الحايك يفكك شيفرات المسرح المحلي على منصة عرش البيان
رباب النمر: الدمام
بمقر نادي سيهات الأدبي عرش البيان يوم أمس الأربعاء استضاف النادي الكاتب والمؤلف المسرحي عباس الحايك في أمسية ثقافية أدبية بعنوان: المسرح المحلي: الواقع والتطلعات أدار الأمسية وقدم لها عضو نادي سيهات الأدبي الأديب علي المشامع، ودارت رحى الحديث حول محاور مسرحية عديدة.
وتناول الضيف عدة محاور أهمها: تعريف النص المسرحي، والفرق بينه وبين السيناريو، فقال”النص المسرحي هو النص الذي يكتب عن قصة ولها أحداث وشخصيات، وتعتمد على الحوارات، والغاية منه أن ينفذ على خشبة المسرح أو أي فضاء عرض مسرحي، بينما السيناريو هو مخطط مكتوب لعمل بصري مثل المسلسل أو الفيلم. ويشترك النص المسرحي مع السيناريو في العناصر الأربعة الرئيسة: الفكرة، الشخصيات، الحوار والبناء الدرامي”
كما تطرق لتاريخ المسرح السعودي وتجربته، كما تحدث عن التجربة المسرحية في منطقة القطيف:
” بدأ المسرح السعودي منذ سنوات، واختلف المؤرخون حول البدايات الفعلية، هل هي من المدرسة أو من الأندية أو من التلفزيون أو حتى من بداية أول نص مسرحي مكتشف عرض في المدينة المنورة إبان العهد العثماني. ولكن يبدو أن المسرح السعودي فعليًا تجربته قديمة وليست حديثة، وقد يكون أقدم من تجارب مسرحية خليجية أخرى.
وأضاف: أما المسرح في القطيف فعلى ما يبدو أن بدأ مع الأندية الرياضية والمدارس، فالأندية كانت تنشط في تقديم العروض المسرحية، إضافة للمدارس، ولاحقًا تكونت الفرق المسرحية، ففرقة مواهب تعد من أقدم الفرق، وثاني أقدم فرقة مسرحية مستقلة في المملكة العربية السعودية، وتبعها تأسيس عدد من الفرق التي وجدت فعاليات جمعية الثقافة والفنون بالدمام فرصة لها لتقديم عروضها المسرحية، أو مناسبات أخرى مثل الأعياد والمناسبات الوطنية. وما تزال الفرق في القطيف تغذي الفعاليات المسرحية المحلية مثل مسابقة المسرحيات القصيرة في إثراء أو الملتقيات المسرحية التي تنظمها جمعية الثقافة والفنون بالدمام.”
وذكر الحايك أن الكاتب المسرحي يحتاج أن يخرج نصه من صيغته الكتابية إلى الصيغة المسرحية المجسدة، لأن غاية النص المسرحي أن ينفذ، فكل كاتب مسرحي يتوق لأن يشاهد نصه مجسدًا على الخشبة ولا يظل نصًا مكتوبًا، فالنص ليس للقراءة. وهذا يحتاج من الكاتب أن يتمكن من تسويق نصه للفرق المسرحية، أو ينشر نصه في مواقع الكترونية أو مجلات أو حتى ينشره في كتاب ليتسنى للمخرجين أن ينفذوا هذا النص.
وأشار في خلال حديثه إلى موضوع فرصة المشاركة في أي مهرجان محلي كان أو عربي؛ فقال: “المهرجانات المسرحية هي حاضنات مهمة جدًا لتقديم التجارب المسرحية، حيث يمكن مشاهدة تجارب من كل بلد عربي مثلًا إذا كان المهرجان عربيًا، ولذلك يسعى المسرحيون بطبيعتهم إلى الوصول للمهرجانات المهمة والعريقة للمشاركة فيها لتأكيد جدارتهم واختبار تجربتهم المسرحية”
ونوه الحايك عن الستاند آب كوميدي واختراقه بيوتنا السعودية عبر قنوات السوشيال ميديا التي تتزايد وتنتشر، وتناول سلبيات وإيجابيات هذه التجربة، فقال:
” الستاند آب كوميدي فن مسرحي مهم في الغرب، وهو صوت يخشى منه، ولكن عندنا أصبح قريبًا من التهريج حيث تحول إلى منصة لإلقاء النكات لا أكثر، وفيه تجاوزات من بعض فناني الستاند آب كوميدي، قد لا تكون مقبولة اجتماعيًا خاصة وأن الحضور غالبًا ما يكون متنوعًا. الستاند آب كوميدي فن محترم متى ما صفيناه مما علق فيه من حالات التهريج والإسفاف.”
وتحدث الحايك حول تصنيفه في أحد الحوارات معه -ميدل إيست أونلايم – بأنه واحد من أهم المسرحيين في الخليج العربي، حيث تشتبك أعماله وتتفاعل مع واقع المجتمعات في هذه المنطقة، فقال:
“بالتأكيد أنا سعيد أن أكون قد وصلت إلى هذه المرحلة، وبالتأكيد لم أسع أبدًا إلى شهرة أو انتشار ولكنني أمارس المسرح من حب، فأنا تعلقت بالمسرح وصرت أجتهد أن أقدم صوتي من خلاله، وأن يعرفني الناس من خلال ما أكتب. وأعتقد أن تصنيفي أو ووضع صفة لي، هو أمر يحتاج مني أن أثبت فعلًا أني بقدر هذا الوصف.”
الجدير بالذكر أن عباس الحايك كاتب مسرحي، وكاتب سيناريو أفلام سعودي،كتب عددًا من النصوص المسرحية والأفلام وصدر له عدد من الكتب المسرحية والنقدية، مثل كتاب المسرح في السعودية، ونال عددًأ من الجوائز، منها جائزة الشارقة للإبداع العربي الأولى عن نص (فصول من عذابات الشيخ أحمد) 2001م، وجائزة أفضل نص في مسابقة المسرح المفتوح للعروض القصيرة بالدمام الدورة الثانية عن نص (المزبلة الفاضلة) 2003م، وجائزة التأليف بمهرجان مسرح الشباب الرابع بدولة الكويت 2005م، عن نص حكاية منبوذين.