ماحدث معي في قضية اختفاء العم محمد طاهر البغلي (أبو فهد)
فؤاد جواد الشيخ حسن البغلي
لايزال سر وغموض حادثة اختفاء العم الحاج محمد طاهر البغلي (أبو فهد) في رومانيا منذ عام 2015، لغزاً حير العقول وخلف في قلوب أبناءه وذويه ومحبيه وكافة عائلة البغلي الحيرة والحسرة والكرب والبلاء، فالعم الحاج محمد طاهر البغلي (أبو فهد) هو أحد وجهاء عائلة البغلي البارزين ورجالها اللامعين وذو مكانة مرموقة في المجتمع الكويتي وله علاقات اجتماعية رفيعة وواسعة، ولايزال أبناءه وذويه ومحبيه وكافة افراد عائلة البغلي يدفعهم الأمل والرجاء بالابتهال إلى الله سبحانه أن يكشف عنهم هذا الكرب والبلاء ويقر أعينهم برؤيته سالماً (وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ)، إ(ِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ).
وعلى الرغم من الجهود الكبيرة المبذولة من قبل أبناءه وذويه وتخصيصهم مكافأة مالية كبيرة وصلت الى مليون يورو لمن يدلي بمعلومات تفضي إلى كشف غموض هذا الاختفاء، وعلى الرغم من أن قضية اختفاء العم محمد طاهر البغلي (أبو فهد) كانت قد حظيت باهتمام كبير من قبل حكومة دولة الكويت والسلطات الأمنية في دولة رومانيا وحظيت بمتابعة مستمرة من قبل أمير دولة الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح، ووزارتي الداخلية والخارجية فيها والسفارة الكويتية لدي دولة رومانيا.
إلا أن جميع تلك الجهود المبذولة لم تتوصل إلى أي دليل ناهض أو أثر للجريمة أو مشتبه به يمكن أن يقود فيه التحقيق إلى خيوط قد تفضي إلى كشف غموض اختفاء العم محمد طاهر البغلي (أبو فهد).
وتعود تفاصيل هذه الحادثة في تاريخ 5/8/2015م أثناء قضاء أسرة العم الحاج محمد طاهر البغلي (أبو فهد) فصل الصيف بمنزلهم الواقع في قرية (كيا) الرومانية وهي قرية صغيرة تقع في احدى غابات دولة رومانيا والتي اعتادت الأسرة قضاء فصل الصيف فيها منذ أوائل التسعينات الميلادية، وكان جميع سكان هذه القرية الصغيرة والبالغ عددهم حوالي (500) شخص تربطهم بأسرة العم محمد طاهر البغلي (أبو فهد) علاقة ودية ووثيقة ويسودها الاحترام المتبادل، ونتيجة لعلاقاته الودية وتعامله الراقي والأخلاقي معهم فقد اشتهر العم محمد طاهر البغلي لدى أهل هذه القرية باسم (أبو فهد)، وعلى الرغم من سنه البالغ 79 عاما حين اختفاءه إلا أنه كان يتمتع بشخصية قوية وجذابه و وإدراك وذاكرة جيدة للغاية، وفي كامل قواه الذهنية
وفي يوم حادثة الاختفاء كان ابنه الحاج رياض متواجد معه في نفس القرية وكان مقيماً مع عمه ووالد زوجته الحاج إبراهيم طاهر البغلي (أبو رائد) بالمنزل المجاور لمنزل أخيه العم (أبو فهد) وكان مقرراً في ذلك اليوم أن تخرج الأسرة لرحلة خاصة للتنزه خارج القرية وطلبوا من الحاج (أبو فهد) مرافقتهم في هذه الرحلة لكنه اعتذر وفضل البقاء في المنزل ، وفي صباح ذلك اليوم حضر الحاج إبراهيم طاهر البغلي (أبو رائد) لزيارة أخيه الحاج (أبو فهد) في منزله ثم حضر من بعده أيضاً ابنه الحاج رياض لزيارة والده للاطمئنان عليه قبل انطلاقهم لرحلة التنزه فوجده نائماً وقد اطمـأن انه بخير وكل شيء يمضي على مايرام.
وبموجب إفادات الشهود الذين شاهدوه قبل حادثة الاختفاء ومنهم خادمة المنزل التي أفادت أن العم الحاج محمد طاهر البغلي (أبو فهد) خرج من منزله الساعة الواحدة والنصف ظهرا لمزاولة رياضة المشي خارج المنزل.
وبموجب إفادات شهود آخرين أيضا قالوا انهم شاهدوه وهو يدخل الفندق المقابل لمنزله وجلس هناك على طاولة مع بعض النزلاء ثم أخبرهم أنه سوف يصعد سلم الدرج المؤدي إلى الغابة وأضافوا انه وصل إلى نهاية ذلك السلم ثم تخطى السور الخلفي ودخل إلى الغابة على الرغم من ان سلم الدرج هذا يتكون من (166) عتبة ويصعب على رجل في مثل سنه الصعود لهذه المسافة ثم يذهب ليقوم بجولة في الغابة مشيا على قدميه.
