عدنان الغزال :الدمام
أكد أكاديمي متخصص في آثار وحضارة الرافدين والجزيرة والخليج، أن مواقع الاستيطان العُبيدي في الخليج تزيد على أكثر من 40 موقعًا، من أهمها موقع شمال الظهران، ومواقع عديدة لا تزال تنتظر معاول المنقبين، وتضم أثريات تدل على حياة استيطان واستقرار، منها كميات كبيرة من الأصداف، وآلات حجرية مختلفة، وفخار عُبيدي ملون، وأجزاء من مطاحن حجرية، وكسر من شرائح طينية على أحد وجهيها طبعات قصب، وآلات رؤوس سهام من حجر الصوان.
هيكل موقد
أبان البروفيسور قصي التُركي الذي كان يتحدث في أمسية متخصصة في الآثار، بتنظيم من جمعية الآثار والتراث في المنطقة الشرقية، أن مكتشفات شمال الظهران (على بعد 60كم) تتشابه مع غالبية مكتشفات المواقع المعاصرة له في الخليج العربي، وهي بذلك تكشف عن أبعاد النشاط الإنساني لسكان الخليج العربي منذ فترات مبكرة لتاريخ المنطقة في مستوطنات عديدة وكبيرة الحجم نسبيًا، لافتًا إلى أن التنقيبات لبعض المستوطنات، التي يعود تاريخها إلى أكثر من 5 آلاف سنة قبل الميلاد، بحسب تأرخة مواد مستوطن شمال الظهران، وذلك بدراسة تمثلت في فحص وتحليل عينة من هيكل موقد عثر عليه مع إناء فخاري، قدر تاريخها بأكثر من 5 آلاف سنة قبل الميلاد.
الصناعة الفخارية
أضاف التركي، أن مواقع الاستيطان العبيدي تعد من بين أهم مواقع الاستيطان في الخليج العربي، اكتسبت شهرة واسعة عندما شخّص المنقبون الأثريون فيه لأول مرة، نوعًا من الصناعة الفخارية المتميزة بأشكالها وألوانها وزخارفها، فأخذت تسمى «فخار العُبيد» في كل موقع يكتشف ما يشبهها من الفخار العُبيدي الذي ينتشر في مساحة واسعة جدًا في الخليج العربي، اكتشف فخـار العُبيد الذي يعود تاريخه إلى سنة 4000 ق. م.
أبو خميس وواحة جابرين
قال التركي: كل هذه المكتشفات تدل على استيطان الإنسان وتطور اتصالاته مع المناطق الحضارية المجاورة، والاستفادة مما توفره الطبيعة من غذاء، يتمثل في اكتشاف أصداف اللؤلؤ وعديد من الآلات الحجرية الصغيرة في مواقع متعددة منها موقع أبوخميس على الساحل الشرقي للسعودية، أما المستوطنات العُبيدية البرية بعيدًا عن الساحل، فيبدو أن سكانها كانوا يمارسون صيد أنواع من الحيوانات البرية، حيث تكون قيّمة للمبادلات التجارية، كما يحتمل أنها لعبت دورًا في تجارة بعض المعادن والأحجار، ومن بين أهم هذه المواقع كمثال على ذلك موقع واحة «جابرين» التي تبعد عن الساحل 300كم.
