أقلام

المهنية الإعلامية والمال

فؤاد الحمود

من المعلوم أن لكل وظيفة مهنية وضوابط وتشريعات وآداب تحكمها وترفعها عن المغريات لأنها إذا ما تخلت منها ستنحرف، وتؤدي إلى أضرار للمجتمع، وتكون معول هدم.

وكون الإعلام يعد من السلطات المهمة لذا يجب أن تتحلى كل صحيفة سواء الكترونية أو غيرها بهذه المبادئ.

ومن الواضح للجميع أن أهم مقومات العملية الإعلامية – بركنيها الإعلاميين والجمهور- هي المهنية والمصداقية، والإعلام بمعنى الإخبار بما تحته من أقسام متعددة، أقلها نقل الخبر ثم التحليل وبناء التوقعات وهو من شان الإعلاميين.

والإعلام هو نوع من الشراكة بين طرفين: الإعلاميين وهم المرسلين، والمتلقي وهو الجمهور، وطبيعة المشاركة تحتاج لضوابط، ومعايير، وأخلاق، حتى تستمر هذه الشراكة بنجاح، وإلا ستؤول للفشل الذريع، فيجب على الشركاء التحلي بدرجة كبيرة من الأمانة.

أما إذا ما تخلى أحد الشريكين الشركاء عن دوره، وعن الرسالة السامية للإعلام، وعن المضمون الإنساني، فستتحول من مسارها الإنساني، وكونها سلطة مهمة، إلى منافع شخصية، وربما تبنت أجندات تحول بينها وبين المهنة بأن يصبح الهاجس المادي والمالي هو همها الأكبر، وبالتالي قد يُخشى عليها من تبني أفكار منحرفة تبعاً للأهداف المادية، وسيكون من يدفع هو المقدم، وستعيش الصراع الداخلي بين مهنيتها ومصالحها الخاصة،

وهذا الأسلوب سيؤدي بالمنشأة الإعلامية إلى أن تصبح سلاحاً فتاكاً وفخاً للاصطياد من الجهات المغرضة، فقد تتلاعب بالأخبار، وتدس السموم في عقلية ونفوس المتابعين، بما تعرضه من أخبارها الناقصة أو المنحرفة.

وسياسة القص والانتقائية المتحيزة ربما تضلل، وتقلب المشهد، وذلك تابعا لهمها المادي، وإشباع نهمها، وهو ما لا ينبغي مع مهنية الإعلام.

وبالأمس القريب رغم فرحة محافظة القطيف بحصول سبع مدارس منها على جائزة التميز على مستوى المملكة، فوجئ الجميع بأن الخبر وضع منقوصاً في أحد الصحف المحلية، وفي اليوم التالي تم تدارك الخبر❗ مما أثر على نفوس أبناء المحافظة الذين يفخرون بكل ما فيه سمو المحافظة.

وقبل تعديل الخبر تم التواصل مع تلك الصحيفة لتدارك الخبر، لكنها تذرعت أن الجهة التي أسقطت، كونها مدرسة أهلية خاصة ربحية، وليس لديها دعم مالي للصحيفة؛

فهل يا ترى من باب الأمانة والحرفية المهنية أن تنحاز بعدم ذكر تلك المدرسة حتى لو كانت أهلية؟!

أليست هي من ضمن نطاق الإشراف المباشر لمكتب تعليم القطيف، والذي يسعى دائماً لتحقيق الإنجازات، وبالتالي هو علو لتحقيق رؤية المملكة.

تمنياتنا أن تتحلى جميع الصحف والمجلات بأنواعها بالمهنية كي ترتقي عالياً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى