خبز العباس
رباب حسين النمر
الوصول إلى الترند في عالمنا المعاصر يتخطى حدود العرق واللغة، ويجوب العالم أجمع عبر الريمكس الذي يدمج الصوت الأصلي مع أي فيديو يريد المتلقي أن يعرضه مع ذلك الصوت الأصلي.
ومن ذلك المقطع الذي انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي هذه الفترة تحت عنوان (لا تتمادى خبزك خبز العباس) حتى عبر العالم منطلقًا من العراق، فغزت مقاطع الريمكس أمريكا وكوريا واليابان وأوروبا، فضلًا عن العالم العربي، حتى الأطفال باتوا يرددون في كل الأصقاع: لا تتمادى خبزك خبز العباس.
ما هو خبز العباس يا ترى؟ ولماذا سمي بهذا الاسم؟
خبز العباس هو رغيف خبز عربي، يُحشى بالخضروات والكباب، أو بالخضروات والجبن الأبيض المالح. وقد اعتاد العراقيون أن يتوجهوا لله سبحانه وتعالى بالدعاء والنذر إذا عرضت لهم حاجة ملحة، وإذا تحقق النذر واستجاب الله دعاءهم، يقومون بتحضير هذا الخبز ويوزعونه على عموم الناس، ويهدون ثوابه للعباس عليه السلام.
والعباس هو ابن الإمام علي عليه السلام من زوجته فاطمة الكلابية الملقبة بأم البنين، واستشهد في معركة كربلاء، وله مكانة كبيرة في نفوس محبيه.
ويعشق العراقيون هذا الخبز ويلتذون بالتهامه، ويعتقدون أن به سرًا عجيبًا لأنه ممزوج بالأمل والتفاؤل، لفرح من يوزعه بتحقق مراده.
أما عبارة (لا تتمادى خبزك خبز العباس) فهي موجهة للأشخاص الذين يتطاولون على الغير بالرغم من أنهم يعيشون على العطايا والصدقات، اشمئزازًا من تصرفاتهم.
فهل يدرك العالم يا ترى هذه العادة العراقية؟ وهل فهم مغزى هذه العبارة؟ أم هو يرددها كالببغاوات معجبًا برقصتها وإيقاعها، أو مسايرًا للترند الذي استحوذ على عقول الناس؟