ملتقى القصة الإلكتروني (التفاعلي) يكرم الأديبة مريم الحسن
رباب حسين النمر: الأحساء
كرم ملتقى القصة الإلكتروني التفاعلي، بمشاركة جمعية ابن المقرب للتنمية والأدب، ونادي أصدقاء السرد بالأحساء، وبيت السرد بالدمام الروائية والقاصة مريم الحسن في مقهى (كوب كتاب) الشريك الأدبي بالأحساء، وكان التكريم بإدارة وحوار الناقد كاظم الخليفة الذي بدأ الحفل بمقدمة عنونها عندما (كان السارد امرأة):
” كان يا ما كان، ليس فِي قديمٍ الزمان، إِنَّما فِي حاضر الْوقت وَقبل سنوات. كانَ الله المتعال، وكانت طفلة تعيش هنا ليس بعيدًا عن هذا المكان. مريم اسمها، وفراشات الحقل أخواتها، وعمتها النخلة.
يدهشها اهتزاز وريقات البرسيم عندما تلاقيها نسمة هواء عابرة، ويغويها الدخان المنبعث من الطباين، ليس برائحته المميزة، إنما بحجبه لبعض مناظر الحقل، عندها تعود مريم إلى غرفتها لتكمل المشهد المتواري خلف أعمدة الدخان. تارة ترويه كحكاية متخيلة، وَترسمه بريشتها في كراسة التلوين أَحْيَانٍ أَخَّرَ. عوالم توجدها، وأخرى تحاكيها، وفي جميع ذلك تسعى ذاتها إلى اكتشاف حقيقتها من خلال التحامها بقضايا الكون ومسائل الوجود البشري. فَجَذَبَهُ السَّرد لَيْسَتْ سوى رِحلة الأحلام والعواطف البشرية عبر تاريخ وجود الإنسان على الأرض، وجهده لتجسيدها في حكايات وقصص. وهكذا كانت مسيرة فارستنا المكرمة( مريم حسين الحسن).
متطرقًا لسيرتها الذاتية ومسيرتها السردية والإنجازية حيث قال:
“مريم الحسن الحاصلة على بكالريوس لغة عربية كلية الآداب جامعة الملك فيصل، ودرجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها(شعبة أدب ونقد) من جامعة الدول العربية.
ويتمثل منجزها السردي في:
• ثلاث روايات (الضَّيَاعُ، وَأَشْرَقَتْ اَلْأَيَّامُ، وَشُرْفَةٌ لِاِمْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ)
• وأربع مجموعات قصصية(آخِرٌ اَلْمَطَافِ، خِذْلَانٌ، صَقِيعٌ يَلْتَهِبُ، وَعَقَبَاتٌ فِي نَهَارٍ مَالِحٍ)، ومجموعتا قصص في أدب الطفل (قُبْلَةُ اَلْعِيدِ، وَبُحَيْرَةُ اَلْبَطِّ).
• شاركت في كتب مشتركة مع أدباء العالم العربي(تَرَانِيم اَلْقِصَصِ) و (وَشَذَرَاتُ اَلْقَوَافِي) وهي قصائد شعرية وفن تشكيلي.
• شاركت بقصصها ضمن كتاب
المجموعة القصصية(مَرَايَا اَلْقَصِّ)،
وقصص قصيرة جدا في كتاب(دَهْشَةُ اَلْقَصِّ)، وفي كتاب أنطولوجيا القصة العربية المترجم إلى اللغة الإنجليزية بعنوان:
(مِعْرَاجٌ عَلَى أَجْنِحَةِ اَلسَّرْدِ)، وكذلك ضمن موسوعة القصة العربية المعاصرة المترجمة إلى الإسبانية.
• تعدى دورها أبعد من الكتابة القصصية والروائية، إلى المشاركة في كل منشط يندرج تحت العنوان الأدبي: فهي مشرفة ملتقى القصة القصيرة الإلكتروني التفاعلي، ورئيسة سفراء جمعية الأدب المهنية بالدمام، ورئيسة العلاقات العامة لجمعية ابن المقرب للتنمية الأدبية والثقافية بالدمام، ورئيسة العلاقات العامة في هاوي لنادي بيت السرد ومنسقته في ثقافة وفنون الدمام، ومنسقة فعاليات في شبكة القصة العربية، وعضو الجمعية العمومية
لنادي الأحساء سابقًا، وصحافية في جريدة اليوم الورقية،وكاتبة في عدة صحف.
