بشائر المجتمع

“المؤلفات وأدب الرحلات” لمعالي الدكتور بكري عساس على طاولة نادي المعرفة لجودة الحياة

رباب حسين النمر: الأحساء

استضاف نادي المعرفة لجودة الحياة معالي الدكتور بكري عساس مدير جامعة أم القرى سابقًا، ليتحدث عن أدب الرحلات عبر تجاربه المكتنزة بالخبرات والحكايات.

وبدأت الأمسية حين ارتقى المنصة رئيس النادي الدكتور عبد الله السلطان؛ ليرحب بالضيف الكريم وعموم الحضور، في كلمة البدء التي ألقاها بمستهل الأمسية بالتعريف عن نادي المعرفة لجودة الحياة.

بدوره وصف مدير الحوار الأديب أمير المحمد صالح، أن الفعالية بالاستثنائية ووصف ضيفها بالاستثنائي. حيث أنه عالم وباحث، أستاذ أكاديمي، ورحّالة. قارئ نهمٌ، وكاتب غزير الإنتاج.

وبدأ معالي الدكتور في سرد قصته الشائقة التي عنونها بالمؤلفات وأدب الرحلات بقول لابن خلدون حول الارتحال لطلب العلم: “إن الارتحال في طلب العلم، هو مزيد كمالٍ في التعلم”، مرتكزًا على محاور عدة.

وتناول عدة محاور أهمها: أهمية الرحلة لطلب العلم، وأصلها اللغوي، وتاريخ نشوء الرحلة منذ عهد الإنسان الأول، ثم ظهور ما يسمى بأدب الرحلة، ولا سيما رحلة التطيلي.

وتحدث معالي الدكتور عساس عن بعض الرحلات في العالم الغربي، وعن بعض الشخصيات التي أدمنت الرحلة والكتابة.

وأشار في حديثة أن العصور الكلاسيكية القديمة التي امتدت ما بين القرن الخامس والثامن قبل الميلادي، والتي تركزت خصوصًا في منطقة البحر الأبيض المتوسط، ازدهرت في هذه الفترة حضارات الإغريق وروما القديمة؛ في هذه الفترة بدأنا نسمع عن رحّالة قاموا بالسياحة، والتجوال بين البلدان، لأهداف وأغراض مختلفة، ولكن قلة من هؤلاء الرحالة دونوا مجريات رحلاتهم ومشاهداتهم الخاصة أثناء الرحلة.

وأضاف أنه ومع تقدم المجتمع البشري؛ كان من الطبيعي أن يظهر شكل ما من أشكال التعبير اللغوي، يحفظ لهذه الرحلات قيمتها، ويضمن لها البقاء والخلود بين فنون التعبير المختلفة؛ فظهر ما يسمى ب(أدب الرحلة).”

وأشار إلى أدب الرحلة في العالم العربي متمثلًا في الضعن والإقامة، وبداية نشوء أدب الرحلات الذي تأخر إلى القرن التاسع الميلادي، وذكر أوائل الرحلات العربية، مثل رحلتي محمد بن موسى المنجم، ورحلة سليمان التاجر السيرافي، ورحلة ابن وهب القرشي، ورحلة عمرو أبو الفضل اليعقوبي.

فيما بسّط الحديث حول الرحالة اليعقوبي.

وتعرض للحديث عن سيرة الرحالة المستشرقين الذين قدموا إلى المنطقة وصولًا إلى مكة؛ بعضهم من أجل اكتشاف جغرافيتها، والآخر لأداء فريضة الحج، متعرضًا لذكر رحلات بعض الغربيين والمستشرقين والعرب، وبعض طرائف رحلات الحج.

وقال معالي الدكتور بكري في هذا الصدد: “وقد شكلت تلك الرحلات وثيقة مهمة لما حفلت به من مشاهدات عن أحوال الناس وطقوسهم وعاداتهم وتقاليدهم.

ومن المعروف أن منطقة شبه الجزيرة العربية من أكثر المناطق التي استقطبت هؤلاء الرحالة الأجانب؛ فمنذ مطلع القرن العاشر الهجري زارها الرحالة المستشرقون من أمثال: (لودفيكو دي فارتيما)، و(جورج أغَوست)، و(سانت جون فيلبي)، و(بوركهارت)، وآخرون.

وقد حظيت مكة المكرمة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين، بزيارات لعدد كبير من الرحالة الشرقيين والغربيين، وثمة دوافع متعددة لتلك الرحلات، ولكن يظل الحج من أعظم بواعث الرحلات”.

كما تناول أدب الرحلات على يد الجغرافيين والمستكشفين مما أدى لظهور قصص السندباد وابن الطفيل ورسالة الغفران وملحمة جلجامش والأوديسا وأبو زيد الهلالي والمقامات العربية، إضافة إلى تجارب علماء وكتاب ومفكرين جابوا الأرض شرقًا وغربًا، بعضهم من العرب وبعضهم من الاجانب إضافة إلى الكتاب في وطننا الذين أثروا أدب الرحلات في المكتبة العربية.

ونوه معالي الدكتور عساس إلى كتابه (سنوات الدال) الذي يتحدث فيه عن رحلته طلبًا للعلم.

وفي ختام الأمسية قدم د. عبد الله السلطان رئيس نادي المعرفة دروع التكريم للضيف، والتقطت الصور التذكارية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى