل والعلاقات الطيبة الراحل علي بن حسين الجبران(أبو أنور)؛ أنموذجاً متميزاً في علاقاته الأصيلة والصادقة مع الجميع، من مسؤلين، رجالات مجتمع، رجال دين وعموم أبناء مجتمعه وبلدته وأسرته، ويشير ويشيد هو ببعض تلك العلاقات الوثيقة والمتجذّرة ببعضهم من هنا وهناك أثناء الحديث معه. بل ويثني على عموم الشخصيات التي يتواصل معها من خلف ظهرانيهم. بما يؤكد صدق علاقته ومحبته وتواصله بلا محاباة ولا مجاملة، فلقد سمعت منه أكثر من مرة ذلك على لسانه.
أبا أنور أنموذجاً خاصاً في التواضع والعشرة، إلى الحد الترابي، بما يعكس أصل طبيعته، مع ما يملكه من حسن خلق وكلمة طيبة وكرم نفس ومكانة اجتماعية عالية جداً.
ترجّل عن ميدان عمله واهتمامه التجاري والعقاري وترك خلفه شرخاً وجرحاً عميقاً بين أقرانه في مجال عمله، بما يمثله من عمود فقري في علاقاته الرسمية ومكانته الاجتماعية ودوره المالي الاقتصادي.
كلمات وعبارات الأسى والحزن من معارفه وأصدقائه ومحبيه كبيرة، وتنم عن محبة صادقة بينه وبينهم، فقد أبّنته أكثر من شخصية أثناء تقديم واجب العزاء.
ما يهوّن الوطء أنّه خلّف وترك أخاً وأبناء أصيلين، يحملون على عاتقهم عناء المسؤلية وإن ثقُل، لإكمال المسيرة العطرة لذلك الرجل الفذ.
بِرهُم به في حياته وعند مراجعته للمستشفى في آخر حياته بصورة تنم عن عمق علاقتهم به وشعورهم بأبوته وحنانه، وخوفهم وهاجسهم من فقده ورحيله. فباتوا يتناوبون على خدمته ورعايته بكل حرص واهتمام.
لكنها سنة الله في خلقه وعباده. طريق كلنا سالكوه، وهنيئاً لمن عبّده بالعمل الصالح والسمعة الحسنة والذكر الطيب.
رحمك الله يا أبا أنور رحمة الأبرار، ومسح الله على قلوب ذويك وفاقديك بالصبر والسلوان، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.