وبرزت في حينها عدة فرضيات لهذه الحادثة كان أبرزها وأكثرها منطقية أنها عملية اختطاف أو إخفاء قسري وأن أقرب المشتبه بهم هو صاحب الفندق الذي دخل فيه العم بوفهد قبل اختفاءه بإفاداته الغير منطقية، ولكن لم يصل التحقيق معه إلى مايثير حوله الشبهة ومن ثم توجيه التهمة.
ولا تخلو في العادة قضايا حوادث الاختفاء والاختطاف من استغلال واطماع الانتهازيين الذين تسيل لعابهم للمكافأة المالية الكبيرة المرصودة لمن يدلي بأي معلومة في القضية منتهزين في ذلك حاجة العائلة وأبناء وذوي المفقود لأي معلومة قد تؤدي إلى كشف غموض اختفاءه ومصيره.
وقد واجه ذوي العم أبو فهد العديد من تلك المحاولات والعديد من الأساليب وفبركة القصص والأحداث حول عملية الاختفاء لكنها لا تصمد أمام الواقع ولاتميل إلى المنطق وكانت غايتها الحصول على الأموال بالباطل والحيلة.
ومن تلك القصص والأحداث المفبركة والعجيبة حول مصير العم بوفهد وملابسات اختفائه والتي رسمت بشكل محكم ومتقن من قبل أحد المحتالين وهو من جنسية (عربية) وقد حدثت معي أنا شخصياً بصفتي أحد أفراد العائلة الذين يحملون اسم عائلة (البغلي) ومقيم في الاحساء بالمملكة العربية لسعودية، ولربما كان خياره التواصل معي أنا شخصياً دون أحد من أبناءه أو ذويه في دولة الكويت كان من ضمن إحكام واتقان الخطة والفبركة التي رسمها لتكون أكثر مصداقية وواقعية.
وقد اذهلتني أنا شخصياً ومعي أحد أبناء العم (أبو فهد) الأمر الذي جعلنا في بداية الأمر نتفاعل ونتعاطى معها بشكل جاد ومتابعتها بإهتمام بالغ، وقد بعثت فينا الأمل من جديد والشعور بالتفاؤل للوصول إلى حقيقة سر اختفاء ومصير العم بو فهد.
وكان من ابرز أسباب هذا التفاؤل والاطمئنان لهذا المحتال ومصداقيته في بداية الأمر هي إيهامنا أن سبب رغبته بالتواصل مع ذوي المفقود هو فقط تنفيذاً لوصية والده الذي أقر له أثناء احتضاره وقبل وفاته أنه كان شريكاً مع المجموعة التي اختطفت العم محمد البغلي (أبو فهد) في رومانيا، وكتب له عنوان المنزل الذي حدد فيه مصير المختطف وهو يرغب بتبرئة ذمة والده وقال عبارته: (مشان ترتاح روحو لأبي في أبرو) وانه لايرغب باي مكافأة مالية ونعتها أنها مال حرام في حرام وانه حريص ألا يأكل أبناءه من الحرام، وكان لسانه عامراً بذكر الله والصلاة على رسوله وأرسل لنا صورة والده المتوفي وطلب عرضها لعائلة المخطوف العم محمد البغلي (أبو فهد)، الذين كانوا يترددون معه في رومانيا زاعما أنه على يقين من أنهم سيتذكرونه ويتعرفون عليه وأخبرنا أن لديه كامل الاستعداد بالتعاون معنا لكشف مصير العم أبو فهد لوجه الله تعالى ولتبرئة ذمة والده المتوفي وقد زودنا برقم هاتفه وكان كل شيء يسير معه على مايرام .
وفي حين كنا بانتظار أن يرسل لنا الورقة المتضمنة عنوان المنزل الذي حدد فيه مصير العم (أبو فهد) في رومانيا حسب زعمه كانت تدور في صدورنا استفهامات وفرضيات عديدة؛ فهل ستقاوم الفئران رائحة الجبنة ومتى سيضع لنا العصي في الدواليب وفي أي زاوية من تفاصيل هذه الفبركة سيكمن لنا هذا الشيطان ؟
وفي تفاصيل هذه الفبركة المثيرة أنه في أحد الأيام ومن خلال حسابي في برنامج الفيس بوك والذي يحمل إسمي وهو (فؤاد جواد الشيخ حسن البغلي)، وصلني اشعار طلب أحد الأشخاص الغير مضافين عندي بالقائمة يريد محادثتي عن طريق المسنجر طالباً منّي إيصاله مع أبناء المفقود في رومانيا محمد البغلي أو تزويده بأرقام هواتفهم، والسبب أن لديه معلومات هامة جداً حول اختفائه، وأن الموضوع في غاية الأهمية.
