ذكريات حول العمرة وشهر رجب الأصب
عبد الله حسين اليوسف
الحلقة رقم 2
في أحد الأيام خرجتُ من المسجد، وإذا بمجموعة من كبار السن يدور الحوار بينهم:
“هل ذهبتم إلى العمرة الرجبية؟”
وهنا بدأ الحديث، وذرف بعضهم الدموع، وكل فرد يحكي قصته. فقال أحدهم:
“إنني لا أستطيع الذهاب لأنني لا أجد من يساعدني من الأبناء أو الإخوان أو الأصدقاء، فأنا بحاجة إلى من يشد ساعدي في ذلك.”
وقال الآخر: “بسبب مواعيد المستشفيات وحالتي الصحية، لا أستطيع الذهاب للعمرة.”
وقال أحدهم: “إنني أتمتع بالصحة والمال، لكنني لا أملك الذاكرة والقدرة على أداء النسك.”
وهنا تدخلتُ وقلت لهم: “لو كان هناك فريق تطوعي مثل الفرق المنتشرة بشكل رسمي، يساعدكم في أداء النسك، فأنا مستعد أن أكون معكم في محاولة تذليل العقبات وتسهيل الوصول إلى الأماكن المقدسة والعودة منها سالمين آمنين، على أن يكون العمل قُربة إلى الله تعالى ومحبة لكم.”
وإذا بشخص يأتي إلينا ويقول:
“لم جعلتم الأحكام الشرعية كأنها طوق يقودكم إلى ما يريد من وضعها؟! لم ينزل الله بها من سلطان.”
وهنا قلت له: “تمهّل يا صاحبي، فليس هكذا تُورد الإبل. والذي لا يعرف الصقر يشويه.”
فقلت له: “هناك آيات تقول: تقبل الله من قابيل ولم يقبل من هابيل لأنه قدم العمل الصالح، ولهذا طلب منا أن نؤدي الأعمال كما وردت في القرآن الكريم والروايات عن النبي وأهل بيته عليهم السلام.”
وهنا ابتسم ابتسامة ساخرة وقال: “الدين يسر وليس عسرًا، ودعوا الخلق للخالق.”
وإذا بعدد كبير من كبار السن يقولون لي: “يا حبذا لو تذهب معنا لأداء العمرة وننسق لذلك.”
فقلت: “أنا في خدمتكم دائمًا ولا أرد من يطلبني.”
لكن دعونا نتدبر الأمر فيما بعد، ونرى الوقت المناسب لأداء النسك، لأن الازدحام شديد، وعلينا تحديد طرق السفر وأداء النسك كما وردت شرعًا وقانونًا. وبلادنا الحبيبة وفرت كل الإمكانات للزائر والمعتمر لاستقبالهم بيسر وسهولة.
واخيرًا حفظك الله.
حب الخير للغير جهاد لا تقدر عليه كل النفوس
همسة:
لن يعرف الكثير من الناس قيمة ما تفعله لأجلهم، حتى تتوقف عن فعله!!