النمر يحاضر حول الشاعر الخطي على منصة عرش البيان
رباب حسين النمر: سيهات
على منصة نادي سيهات الأدبي عرش البيان بمقره في سيهات، قدم الأديب الشاعر فريد النمر محاضرة بعنوان: (الموقف والهوية في وجدان الشاعر أبي البحر الخطي)، بإدارة إبراهيم الرواغة.
بدأ النمر قراءته التحليلية بمقدمة حول الشاعر الخطي، معرفًا بنسبه ومكان مولده: “الشيخ جعفر بن محمد بن حسن الخطي البحراني العبدي العدناني، أبو البحر. شاعر الخط في عصره، ومواليد قرية التوبي من أهل البحرين القديم، رحل إلى بلاد فارس، وأقام فيها إلى أن توفي. له (ديوان شعر) اشتهر في حياته بإسمه. و(العبدي) نسبته إلى بني عبد القيس الذين سكنوا البحرين القديمة منذ آلاف السنين”
وقد ارتكزت محاضرة النمر على عدد من المحاور، أولها: تكوين شخصية الخطي القيادية وتأثيرها في إيمانه بالقصيدة، وثانيهما أساليبه الشعرية، والثالث الموضوعات الشعرية التي طرقها كالمدح والرثاء والعشق، ومنه قوله: هِيَ الدارُ تَستسقيكَ مَدْمَعَكَ الجاري.
فَسَقياً فأجدى الدمعِ ما كَانَ للدارِ
فلا تَسْتضِعْ دَمْعاً تُريقُ مَصُونَهُ
لِعِزَّتِهِ ما بينَ نُؤْيٍ وأَحْجَارِ
فأنتَ امرؤٌ قد كُنتَ بالأَمسِ جَارَها
وللجَارِ حَقٌّ قد عَلِمتَ على الجارِ
عَشَوتَ إلى اللذاتِ فيها على سَنَا
شُمُوسِ وُجُوهٍ ما يَغِبنَ وأَقْمارِ
فَأصْبحتَ قد أنْفَقتَ أكثرَ ما مَضَى
من العُمْرِ فيها بينَ عُوْنٍ وأبكارِ
نَواصِعَ بيضٍ لو أَفَضْنَ على الدُّجَى
سَنَاهُنَّ لاستغنَى عن الأَنْجُمِ السَّاري
ورابعهما جو القصيدة لدى الخطي وتجسد المبادئ والقيم والصدق والعدالة والشوق والحب والجمال كمعادل إنساني استطاع توظيفه داخل النصوص بملامسة رائعة، ومنه قوله:
ماذا يفيدُكَ من سؤالِ الأَرْبُعِ
وهي التي إنْ خُوطِبتْ لم تسمعِ
سَفَهٌ وقوفُكَ في رُسُومٍ رَثَّةٍ
عجماءَ لا تدري الكلامَ ولا تَعِي
فَذَرِ الوقوفَ على محاني منزلٍ
عَافٍ لمختلفِ الرياحِ الأربَعِ
وامْسِكْ عِنَانَ الدمعِ عن جَرَيانِهِ
في دمنةٍ لا تحمِدَنْكَ ومَرْبَعِ
اللّهُ جَارُكَ هل رأيتَ منازلاً
عَطِلَتْ فحلَّتْهَا عُقُودُ الأَدمُعِ
واستبْقِ قلباً لا تعيشُ بغيرهِ
وشُعَاعَ نفسٍ إن يغِبْ لم يَطْلُعِ
واصْرِفْ بِصِرْفِ الرّاحِ هَمَّكَ إنّها
مهما تفرَّقَ من سرورِكَ تَجمَعِ
وفي ختام المحاضرة، أجاب النمر على المداخلات، ثم قدم عضو النادي الشاعر محمد الحمود شهادة شكر وتقدير للنمر مع التقاط بعض الصور التذكارية.