• شاركت في العديد من الأمسيات القصصية والندوات الأدبية داخل المملكة وخارجها.
وختم الخليفة السيرة بذكر الجوائز التي حصدتها منها:
• المركز الأول في مسابقة الشعر الحر لرابطة أدباء العرب. .
• المركز الأول في مجلة نجوم العرب عام ٢٠١٦ في مسابقة الفن التشكيلي
• حصلت على جائزة عام ٢٠١٧ في مسابقة القصة القصيرة في مجلة نجوم العرب.
• نالت المركز الثاني في المسابقة العربية للقصة القصيرة في المملكة المغربية بقصَّتها (حَرْبٌ بَارِدَةٌ) عَامَ 2021
• رشحتها وزارة الثقافة السعودية للمشاركة فِي كِتَابٍ (أَرْبَعَةُ عَشَرَةُ يَوْمًا) الذي نشر وترجم توثيقًا لنصوص الجائحة.
وقدم مُؤَسِّسِ ملتقى القصة القصيرة الإلكتروني القاص هَانِي اَلْحَجِّيْ كلمة تضمنت قصة نجاح الأديبة مريم الحسن من خلال حكاية نجاح الملتقى لعشر سنوات.
“سأحكي الليلة في هذا الاحتفاء التكريمي قصة نجاح إرادة الأديبة مريم الحسن من خلال موقع القصة الإلكتروني(التفاعلي) الذي اكتمل عقده العاشر .
وذكر أن هناك مؤسسات ثقافية أهلية بدأت على الواقع وأصبح لها مواقع إلكترونية على وسائل التواصل الاجتماعي، أما ملتقى القصة الإلكتروني فبدأ في العالم الافتراضي وأصبحت له أنشطة وفعاليات على الواقع بجهود ذاتية من خلال إقامة الأمسيات والفعاليات المشتركة داخل المملكة وخارجها، والإصدارات، وترجم أحد إصداراته للغة الإنجليزية. وظل طوال عشر سنوات محافظًا على هويته القصصية في العالم الافتراضي”
ثم قدم بيت السرد بالدمام تمثله سهى الحسن كلمة تحدثت فيها عن الحسن كعضوة فاعلة في المجموعة.
كما أعربت جَمْعِيَّة اِبْنْ اَلْمُقَرَّبْ عن تقديرها لجهود الحسن ومساهمتها في أنشطتها خلال الكلمة التي ألقاها عَنْ إِدَارَةِ اَلْجَمْعِيَّةِ، حمزة الحمود نيابة عن الدكتور أحمد اللويم الرئيس التنفيذي بجمعية ابن المقرب للتنمية الأدبية والثقافية بالدمام، جاء فيها:
“جزيل الشكر والثناء لرئيس ملتقى القصة القصيرة الإلكتروني ولأعضاء الملتقى على هذه البادرة الطيبة بتكريم مبدعة من مبدعي القصة والرواية مريم الحسن، التي لا تخطئها الإشارة حين يُعدَدُ مبدعو الرواية والقصة بالإشارة إليها، وهذا ما تشهد به الساحة الأدبية، أضف إلى ذلك حضورها الفاعل في دعم الحركة القصصية في ساحتنا من خلال مشاركتها في الأنشطة إن على على مستوى عقد الأمسيات القصصية أو الندوات واللقاءات، أو تنظيمها. مريم الحسن اسم حفر في ذاكرة المجتمع الأدبي اسمه”
وقدمت جَمْعِيَّة اَلْأَدَبِ اَلْمِهْنِيَّةِ كلمة مثلتها طاهرة آل سيف حول تكريم الحسن، حيث قالت:
(إنما جاء هذا التكريم لما لها من دور بارز وفاعل في الوسط الأدبي والثقافي على مدى سنواتٍ من العمل باجتهاد وسعي لنشر الثقافة وإبرازها داخل وخارج مملكتنا الحبيبة.
