أقلام

لغتنا هويتنا

دلال الطريفي

“إن اللغات هي الأدوات الأقوى التي تحفظ وتطور تراثنا الملموس وغير الملموس.” هذا القول لليونسكو يُجسد أهمية اللغة الأم في حياة الشعوب، وفي اليوم العالمي للغة الأم الموافق 25 نوفمبر ، أردت اخصص مقالي هذا عن لغتنا العربية، اللغة التي حملت حضارتنا وتراثنا وامتدت جذورها في أعماق تاريخنا.

اللغة العربية (هويتنا وذاكرتنا)

اللغة العربية ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي هويتنا التي نميز بها أنفسنا، وهي الوعاء الذي يحفظ ذاكرتنا، من خلالها نتعرف على أنفسنا وعلى تاريخنا، وننقل قيمنا وتقاليدنا إلى الأجيال القادمة، ففي كل كلمة عربية، وفي كل بيت شعري، وفي كل نص أدبي، هناك جزء من روحنا وعقيدتنا.

وعلى الرغم من أهمية اللغة العربية، إلا أنها تواجه العديد من التحديات والتهديدات، منها:

– انتشار اللغات الأجنبية: سيطرة اللغات الأجنبية، وخاصة الإنجليزية، على العديد من المجالات الحياتية.

– التغيرات اللغوية السريعة: التطور التكنولوجي والتغيرات الاجتماعية السريعة تؤدي إلى ظهور مصطلحات جديدة وتغيرات في بنية اللغة، مما قد يؤثر على نقائها.

– الإهمال في التعليم: عدم الاهتمام الكافي بتعليم اللغة العربية في المدارس والجامعات، وعدم توفير بيئة لغوية محفزة للأطفال.

من الجدير بالذكر أن الحفاظ على اللغة العربية هو واجب وطني وديني، فهي تُمكننا من التواصل مع بعضنا البعض ومع العالم العربي والإسلامي.

و لكي نحافظ على لغتنا العربية، علينا جميعًا أن نتحمل المسؤولية، وأن نساهم في تعزيز مكانتها، وذلك من خلال:

– تعليم اللغة العربية للأطفال: يجب أن نبدأ بتعليم أطفالنا اللغة العربية منذ الصغر، وأن نغرس فيهم حبها وفخرها.

– القراءة والكتابة باللغة العربية: يجب أن نشجع على القراءة والكتابة باللغة العربية، وأن نجعل من القراءة عادة يومية.

– استخدام اللغة العربية في جميع المجالات: يجب أن نستخدم اللغة العربية في جميع مجالات حياتنا، سواء في العمل أو في المنزل أو في وسائل التواصل الاجتماعي.

– دعم المؤسسات الثقافية: يجب أن ندعم المؤسسات الثقافية التي تعمل على نشر اللغة العربية وتعزيزها.

– التعاون مع الجهات المعنية: يجب أن نتعاون مع الجهات المعنية لتطوير المناهج الدراسية وتوفير الأدوات اللازمة لتعليم اللغة العربية.

ختامًا، اللغة العربية هي أمانة في أعناقنا، وهي مسؤولية مشتركة علينا جميعًا تحملها، فلتكن لغتنا العربية فخراً لنا، وليكن هذا اليوم العالمي للغة الأم مناسبة لتجديد العهد بها والحفاظ عليها للأجيال القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى