سوء إخراج الكتب يؤثر سلبا في تسويقها
عدنان الغزال : الدمام
في وقت تدور فيه كثير من الشكاوى من قلة الإقبال الملحوظة على الكتاب الورقي، رأى مهتمون أن تدني الاهتمام بالإخراج الفني للنتاج المكتوب يلعب دورًا لا يمكن إنكاره في هذا الجانب، حيث يلعب دورًا سلبيًا على مستوى جذب القارئ الذي يركز على المحتوى كما يركز في الوقت عينه على أن يكون الكتاب منسَّقًا بطريقة مريحة، وباستخدام أوراق غير متعبةٍ للعين، وبخطوط مقروءة ومصفوفة بأسلوب حديث يمكن تحويله للقراءة رقميًا.
وعلى ذات المستوى تلعب أغلفة الكتب دورًا في جذب القارئ وتعد من مقاييس جودة عمل الناشرين، ولذا اهتمت أغلب دور النشر بالاعتماد على مصممي أغلفة محترفين.
انخفاض المبيعات
يعيد عبدالعزيز الجاسم «ناشر ومؤلف»، تدني الاهتمام بالإخراج الفني للمؤلفات إلى عدة أسباب، منها ما قد يعزى للمؤلف ذاته، حيث يركز بعض المؤلفين على المحتوى المكتوب أكثر من طريقة تقديمه بها، وهذا ينطبق حتى على النتاجات الأكاديمية كثيرة الكلمات والعناوين الداخلية، وهذه النتاجات التي لو عوملت معاملة كتب الأدب مثلًا لاستهلكت عددًا كبيرًا من الصفحات تزيد من تكلفة الطباعة مع الأخذ في الحسبان انخفاض عدد مبيعاتها كونها تخصصية موجهة لفئات نخبوية أو دارسين لهذه الفنون.
ويضيف «تعود بعض الأسباب كذلك للناشرين قديمي الطراز الذين انتهجوا منهجًا لم يواكب الأساليب الحديثة لتقديم الكتب، وهؤلاء يمكن تصنيفهم ضمن الناشرين الاختصاصيين في مجالات محددة مثل العلوم التطبيقية أو الإنسانية الصرفة».
العلوم الإنسانية
أضاف الجاسم «بعض المؤلفات التخصصية، وكتب العلوم الإنسانية كثيرة المفردات والشروحات، قد لا تهتم بالإخراج العام للكتاب، وإنما تركز على غزارة المحتوى وإمكانية حصره في كتاب واحد لا يتحول لمجلدات عدة إلا في حالات تتطلب ذلك، فهذه النتاجات، وإن استثنينا منها بعض كتب العلوم العامة والكتب الطبية أو الهندسية، ليست موجهة للقارئ العادي، بل تستهدف الباحثين عن المعلومة كمصدر لتفنيد أو تأييد أو شرح معلومة أخرى ذات صلة، لذا لا يلزِم الكاتب أو الناشر نفسيهما بتقديمها في إطار جاذب، بل يركزان على إبراز العنوان الرئيس والعنوان الفرعي إن تطلب الأمر في رسالة موجهة للقارئ الباحث عما يحتويه النتاج الفكري».
زيادة التكلفة
يشير الجاسم إلى أن التكلفة تختلف عند الطباعة بإخراج فني عالٍ، عنها دون إخراج فني، وقال «ربما تكون بعض كتب العلوم التطبيقية نحو كتب الطب وعلومه أو كتب تعليم تطبيقات الفنون الأخرى ككتب البرمجة أو التصاميم من أعلى الكتب تكلفة، حيث تشترط هذه النتاجات استخدام أنواع محددة من الورق كالمصقول منها، وتتضمن في محتواها عددا من الصور البيانية والشروحات التطبيقية الملونة، ومثل هذه الإضافات مع استخدام تقنيات مختلفة من الطباعة ترفع تكلفة الإنتاج، التي تؤدي طرديًا لزيادة سعر البيع للقارئ، ولو أردنا حساب تكلفة طباعة كتاب واحد من الكتب العامة كالنتاجات الأدبية مثلًا فإن الفرق سيكون صغيرًا لا يتجاوز 10% من تكلفة إنتاج الكتاب بعد إعمال الإخراج الفني عليه، لذلك يقدم كثيرٌ من الناشرين هذه الخدمة بشكلٍ مجاني في بادرةٍ منهم لجذب المؤلفين للتعاقد معهم بشكل دائم».
جودة العمل
أوضح الدكتور عبدالله البطيان «وكيل أدبي، ومؤلف»، أن الإخراج الفني بالغ الأهمية، لمتعة القارئ، وراحة الناظر، ولتسويق العمل حيث يلعب جمال وجودة الإخراج وخدمات ما قبل الطباعة دورا جاذبا للمهتمين والقراء.
وبيّن «كوكلاء أدبيين، نحدد مستويات ما يضمن نجاح العمل مع الأخذ بالاعتبار أن الكتاب إن أخذ منحى المبالغة في الإضافات الفنية سيصبح عبئا لأنه سيكون ذا تكاليف عالية تعيق المستهدف».
وحصر أسباب تدني الاهتمام بالإخراج الفني للمؤلفات، بعدم وجود وكيل متابع للعمل، وتواضع الإمكانية المادية للمؤلف، وعدم الاهتمام بالذوق العام في اختيار مخرج العمل، وعدم وجود وعي فني بأهمية تسويق العمل انطلاقًا من الغلاف وطريقة العرض والإخراج الداخلي للكتاب، والمشكلات الفنية التي تقع خارج عين الرقيب ويتقبلها المؤلف والتي تضعف جودة العمل.
وشدد على أن الروايات وأدب اليافعين هي أقل الكتب التي تلقى العناية الفنية، حيث يتم التركيز فقط على العنوان والغلاف والحجم، فيما تمثل الكتب الدينية وكتب المقالات نمطية الإخراج، فيما تجد كتب الأطفال وبعض الروايات الاهتمام الفني الأفضل، كما قد تكون كتب الشعر من الأشد جذبا في العرض، وتبرز قبلها الكتب التعليمية والموسوعات.
وبين أن الاهتمام بالإخراج الفني يعتمد على مصمم العمل، ويعتمد كذلك على المنفذ، فهما يحددان استخدام الألوان والمقاسات وحجم الخط ما قد يزيد عدد الصفحات ويرفع الكلفة الإنتاجية، أو قد يتم إخراج العمل ذاته فنيًا بفكرة تعكس ذات الجودة وهو غير ملون ويتم اختيار مقاس الخط ومقاس حجم الكتاب ليتم تخفيض كلفة الطباعة.
ولا ينكر البطيان أهمية تأثير الغلاف وجمال إخراجه وطريقته في الجذب لمحتوى الكتاب، لكنه يقول «أحيانًا إن كانت هناك دراسة أدبية أو أبحاث فلا يهتم لها إلا مراكز البحث العلمي أو الجامعات أو الباحثين المهتمين كمصادر ومراجع، وهنا نجد الاهتمام بالإخراج ضعيفًا جدًا لأن المؤلف يركز على تقديم المعلومة فقط».
من أسباب تدني الاهتمام بالإخراج الفني للمؤلفات
01- عدم وجود وكيل متابع للعمل.
02- ضعف الإمكانية المالية لدى المؤلف.
03- عدم الاهتمام باختيار مخرج العمل.
04- عدم الوعي الفني بأهمية الإخراج في تسويق الكتاب.
05ـ بعض المؤلفين يهتم بإيصال المعلومة على حساب إخراجها الفني.