أقلام

القراءة السريعة مبادئ وتطبيقات

عبد الله حسين اليوسف

مع كتاب قراءة القراءة، للمؤلف / فهد بن صالح بن محمد الحمود، الطبعة الأولى: 1425هـ / 2005م

(ومن هنا ينبغي للقارئ أن يقرأ بعقله ومن ثم ينصرف إلى تحليل العبارات والوقوف على معانيها، دون الاهتمام بالكلمات)

في أحايين عديدة هناك أشياء كثيرة يجب علينا أن نقرأها وهي لا تستحق عمليًا أن ننفق وقتًا كبيرًا في قراءتها؛ فإذا لم نكن قادرين على قراءتها بسرعة فائقة؛ فإن ذلك سيكون إضاعة رهيبة للوقت.

ثم إذا نظرنا إلى ما تقذفه المطابع ودور النشر من الكتب أو ما يكون على صفحات الحاسب الآلي وجدنا الكم الهائل الذي لا يدخل تحت الحصر، وقد يكون من المهم الاطلاع عليها، ولكن قد لا نجد الوقت الكافي لأجل هذا، وباستخدام مهارات القراءة السريعة يمكن حل هذه المشكلة.

ملاحظات على القراءة السريعة:

لا بد قبل القراءة أن نقوم أولًا بتصفح الكتاب واكتشاف مستواه، وحينذاك نقرر أي نوع من القراءة يستحق، فهناك كتب تقرأ قراءة سريعة لالتقاط النافع منها، وهناك كتب يجب أن تقرأ قراءة دقيقة متناهية؛ لنتمكن من استيعابها وفهمها: وقد نمارس القراءة السريعة في الكتاب كله، ثم نختار منه ما يحتاج إلى معاودة الكرة عليه بإتقان وتعمق أكثر؛ نظرًا لما يتضمنه من معان ومضامين عالية.

إن ميزان السرعة في القراءة يعود إلى نوع المقروء وحال القارئ؛ فإن قراءة كتاب ليس للقارئ به معرفة بقليل أو كثير غير ما يقرؤه ولديه معرفة سابقة به … فإن السرعة في الأول غير السرعة في الثاني، وما يطالب به الأول قد لا يتطلب في الثاني وهكذا… ولذا فإن الواعين من القراء يراوحون في قراءتهم بحسب الغرض والكتاب.

ينبغي للقارئ بهذه الطريقة ألا يُغفل تقييد الفوائد؛ بل يرسم لنفسه منهجًا في تقييد الأوابد والفوائد، ولم الشبيه إلى شبيهه والنظير إلى نظيره، تقوم هذه العملية على السرعة مع مراعاة كل كتاب وفنه، وما يريده كل قارئ من قراءته تلك.

إن القراءة السريعة من المهارات التي تحتاج إلى مران وتدريب كاف، فإن بضع ساعات قد توهب لها لا تكفي، بل يفضل أن ينفق في التدرب عليها شهرًا أو يزيد.

ثم ليكن هدفك من زيادة معدل قراءتك واقعيًا؛ بحيث لا يكون انتقال من بطء شديد إلى سرعة شديدة، وإنما ينال هذا بالتدرب والتدرج.

القراءة السريعة تتأكد في النواحي التالية:

▪ إذا أراد القارئ أن يتعرف على الفكرة العامة للكتاب دون الغوص في معانيه.

▪ إذا أراد أن يجمع المادة المعرفية اللازمة لبحثه.

▪ إذا أحب أن يثري دروسه السابقة، أو كان قد تمكن من فن وألم بجمهور مسائله واصطلاحاته؛ فله حينئذ قراءة ما يستجد له من كتب الفن قراءة سريعة، يلتقط فيها ما يجد لهم من مباحث وفوائد ويقيدها في دفاتره.

▪ قراءة كتب التاريخ والأدب والسير والتراجم والمجاميع العامة …. حيث إن القراءة السريعة فيها تفي بالغرض؛ نظرًا لأن المعاني فيها واضحة لا تحتاج إلى الإبطاء في قراءتها.

▪ قراءة الصحف والمجلات والأوراق الشخصية أو المعاملات والبريد، ومما يجري مجراها قراءة سريعة؛ لأن الحاجة داعية لقراءتها، ولا تحتاج مع ذلك تطويلًا واستفاضة.

القراءة السطحية السريعة:

وعمادها لا تحاول فهم كل كلمة أو صفحة من كتاب صعب تقرأه أول مرة، وإنما اقرأ الكتاب قراءة سطحية سريعة، وعندها سوف تكون مهيئًا لقراءته بصورة أفضل في المرة الثانية.

إن هذا النوع من القراءة يمكن أن يستخدم في الكتب التي يصعب على القارئ قراءتها، لما تتضمنه من أفكار ورؤى تستغلق عليه، فمن أجل فهمها واستنطاق كل كلمة يحتاج إلى وقت كبير، وإعمال للذهن عسير، وآليات خارجية تعينه على ذلك من معاجم وموسوعات ….، مما يفقد الكتاب ترابطه وتسلسله والمحيط العام له، حتى ينسي آخره أوله.

ففي هذه الحال يفضل له القراءة السطحية السريعة، بحيث يقرأه كله بسرعة، ضاربًا صفحًا على النقاط التي يجدها صعبة عليه، حتى يصل سريعًا إلى أشياء يفهمها، وبذلك يكون قد عرف المخطط الرئيس للكتاب، والأفكار المهمة فيه وفي أقل الأحوال يكون قد استفاد خمسين بالمائة من الكتاب ومعلوماته؛ فإذا ما قرأ الكتاب مرة أخرى مستخدمًا آليات تعين على الفهم فقد استكمل باقي المعلومات والأفكار، أما إذا تقاعس عن قراءة الكتاب مرة أخرى؛ فإن من الخير أن يكون قد فهم نصف معلومات الكتاب، بدلاً من أن يكون فارغ الذهن منه بتاتًا في حال لم يقرأه.

طريقة القراءة السريعة:

هناك طرق كثيرة للقراءة السريعة، وعمادها التدرب والتمرين شأن كل المهارات الأخرى، وسوف أكتفي بواحدة منها وهي طريقة (الأصابع)، وتقوم على الأسس التالية:

قبل أن تطبق هذه الطريقة لا بد لك من إجراء اختبار يحدد سرعة قراءتك الحالية، وذلك للتعرف على مستوى قراءتك ومن المعروف أن القارئ العادي يقرأ بمعدل 250 كلمة في الدقيقة الواحدة.

إعداد الكتاب وتهيئته للقراءة من خلال النواحي التالية:

▪ تأكد من أنك تستطيع أن ترى الصفحة بوضوح.

▪ اختر جوًا هادئًا ومريحًا.

▪ انشر كتابك بشكل جيد، وتفقد صفحاته، حتى لا تكون متشابكة فيما بينها.

▪عليك أن تصبح ماهرًا في تقليب الصفحات، فاجعل اليد اليمنى للقراءة واليسرى ممسكة بالجانب العلوي من الصفحة، بحيث تكون مستعدة لقلب الصفحة.

الأسباب التي تؤثر في القراءة وتعمل على بطئها في سبعة أسباب:

▪ التلفظ بصوت عالي.

▪ القراءة بصوت من الداخل؛ وهي الهمهمة التي تكون في النفس.

▪ تكرار السطر.

▪ التركيز على الكلمة وحدها

▪ التراجع المتكرر.

▪ البطء في تقليب الصفحات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى