بشائر المجتمع

الدكتور علي بوخمسين: الوعي المالي هو امتلاك الأفراد للمعرفة والمهارات التي تمكنهم من اتخاذ قرارات مالية ذكية ومدروسة

زينب المطاوعة: الدمام

أقام مجلس الزهراء الثقافي يوم الاثنين الماضي محاضرة بعنوان دور الوعي المالي في تنمية ثروات المجتمع والأفراد والتي القاها الدكتور علي بوخمسين.

وتطرق في المحاضرة إلى الوعي المالي ومرتكزاته، أهمية الوعي المالي وكيف يمكن أن يسهم في تعزيز الاستقرار المالي للأفراد والمجتمعات، كيف نكتسب ثقافه ومهارات الوعي المالي وننميها، أهمية  تربية الابناء على مبادئ الوعي المالي، التطبيقات الذكية الحديثة لتعزيز الوعي المالي.

وقال: “هل تساءلت يوماً لماذا بعض الأشخاص يستطيعون تحقيق أهدافهم المالية بسهولة بينما يعاني آخرون؟” وذكر أن الإجابة تكمن في الوعي المالي. الوعي المالي هو أكثر من مجرد إدارة الأموال؛ إنه فلسفة حياة تساعدنا على اتخاذ قرارات مالية حكيمة طوال حياتنا.

وأكد الدكتور إن الإسلام اهتم كثيرًا بالجوانب الاقتصادية، وذكر كيف أن القرآن الكريم يحتوي على العديد من الآيات التي توجه المسلمين نحو إدارة أمورهم المالية بحكمة، كما اشار إلى أن المسلمين في الماضي كانوا في مقدمة الدول اقتصاديًا بسبب امتلاكهم لنظام اقتصادي إسلامي شامل وقوي. لكن، للأسف، الدول الإسلامية اليوم تعاني من تخلف اقتصادي بسبب عدم الاستفادة الكاملة من التراث الإسلامي.

انتقل بعد ذلك لتعريف بالوعي المالي على إنه امتلاك الأفراد للمعرفة والمهارات التي تمكنهم من اتخاذ قرارات مالية ذكية ومدروسة، وهــذه المعـارف والمهارات تتضمـن أربعـة موضوعـات رئيسـة مـن اتقنها يكون واع ماليـــا، وتشـــمل هـــذه الموضوعات القدرة على التخطيط المالي، والادخار، والاستثمار بطرق صحيحةو الاقتراض.

وذكر البوخمسين إن الوعي المالي ليس مجرد معرفة نظرية، بل يجب أن يكون مهارة عملية تمكن الأفراد من الاستفادة من إمكانياتهم المالية بشكل أفضل. كما أشار إلى أن المملكة العربية السعودية، من خلال رؤيتها 2030، ركزت على النهوض بالاقتصاد وتطوير الوعي المالي كجزء من هذه الاستراتيجية.

ثم تطرق لفوائد الوعي المالي وذكر أهمية فهم الفرد لكيفية إدارة موارده المالية بفعالية، بما في ذلك فهم الأساسيات مثل إدارة النفقات، وتخصيص جزء من الدخل للادخار والاستثمار، وتجنب الوقوع في فخ الديون، كما أشار إلى إن نشر ثقافه الميزانيةالاسرية موضوع مهم جداً في المجتمعات رغم إنه يبدو موضوع بسيط وغير مهم لدى البعض لكن في الحقيقة هو في غاية الأهمية وموضوع حساس جداً لانه بإختصار كما إن النظافة تمنع الفرد من الوقوع في الأمراض ومشاكل العلاج والإنفاق على العلاج فالميزانية الاسرية تمنعك من الوقوع فيالمشاكل وتحد من إمكانيه حدوث مشاكل مالية في بدايه كل شهر.

كما اكد على أهمية الوعي المالي حيث إن له دوره في تحسين مستوى المعيشة للأفراد وزيادة استقرارهم المالي، مما ينعكس إيجابًا على المجتمع ككل، فالوعي المالي لا يعزز فقط من ثروات الأفراد، بل يسهم أيضًا في بناء اقتصاد قوي ومتين.

وأوضح البوخمسبن إن من مؤشرات غياب الوعي المالي كثرة الخسارة التي يشهدها العالم  بمبلغ 343 مليار دولار وهذا فقط بسبب جرائم الاحتيال المالي، وتدني معدل ادخار الاسر السعودية من الدخل السنوي المتاح البالغ 6 %  حاليا  مقارنة بالمعدل العالمي البالغ 10% ، وايضاً تدني الوعي المالي وسط البالغين من الذكور والاناث بنسبة 34% و29% على التوالي.