إن احتفاء الإخوة والزملاء اليوم بالكاتبة الأديبة مريم الحسن، إنما هو احتفاء بدور المثقف البارّ بأبناء القلم والمهنة والذي نحب نلتف من حوله نقدره ونكرمه، فلا شيء أسمى من أن يسهم مثقف في دفع عجلة المجتمع بخطى حثيثة نابعة من إيمانٍ راسخ بكون الأدب والثقافة منجاة الشعوب”
وكان لجماعة أصْدِقَاء اَلسَّرْدِ بَالْأَحَسَاءْ كلمتهم في هذه الاحتفالية قدمها القاص إبراهيم الطويل، قال فيها
“القاصة والروائية مريم الحسن تستحق التكريم ليس من جانب إبداعها القصصي والروائي فقط، بل لحركتها الدؤوبة والمستمرة في دفع الحركة الأدبية والثافية نحو الأمام بشكل متواصل دون كلل ولا ملل.
وهذا الدافع كان مستغربًا في داخلي لأنها ملتزمة بعدة نشاطات أدبية وثقافية وفنية إضافة إلى التزامتها الأسرية.
فسألتها ذات مرة: ما المحرك القوي الذي يدفعك بكل قوة نحو هذا العطاء المتدفق كأنه النهر الجارف؟!
أجابتني بعفويتها وابتسامتها المعهودة: إن الأدب والثقافة هي الأوكسجين الذي أتنفس به لأعيش في هذه الحياة.
لم تقل كالماء والطعام بل كالأوكسجين الذي لا يمكننا الاستغناء حتى ولو للحظة! فهذا هو سرها إنها تتنفس الإبداع الأدبي لحظة بلحظة.
فنادي أصدقاء السرد يكرمها ليس كمبدعة فقط، بل هي محرك نفاث لا يتوقف للانطلاق بالسرد القصصي إلى أفق أبعد من أية دائرة نتوقعها.
فشكرًا للقاصة والروائية مريم الحسن على هذا التألق المتوهج”
وعرض فِيدْيُو وثائقي احتفائي يتضمن شهادات بَعْضُ اَلْقِصَاصِ عن المكرمة َتحدثوا عَنْ بَعْضِ مَلَامِحِ نَشَاطٍ الحسن ومنجزها وعلى رأسهم سمو الأميرة الجوهرة آل سعود.
ثم ألقت المكرمة القاصة مريم الحسن كلمتها بمناسبة التكريم تحكي عن تجربتها السردية وعملها الثقافي في هذا المجال:
” ذكرت أنه في بداياتي من شجعني هم أهلي وإخوتي وأخواتي ومعلماتي وكبار القرية. الكل يقرأ لي ويحثني على التكملة والانطلاق، ثم بعد زواجي وقف زوجي إلى جانبي فشجعني وساعدني على طباعة كتابي الأول حتى طبعت ستة آلاف نسخة وتلته عدة روايات ومجاميع قصصية وأخذني بصحبته أيضًا لأشارك في المؤتمرات والمهرجانات العربية الخاصة بالقصة في المملكة وخارجها، منها المغرب العربي’ وسوريا حلب، والإمارات، وعمان.
ولا أنكر فضل إدارة ملتقى ابن المقرب الأدبي بالدمام حيث فتحوا لي مجال المشاركات والظهور وتبنوا مصاريف رحلاتي الأدبية. وعندما تعاونت مع الدكتور مبارك الخالدي في إدارة وتنسيق فعاليات بيت السرد في مرحلته الذهبية التي أقمنا فيها الكثير من الفعاليات والأمسيات الأدبية والنقدية والمهرجانات والمسابقات.
كانت تجربة ثرية جدًا دفعت بي إلى الأمام مع تجربة ملتقى القصة الإلكتروني التفاعلي الذي أدرته وأشرفت عليه عشر سنوات بمساعدة الأديب هاني الحجي الذي لم يتوانى على مساعدتي ودعمي في هذا الطريق”.
وفي ختام الأمسية قدم ملتقى القصة الإلكترونية (التفاعلي) والملتقيات الأدبية المشاركة دروع التكريم للحسن، والتقطت الصور التذكارية.
الجدير بالذكر أن جمعية الأدب المهنية انطلقت قبل عام واحد، وهدفها أن تكون مظلة لجميع أدباء المملكة، وتتبنى وتدعم حراكهم، وتهيئ جميع الظروف لاستدامة النمو الأدبي وتطوره في المملكة. وتم مؤخرًا تعيين مريم الحسن رئيسة سفراء الجمعية في الدمام.