وقد تواصلت فورا مع أحد أبناء العم (أبو فهد) وأبلغته بالأمر لكنه أبلغني أنهم واجهوا العديد مثل هؤلاء الذين يزعمون أن لديهم معلومات ثم ما أسرع مايتبين أنهم محتالين وغير جادين أو محاولتهم تقديم معلومات غير ناهضة في القضية ونحن قد وكلناك يا أبن العم بالتواصل معه نيابة عنا وأنت مخول لكشف ما لديه من معلومات لتقييمها من قبلنا فأبلغت هذا الشخص قرار أبناء العم (بوفهد)اني موكل ومخول من قبلهم لتقييم ما لديك من معلومات وهل هي جادة وحقيقية أم لا فما هي تلك المعلومات التي بحوزتك ، فقال انه سوري الجنسية وقد التحق مع والده المقيم في رومانيا ولم يكن يعرف بعملية اختفاء محمد البغلي إلا حين مرض أبيه الذي توفي فيه وأن والده أثناء احتضاره عند الموت اعترف له أنه كان أحد أعضاء المجموعة الذين اختطفوا محمد البغلي وكان غايتهم من اختطافه هو طلب فدية مالية نظير إطلاق سراحه، وكان قرارهم الاتصال مع ذوي المختطف بعد شهر من اختطافه لطلب تلك الفدية لولا التشديد الأمني والمخابراتي وبروز الخبر بوسائل الاعلام في حينه وإنّ مكان المنزل الذي احتجز فيه المختطف هو قريب من منطقة اختطافه وزعم أن المختطف قد توفي اثناء احتجازه لديهم بعد أيام قصيرة من اختطافه وتم دفنه في أحد غرف ذلك المنزل وأن والده قبل وفاته طلب منه التواصل مع ذوي المخطوف لإبلاغهم بهذه التفاصيل لإبراء ذمته وأن يعطيهم عنوان المنزل الذي دفن فيه المختطف، فطلبت منه ان يعطينا عنوان ذلك المنزل للتأكد من حقيقة وصدق كلامه فقال يجب قبل كل شيء أن أغادر رومانيا وأدخل الأراضي السورية عبر باب الهوى من الحدود التركية لابتعد عن تهديدات بقية المجموعة التي قامت بعملية الاختطاف وسوف اكتب لك عنوان المنزل فور وصولي إلى الأراضي السورية ، وعند وصوله للأراضي السورية تواصل معي من جديد وطلبت منه تنفيذ وعده لي بكتابة عنوان المنزل المزعوم ، فقال انه عندما وصل الى دولة تركيا في طريقه للشمال السوري التقى هناك حسب زعمه مع رجل يوناني وهو أحد رجال المجموعة التي اختطفت محمد البغلي في رومانيا وأخبره نيته ابلاغ ذوي المخطوف بموقع ذلك المنزل وأنها وصية أبيه قبل وفاته ولان ذلك المنزل هو أصلاً مسجل باسم ذلك الرجل اليوناني حسب زعمه ويجب أن يعلم بذلك ليأخذ الحيطة والحذر، وأردف قائلاً انه لما علم الرجل اليوناني بذلك استشاط غضباً وهدده بالقتل وإن يده طائلة في كل مكان وأنه يخشى على حياته وحياة أبناءه.
وإلى هنا ادركنا جميعا شباكه المنصوبة وحبائله المريبة وأن هذه الزاوية هي التي سيكمن لنا فيها هذا الشيطان من تفاصيل هذه الفبركة وهي من الفرضيات التي كنا قد رسمناها وتنبأنا بها جميعاً ولم يمنعني شخصياً من إكمال ما يلزم نحو استدراجه إلى غايته الخبيثة من هذه الفبركة المحكمة وإرغام أنفه نحو رائحة الجبنة فطلبت منه المحاولة مجدداً مع الرجل اليوناني المزعوم وأننا على استعداد تام لقبول جميع شروطه ، ثم عاود المحادثة معي فقال إن الرجل اليوناني سيخسر المنزل فور ابلاغكم بالعنوان وسيتم مصادرته من قبل الجهات الأمنية وهو يطلب أولا ثمن المنزل (180) الف دولار قبل كل شيء ، ثانياً أن تكون الصفقة بعيدة عن الاعلام والأجهزة الأمنية ،ثالثاً ألا يتم تصوير المنزل من الخارج ، وإلى هنا تبددت أحلامه وبطلت حبائله حينما اخبرته أننا على استعداد تام أن ندفع له قيمة المنزل ولك أيضاً مكافأة خاصة وذلك بعد التأكد من حقيقة وجود القبر المزعوم بالمنزل وهذا تعهد منا اليك، أو يمكننا التفاوض معه أو معك أنت شخصياً حول شراء ذلك المنزل ولكن قبل إجراءات التأكد من صحة هذه المعلومات لن يدفع لكم فرنك واحد ويمكنك المحاولة في فرصة آخرى.