ثم القى الدكتور علي بوخمسين الضوء على مفهوم التخطيط المالي وأهميته في حياة الأفراد والأسر، حيث يعتبر التخطيط المالي ركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار المالي وتنمية الثروات، وذكر إن التخطيط المالي يتضمن كيفية الصرف، أسلوب الادخار، وفكر الاستثمار، وهذه المحاور الأساسية تساعد الأفراد على إدارة مواردهم المالية بشكل فعّال، وتساهم في تحقيق حياة مستقرة.

وأوضح إن الاستقرار المالي هو الهدف الأساسي من التخطيط المالي هو تحقيق الاستقرار المالي للأفراد والأسر، كما إن تنمية الثروات تمكن الفرد من زيادة ثرواته على المدى الطويل، واتخاذ قرارات مالية سليمة ومدروسة تساهم في تحسين الوضع المالي.

كما تطرق لمفهومي الادخار والاستثمار موضحاً الفرق بينهما وأشار إلى إن التخطيط المالي الجيد يساعد في التخفيف من تأثير التضخم والضغوط الاقتصادية الأخرى. من خلال الإدارة المالية السليمة، يمكن للأفراد مواجهة التحديات الاقتصادية بشكل أفضل.

وأشاد بجهود حكومة المملكة العربية السعودية في تعزيز الوعي المالي حيث اصدارت تشريعات تنظيمية لتحسين مكافحة جرائم الاحتيال المالي وغسيل الأموال، وسعت لتطوير نماذج وأساليب وطرق مختلفة للاستثمارات الآمنة والمناسبة، كما عقد شراكات بين بعض البنوك السعودية وجامعات مختلفة – وذلك لتمويل مشاريع وأبحاث وكراسي علمية تَصُب في نشر ثقافة الوعي المالي، وشجعت القطاع الحكومي والقطاع الخاص لنشر ثقافة الوعي المالي بين الناس.

وتحدث عن أهم خطوات تحقيق التوازن المالي للأسرة منها تحديد الأهداف المالية الرئيسية للأسرة، وإعداد ميزانية شهرية والالتزام بها، والتركيز على الضروريات وتجنب الرفاهيات غير الضرورية، الاستثمار في حدود الإمكانيات، تجنب الديون والحد من استخدام بطاقات الائتمان.

كما تطرق الدكتور إلى أهمية التطبيقات الذكية و التقنيات الحديثةمثل الذكاء الصناعي والبلوك تشين في تعزيز الوعي المالي وتنمية الاقتصاد، مثل برنامج ريالي وهو أحد البرامج التي أطلقتها الحكومة السعودية بالتعاون مع البنك المركزي السعودي ووزارة المالية ووزارة الاقتصاد، والذي يهدف إلى تعزيز ثقافة الوعي المالي، من خلال تعليم الأفراد، وخاصة الأطفال، أساسيات الادخار والاستثمار وإدارة الأموال بشكل صحيح.

وكذلك تطبيق مالي وهو أداة تعليمية أخرى أطلقها البنك المركزي لتعزيز التمكين المالي للأطفال، مما يساعدهم على تنمية مهاراتهم المالية منذ الصغر.

كما أشار إلى الذكاء الصناعي وتطبيقاته الاقتصادية ذات اهمية في حياتنا اليومية تتزايد باستمرار ولابد من الاستفادة منها ليكن لدينا جيل متعلم وملم بثقافة الكمبيوتر والبرمجة والهندسة.

وتكنولوجيا البلوك تشين والتي هي عبارة عن نظامًا يتيح تسجيل الأحداث والأنشطة بشكل مؤمن وغير قابل للتلاعب. التطبيقات الاقتصادية لهذه التقنية تتوسع بشكل كبير، خاصة في الخدمات المصرفية، الرعاية الصحية.
وأكد الدكتور على أهمية فهم التقنيات الحديثة وكيفية استثمارها لخدمة المصالح الاقتصادية للأفراد والمجتمعات، وعلى أهمية التوعية ونشر المعرفة حول هذه التقنيات، لأنها تمثل المستقبل الاقتصادي للأفراد والمجتمعات. مع دعوة للاستمرار في تعلم واستكشاف هذه المجالات لضمان الاستفادة منها.

اختتمت بدعوة الجمهور للمشاركة بالمداخلات وطرح الأسئلة، مما يساهم في تعميق الفهم وتبادل الخبرات حول هذا الموضوع الحيوي ومن ثم تم تقديم شهادة شكر للدكتور على محاضرته القيمة.

الجدير بالذكر إن الدكتور علي بوخمسين حاصل على درجة الدكتوراه في إدارة الأعمال مع تخصص في التسويق، وله خبرة تمتد لأكثر من 25 عامًا في مجالات متعددة منها الإدارة المالية والاستشارات الاقتصادية. يعمل حاليًا كرئيس تنفيذي وكبير مستشاري مركز التنمية والتطوير، وله العديد من الإسهامات الأكاديمية والعلمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى