أقلام

أسباب الإخفاق في الإلتزام بقرارات العام الجديد

المترجم : عدنان أحمد الحاجي

تقول صفية ديبار Safia Deba، الحاصلة على بكالوريوس الطب وجراحة، وممارس طبيب عام وخبير مرونة نفسية في العناية الصحية في مايو كلينك Mayo Clinic Healthcare في لندن، إن هناك سببًا مشتركًا وراء الإخلال وعدم الوفاء بقرارات العام الجديد وغيرها من الأهداف غير المحققة، ويمكن أن يؤثر ذلك في أفكارك وأفعالك وتصرفاتك دون علمك. لو واجهتك صعوبة في تحقيق أهدافك المتمثلة في ممارسة المزيد من التمارين الرياضية واهتماماتك بتناول وجبات صحية مغذية واتخاذ خطوات أخرى نحو أسلوب حياة صحية أفضل، فقد يكون من المصلحة التفكير فيما إذا كان اعتقادك السلبي عن قدراتك الذاتية هو السبب، كما تقول ديبار.

وفي هذا التنبيه الذي أطلقته ديبار يوفر لنا استراتيجيات للتعرف على العائق أمام النجاح وتحييده او التغلب عليه.

وتوضح أن الاعتقاد السلبي عن الذات هو فكرة أو اقتناع يعتقده الشخص خطأً عن محدودية إمكانيته الذاتية، وهذا من شأنه أن يحد من إمكانياته الكامنة.

تقول الدكتور: “هذا الاعتقاد هو في الأساس حقيقة يحملها الشخص عن نفسه لا تخدمه”. كما تقول ديبار. “قد تكون بعض قناعات أو اعتقادات الشخص المقيدة لإمكانياته الذاتية الكامنة هي أنه لا يستطيع إنقاص وزنه، ولا يزال ومولعَا بأكل الحلويات. حسنًا، في الحقيقة لا أحد يحب الحلويات. ويمكن أن تكون القناعات والمعتقدات المقيدة للأمكانيات الذاتية الأخرى هي أن تعتقد أن الشخص كسول، ولا يستطيع ممارسة التمارين الرياضية، ويكره الذهاب إلى الصالة الرياضية وممارسة التمارين الرياضية، حسنًا، بإمكانه ترك الصالة الرياضية لكن بإمكانه ممارسة التمارين الرياضية خارجها.”

تقول الدكتور ديبار إن الخطوة الأولى نحو التخلص من المعتقدات المقيِّدة للإمكانيات الذاتية هي الوعي بها. وقد تتطلب تلك الخطوة التأمل، لأن هذا النوع من المعتقدات قد يكون موجودًا في اللاوعي، والعقل بارع بشكل ملحوظ في البحث، بل وفي بعض الأحيان حتى في اختلاق ذرائع او ما يثبت ويؤكد هذه المعتقدات.

“على سبيل المثال، لو شعر شخص أنه يرغب في تناول طعام صحي أو زيادة وتيرة نشاطه الحركي اليومي، ولكنه يشعر في الباطن عكس ذلك، أو أنه لا يشعر أنه يستحق رعاية نفسه أو أنه لا يعطي الأولوية لصحته، وأن احتياجات الآخرين أكثر أهمية وأولى من احتياجاته، فسوف يعمد إلى إفساد تغييرات نمط الحياة الإيجابية هذه والتي من شأنها أن تخدمه”، كما تقول الدكتور ديبار. “فسوف يفسد هذه السلوكيات لأن من شأن ما يعتقد بقوله: لماذا أتناول طعامًا صحيًا إذا لم يكن من شأني أن أستحق ذلك؟ لماذا أضع حدودًا بيني وبين الآخرين أو أعطي الأولية انفسي في مقابل الآخرين إذا لم أكن أستحق ذلك؟”

المعتقدات الأساسية قد تؤثر بشكل كبير في التغييرات السلوكية التي ترغب في إحداثها، كما تقول الدكتور ديبار، لذا فإن معرفة الشخص ماهية هذه المعتقدات والتساؤل عما إذا كانت تخدمه أم لا تخدمه، يعتبر أمرًا مثاليًا. وتقترح أن كتابة الأفكار في مذكرة يوميات أو مناقشتها بالتفصيل مع شخص موثوق به عنده قد يساعد هذا التصرف في هذا المضمار.

وتقول: “كلما حدث أي شيء، سواء أكان ديناميكيًا (دائم التغيير) أو أي شيء يحمل حملًا انفعالياً (ادارة الانفعالات والعلاقة الاجتماعية والعملية مع الآخرين (1)، فهذ يعتبر دائمًا فرصة جيدة جدًا للتساؤل وتدوين اليوميات: ما هي السردية التي تحب ان ترويها لنفسك؟ ماذا تعتقد أنت عن نفسك؟”. “أنا أسميه تفريغ الأفكار، أو تيار الوعي. عندما يحدث شيء، فقط اكتب ما يدور في خاطرك. ثم عندما تعيد قراءة ما كتبته، إذا كانت هناك إشياء معروفة تحرف الأفكار عن حقيقتها، فإن من شأن ما كتبته أن يخبرك بما إذا كان هذا يعتبر اعتقادًا مقيدًا لإمكانيات الذات. ومنها التعرف على ما يدور في خاطرك (حديث النفس (2))”.

على سبيل المثال، قد ينطوي تشكيك في اعتقادك بأنك لا تستطيع إنقاص وزنك على أخذ ما يلي في الاعتبار:

من أين عرفت أني لا أستطيع إنقاص وزني؟

أين قرأت ذلك

هل أنا مطلع بشكل كامل على العملية الفعلية لفقدان الوزن؟

ما هي الانفعالات التي أحاول أن أشعر بها، أو ما هي الانفعالات التي أحاول تجنبها؟

تقول الدكتور ديبار إن الناس غالبًا ما يجدون أن معتقداتهم المقيدة لإمكانياتهم الذاتية لم تنبثق أو تنشأ من ذواتهم على الإطلاق، بل جاءت من معلميهم أو من مقدمي الرعاية لهم أو من أفراد أسرهم أو من مجتمعهم أو من ثقافتهم المجتمعية أو من مصادر أخرى غيرها.

ثم حدد الخطوات البسيطة التي يمكنك اتخاذها لتحقيق هدفك، كما توصي الدكتورة ديبار، وتقول “الدماغ كسول يكره التغيير. لذا فإن الإنجاز يتعلق باتخاذ خطوات بسيطة ومنتظمة ومتسقة والتعرف على ما يدور في خاطرك من حديث النفس حتى يمكنك التعرف على ما يجعلك تقاوم التغيير وتتذكر سبب رغبتك في احداث هذا التغيير المطلوب، وعن تلك المعتقدات التي تقف في طريقك وتمنعك من تحقيق تلك الرغبة في التغيير.

“دائمًا ما نعد أنفسنا بالقول بأننا سنمارس التمارين الرياضية يوميًا، ونقلع عن التدخين، ونستيقظ مبكرًا في الصباح، ونمارس الرياضة لمدة 45 دقيقة، وأكون لطفاء في معاملتنا مع الناس، ثم بعد أسبوعين، ندرك أن كل هذه الانفعالات ومقاومة تلك الرغبات تبدأ في البروز.

المقاربة الأفضل هو أن نسأل ما هو الهدف الأكثر أهمية، ثم نتعامل معه بخطوات بسيطة في البداية. لو لديك رغبة في ممارسة تمارين رياضية، على سبيل المثال، فابدأ ببضع دقائق يوميًا، حيث من شأن هذا الوقت القصير لا يجعلك تعتقد أنه يمثل تغييرًا أو عبئّا كبيرًا عما كنت تمارسه من قبل. خمس دقائق يوميًا تعني أنك قد بدأت في تكوين عادة صحية، وبالتالي سيعزز هذا الاعتقاد بأنك ستلتزم بها وثابت ومتسق في قرارك وتشعر بأن بإمكانك الوفاء بما قطعته علي نفسك،”

وتقول إن من الأمور الجيدة في العام الجديد أنها تمنح الناس الزخم وقوة الإرادة.

وتضيف الدكتور ديبار: “لكننا لا نستطيع الاعتماد على قوة الإرادة لتغيير السلوك. بل يتعين علينا أن نبدأ بتغيير تدريجي بسيط لكنه متسق وثابت”.

مصادر من خارج النص

1- https://www.betterup.com/blog/mental-load

2- https://www.alkhaleej.ae/2013-10-02/حديث-النفس-يثير-حيرة-العلماء/علوم-و-بيئة

المصدر الرئيس

https://newsnetwork.mayoclinic.org/discussion/the-culprit-behind-many-broken-new-years-resolutions/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى