إضاءة اليوم العالمي للطفل
أحمد الخرمدي
لا يختلف المنصفون أن الدين الإسلامي هو دين التكامل الأخلاقي في كل شيء، وخاصة كل ما هو مرتبط بحياة الإنسان والإنسانية، فقد وضع لكل ماخصهما تشريعًا وتفصيلًا دقيقًا أذهل جميع المهتمين بالنواحي الاجتماعية للبشر آجمعين، وأول ما اعتنى به الدين الإسلامي وأفرد له أكبر مساحة في التشريعات السماوية، الاهتمام بالطفل منذ بداية تكوينه وهو جنين في بطن أمه حتى يبلغ مراحل القدرة على الاستقلال بذاته دون مساعدة والديه أو أحدهما، فالله عز وجل كرم الإنسان فخلقه وجعله في أجمل صورة، وسخر كل مخلوقات الكون في لخدمته.
نحن نمر في ذكرى مناسبة عالمية، تُسلط الأضواء عليها من جميع الأوطان، ذكرى اليوم العالمي للطفل، الذي يوافق 20 نوفمبر من كل عام، في هذا اليوم تحتفل ” الإنسانية جمعاء ” كل شعوب العالم الحر، من أجل التعزيز والارتقاء بمفهوم ” الطفولة” وما تمر به من مراحل حساسة، فيها البراءة والجمال، والمرح والشقاوة البريئة، والسعادة والحنان، والتميز الذي يحاكي واقع ملموس من الشفافية والسكينة والرحمة، فيها قبلة وابتسامة تروي عطش كل ضمأن.
اليوم العالمي للطفل مناسبة جميلة، للتأكيد على حقوق الطفل، فلكل طفل الحق أن يعيش على هذه البسيطة، وحق في الحصول منذ الولادة على الاسم والهوية بالسجل المدني الرسمي، وصلته في القرابه لوالديه ومكان ولادته، وتعزيز العلاقة والثوابت الإنسانية والاجتماعية. إن الهدف من إحياء مناسبة (اليوم العالمي للطفل) واعتباره ذكرى سنوية محددة التاريخ ومعتمدة من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة – اليونيسف، لهدف سامٍ ونبيل، وهو زيادة الوعي بأهمية حقوق الطفل، وعدم التمييز بحكم اللون أو العرق أو الدين والمعتقد، فالطفل يملك كل الحقوق، ولدًا كان أو بنتًا، أو من ذوي الهمم، غنيًا أو فقيرًا ( له / لها ) كامل الحقوق، مثل حرية التعبير وكل الاحترام والعيش بسلام وأمان،
والرعاية والتربية، والعناية الشاملة من التغدية والصحة والتعليم والرفاهية، وتولي المملكة اهتمامًا بالغًا للطفل والطفولة، وهذا من الواجب الديني والإنساني والحقوقي، وجميع مؤسسات الدولة حفظها الله، الرسمية منها والأهلية، تشارك بهذه المناسبة تزامنًا مع ما يبذله العالم عبر قنواته الإنسانية والحقوقية المتعددة، من ترابط دولي للتأكيد على أهمية الطفل وتوفير البيئة الصحية والتعليمية والمعيشية السليمة والناجحة، فالأطفال هم زهور الحياة ورياحينها وهم ملائكة الأرض وزينتها ومنارة المستقبل الواعد وعماد الوطن الكبير الحافل بالإنجازات العظيمة.