أقلام

مختارات من كتاب مزاج الكتابة

عبد الله اليوسف

مع كتاب مزاج الكتابة -الكتاب مفهومًا ومزالق ومقومات -. جاسم حسين المشرف، الطبعة الأولى: 1445هـ / 2024م

“الكتابة صلاة مثل يد ممدودة في التمة” (فرانزكافكا)

الكتاب ترجمان النية:

كل علم ليس في القرطاس ضاع.

كل سر جاوز الاثنين شاع.

مع الشاعر أبي الطيب المتنبي:

أعز مكان في الدنا سرج سابح

وخير جليس في الزمان كتاب.

اخترت لكم فقرات مهمه واردة في الكتاب تحتاج منا إلى تأمل وأن يضعها الكاتب نصب عينيه وأن يمعن التفكير حين يمسك القلم بحرص وعناية.

“وما من كاتبٍ إلا سيفنى

ويُبقِي الدّهرُ ما كتبتْ يداهُ

فلا تكتبْ بكفّكَ غير شيْءٍ

يسرّكَ في القيامةِ أن تراهُ”.

“نكتب لنعطي لحياتنا امتدادًا وبقاء وصدى حتى بعد مغادرتنا لهذه الدنيا ”

1/ صناعة المحتوى الفارغ والترويج بأنه نفيس خطيئة تفسد الذوق، وتضيع قيمة الإبداع.

2/ يتوزع النظر حين الكتابة بين تأسيس القاعدة، وإثراء النخبة، فأحاول أن أختار الأسلوب الذي يفيد ويمتع هذه وتلك ما استطعت إلى ذلك من سبيل.

3/ الكتابة التي نقلت تجارب السابقين أسهمت في تكامل الإنسان من عدة وجوه، منها تجنب أخطاء من سبقوه، واستثمار تجاربهم.

4/ ويتعدد مفهوم الكتابة بتعدد الرؤية التي ينطلق منها الكاتب، فمنهم من يعدُّها مفهومًا عباديًا رساليًا، ومنهم من يعدُّها مفهومًا ذاتيًا، وآخر اجتماعيًا أو فنيًا، وهكذا.

5/ ومن يهرف بما لا يعرف فلا يلومن إلا نفسه، والكتابة عنوان عقل صاحبه.

6/ نحن نكتب لنتعرف على أنفسنا عن كثب، لنتعمق في فهم أنفسنا قبل أي شيء، وضمنًا نساعد الآخرين على فهم أنفسهم والوجود من حولهم، فأهم متلقٍّ للكتابة هو منشئها، إنه يفرض على نفسه أن تقرأ نفسه، كما يطلب من الأخرين أن يتركوا ما لديهم، ويستقطعوا من عمرهم زمنًا ليقرؤوه، وهذا ما يضع الكاتب أمام سؤال صريح: هل لديك ما يستحق التضحية بهذا الجزء الثمين من العمر لأخصصه لك؟

7/ والكتابة العميقة تمر بمرحلة جنينية، تتخلق، وتتشكل في أطوار ثم تنبثق للخارج، كغيمة هاطلة على يباب.

والكتاب المؤثرون هم في حقيقتهم قراء نهمون، ومتأملون سائحون.

8/ الأفكار بذور في بستان فكرك، ولكل بذرة موسمها، ولكل فكرة موقعها، وبيئتها التي تمنو فيها.

9/ ثمة فرق بين من يحاول كسب عيشه من الكتابة، ومن يحاول إرساء قيمه، وبلورة تجربته الحياتية، ونظرته للوجود من الكتابة، ولن تحتاج إلى كثير عناء للتمييز بين هذا وذاك.وبقدر تعلقك بالمادة يموت شيء من المعنى بداخلك.

هكذا يفكر الكاتب:

▪يفكر كيف يداعب مشاعر وأحاسيس قارئه؛ لينعطف به نحو الهدف الذي يريد.. فيتحول به من ساعات الألم والأسى إلى ساعات من التفاؤل والأمل، بنفاذ الأسلوب، وسحر الكلمة.

▪يفكر كيف يجعل من تنفس قلمه أصداء يتنفس بها القارئ، ويبوح عما في مكنونه.

▪يفكر كيف يمازج بين الفكر والعاطفة؛ لينشأ منهما ذلك التناغم الخلاق فلا يطغى أحدهما على الآخر.

▪يفكر كيف يصور الواقع بما هو كائن، وكيف يجب أن يكون. إنَّ الكاتب المبدع له كل يوم حفلة تزاوج بين أفكاره ومرئياته، وولادة أفكار جديدة. إنَّ عوالم المبدعين لا تعرف الرتابة والملل، فهم يتنقلون في عوالم المعرفة والسياحة الفكرية.

▪كم هو عظيم ذلك الكاتب المبدع.. ولكن أين نحن من هذا الألق؟!

▪لنضع أرجلنا على الطريق، ولنخط، فلعلنا نلحق بالركب. ولا بد أن نلحق فـ (ما طلب أحد شيئًا إلا ناله أو بعضه) كما يقول أمير المؤمنين علي (عليه السلام).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى