رسم الطبيعة عند الأطفال
علي الدرورة
تستهوي الطبيعة كل فنان وينسجم معها بصفتها ذات جوانب جمالية، والاطفال أيضًا يتسجمون مع تلكم الجماليات، فيميل الطفل في العملية الإبداعية لتوظيف الطبيعة خلال الرسم الحر.
نجد أن الطيور تستهوية بالدرجة الأولى، ثم الحيوانات، ثم الأزهار والأشجار، وكذلك المخلوقات الأخرى.
في هذه المادة سوف نتناول ونحلل نفسية الطفل من خلال ما قام به من إبداع. مع ملاحظة أنني لا أعرف أسماء الأطفال ولا أعمارهم.
العمل الأول:
أفق مفتوح ذو سماء صافية تتخللها أضواء جانبية، ونجد حركة اللون باتجاه واحد مع الضغط على الطبشورة، والضغط على اللون في معظم اللوحة، وكلها باتجاه واحد وهو دلالة على أن الطفل يريد أن ينهي العمل الفني بسرعة وذلك واضح.
على أن الطفل حين أنهى العمل وجد فراغًا ملحوظًا في جانبي الورقة وأدرك بأن اللوحة لم تكتمل، فأكملها بالاسلوب السابق ذاته ولكن هذه المرة باتجاه أفقي.
والإحساس ذاته أدركه الطفل أيضًا في الزاوية اليمنى فقام بالتغطية لملء الفراغ.
ومن خلال الحركة الإيقاعية الفنية في اللوحة يتصح أن الطفل لم يتلقَّ دورة تكوينية في الفنون البصرية.
العمل الثاني:
زهرة المارجريتا بجمالها الأخاذ، وقد بذل الطفل جهدًا واضحًا أثناء رسم الساق والأوراق.
وهناك دلالات تشير إلى تمكن الطفل من العمل الذي اتسم بالخبرة ودلالة الوضوح إلى درجة كبيرة من الدقة.
الفوارق:
نلاحظ أن الفوارق واضحة بين العملين وهو ما يحكمه عامل السن والخبرة، فالممارسة عند طفل المارجريتا يختلف عند الطفل الذي رسم الأفق.
ويكشف العمل الفني في حد ذاته عن مواطن الجمال لدى الموهوبين ويمكنهم من الولوج في عالم الفن البصري إذ يمكنهم مستقبلًا
من الانطلاق إلى أفق فنية أرحب.