مثلث التوظيف
طالب المطاوعة
في أي مقابلة تعقد بين طالب الوظيفة ومسؤلي التوظيف، لايمكنهم تجاوز تلك العناصر الثلاثة مهما شرقوا أوغربوا.
ألا وهي المعرفة، المهارة، والخبرة.
فقد يمتلك طالب الوظيفة أعلى الشهادات وبمراتب الشرف، لكنه تنقصه المهارة، وتحويله العلوم والمعارف إلى سلوك عملي وتطبيقي، فيكون بنظر طالب العمل أنه غير جيد، وإن نظر البعض إلى أنه معجون وصلصال جديد، ويمكن صناعته وصياغته كما يحب من خلال التدريب والتطوير، بمعنى وآخر أن صاحب العمل ينظر للمهارات ولأهميتها، لكنه أرتأ أنها مرحلة لاحقة، توفيراً لخفض التكلفة، لكنه في الحقيقة محتاج إليها.
والحال ينطبق على الخبرة والتجربة، يكون صاحب العمل بحاجة ماسة لها، لتحقيق إنجاز وجودة في العمل، لكنه يكيّف حاله بالاستغناء عنها، إمّا لخفض التكاليف أو لعدم حاجته الكبيرة لها في الوقت الراهن، لكنه بالأساس هو محتاج لها.
ولهذا نجد أنّ بعض الأجانب لايملكون شهادات حقيقية، لكنهم يملكون مهارات عالية، من خلال دورات مدتها ثلاثة وستة شهور أو سنة، أو شيئاً من الخبرة، وبكثير من الفهلوة والثقة بالنفس، والبحث الجاد عن مضان العمل، ما يجعل صاحب العمل يرغب فيهم ويتمناهم.
فحضور مجالس وملتقيات الأعمال المتخصصة، والتعرف على شباب وسيدات الأعمال، وخلق الفرص الوظيفية، والعمل عليها، تجعلهم يغتنمون الفرص اغتنموا الفرص فإنّها تمر عليكم كمر السحاب، فمن يجلس في بيته أو يتابع في قروبات ووسائل التوظيف فقط، وينتظر الفرص تمر عليه، فهو واهم واهم، فالاستعطاف والتباكي والتذمّر من عدم وجود فرص وظيفية، كلام لا أساس له، لأنّ من يسعى ويتحرك ويبحث وينطلق يجد ذلك فاسعوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور.
ولهذا يجب على شبابنا وأحبابنا أن يعوا تلك الحقيقة، وتلك المعادلة الواقعية، ويركّزوا عليها، ويبنوا أنفسهم فيها ويطوروها في دواخلهم.
هذه العناصر الثلاثة من متطلبات أي وظيفة، وكلنا يستطيع تحقيقها، ولا يصح أن نقتنع ونكتفي بالشهادات التخصصية مهما كانت وبلغت، ومن أي جامعة كانت.
ومن يجد عند نفسه الشهادة أو الشهادة والمهارة وتنقصه الخبرة والتجربة، لا يمنعه ذلك من الإلتحاق بأي عمل بسيط أو تطوعي يكسبه المهارة والخبرة.
فالجمعيات والأندية والفعاليات والبرامج محتاجة، وتصقل الشخصية وتنمّيها، وتفتح لها آفاق وفرص وعلاقات ومعلومات مهمة وضرورية وأساسية.
فمن تطوّع خيراً فهو خيرٌ له