السجن عام وغرامة 500 ألف للمشهرين والطاعنين بسمعة الأشخاص
بشائر: الدمام
بينما ظهر طفل في فيديو، يدعي فيه تعرضه للاعتداء من قِبل معلمين، ذكر اسميهما، داخل إحدى المدارس في الرياض، سارعت شرطة المنطقة إلى نفي صحة هذه الادعاءات، بعد إجراء التحقيقات اللازمة. وتصل عقوبة الشائعات التي تنطوي على التشهير بالأشخاص والطعن في سمعتهم وإخراج معلومات غير صحيحة والتشهير بهم عبر مواقع السوشيال ميديا إلى السجن سنة، وغرامة 500 ألف ريال، أو بأحدهما. وفي حالة كان من ينشر الشائعات قاصرًا وتم استغلاله من قِبل آخر، يتحمل العقوبة من صور الفيديوهات ونشرها.
تأكيدات قانونية
صرح المحامي عاصم الملا بأنه، حسب نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية، في المادة الثالثة البند رقم 5، يعاقب من يقوم بالتشهير بالآخرين أو إخراج معلومات غير صحيحة بالسجن سنة وغرامة 500 ألف ريال أو بأحد هاتين العقوبتين، موضحًا أن الشائعات تدخل ضمن التشهير بالأشخاص، ومشيرًا إلى أن الأحاديث التي تنتقل بين الأشخاص بعد انتشار هذا الفيديو تضخم الأمر، وكان من المفترض أن يأخذ الحدث من المصادر الصحيحة، ولا يتم تصديق تلك الشائعات.
استغلال القاصرين
أكد المستشار القانوني صالح أحمد أن استغلال البعض الأطفال القاصرين في نشر مقاطع تسيء لسمعة الآخرين يعاقب عليه من يصور تلك المقاطع وينشرها بالسجن والغرامة، مشيرًا إلى أن المادة الثانية من نظام حماية الطفل تنص على حماية الطفل من كل أشكال الإيذاء والإهمال ومظاهرهما التي قد يتعرض لها في البيئة المحيطة به (المنزل أو المدرسة أو الحي أو الأماكن العامة أو دور الرعاية والتربية أو الأسرة البديلة أو المؤسسات الحكومية والأهلية أو ما في حكمها)، سواء وقع ذلك من شخصٍ له ولاية على الطفل أو سلطة أو مسؤولية أو له به علاقة بأي شكل كان، أو من غيره، فتصوير المقاطع للأطفال وبثها عبر مواقع التواصل الاجتماعي يعد تعديًا على حقوق الطفل.
سلب حقوق القاصرين
أفاد المستشار الاجتماعي فهد سعيد بأن استغلال الأطفال القاصرين في التصوير والنشر يُعتبر مخالفة لها عقوبة، لأنه في ذلك سلب لحقوق الطفل واستغلاله دون وجه حق. وقد نوهت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بأهمية حماية الطفل، وعدم استغلاله لأغراض التسويق التجاري والإعلاني وغير ذلك، بناءً على المادة الثالثة من نظام حماية الطفل ولائحته التنفيذية. ويهدف النظام إلى حماية الطفل من مخاطر التعرض للجماهير الغفيرة التي تؤثر سلبيا على مراحل تكوينه العمري، مما يدخله في توتر وقلق يتعارض مع عمره، ويجعله عرضة للتنمر بين أقرانه.
الآثار النفسية
أوضح الطبيب النفسي بدر خالد أن استغلال الأطفال القاصرين، سواء بتصوير مقاطع ونشرها أو استغلالهم بكل الطرق، تترتب عليه آثار نفسية على الطفل، منها الخوف والقلق والتوتر، خاصة في حالة استجواب الطفل من قِبل الجهات الأمنية في أي جريمة تقع، ولا بد من معرفة مشاركة الطفل في أي موقف أو عمل يتعارض مع نفسيته الطبيعية أو نموه الاجتماعي، حيث يتعرض هؤلاء الأطفال للعنف النفسي من قِبل المسؤولين عليهم، ويكون الخوف هو الدفاع الذي يجعل الطفل يقوم بكل ما يطلب منه، مشيرًا إلى أن الأطفال الذين يتم استغلالهم يكون ذلك شكلًا من أشكال العقاب، فضلا عن الفشل في توفير العطف والدعم اللازم لتنمية رفاهية الطفل.