بشائر المجتمع

الدكتور علي المؤمن: العديد من الحالات الطبية يمكن أن تؤدي إلى ضعف وقصور في وظائف القلب

زينب المطاوعة : الدمام

نظّم مجلس الزهراء الثقافي المحاضرة المجتمعية الثامنة عشرة ضمن سلسلة محاضراته، تحت عنوان “قصور عضلة القلب”، التي قدّمها الدكتور علي محمد المؤمن يوم الأثنين الماضي.

تناولت المحاضرة عدة محاور رئيسة، شملت مقدمة عن قصور عضلة القلب، أسباب المرض وعوامل الخطر المرتبطة به، الأعراض الشائعة، طرق التعايش مع الحالة، الخيارات العلاجية المتاحة، وكيفية الوقاية من الإصابة بقصور عضلة القلب. واختتمت الفعالية بفقرة خاصة للإجابة على أسئلة الحضور وحوار مفتوح.

وأوضح أن اختياره لموضوع المحاضرة جاء بسبب كونه واحدًا من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا، حيث يكاد لا يخلو أحد من معرفة شخص يعاني من أمراض القلب، سواء كان قريبًا أو صديقًا، مما يجعل هذا الموضوع قريبًا من حياة الجميع. كما سلط الضوء على أهمية التوعية بموضوع قصور عضلة القلب، الذي شهد تزايدًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، وأصبح أحد الأسباب الرئيسية للوفيات على مستوى العالم.

بدأ الدكتور المؤمن حديثه بتعريف القلب في اللغة على أنه عضو عضلي أجوف وظيفته استقبال الدم من الأوردة وضخه عبر الشرايين، ويقع في الجهة اليسرى من التجويف الصدري. وأشار إلى أن كلمة “القلب” ومشتقاتها ذُكرت في القرآن الكريم أكثر من 130 مرة بمعانٍ متعددة.

وفي الطب، يُعرَّف القلب على أنه عضلة تعمل كمضخة تضخ الدم عبر شبكة من الشرايين والأوردة في الجسم. كما تناول بعض الحقائق التشريحية المتعلقة بالقلب، موضحًا أنه يقع خلف عظمة القص في منتصف الصدر، مع ميل قليل إلى الجهة اليسرى. وأشار إلى أن حجم القلب يختلف بين الأشخاص، حيث يتراوح حجمه تقريبًا بحجم قبضة اليد، ويبلغ وزنه حوالي 280-340 غرامًا لدى الرجال، و230-280 غرامًا لدى النساء. كما

استعرض آلية عمل القلب لدى الإنسان الطبيعي.

وقد تم توضيح مفهوم الناتج القلبي وكيفية حسابه، مع الإشارة إلى أن الرياضيين يتمتعون بدورة دموية أكثر كفاءة تمكنهم من تلبية احتياجات الجسم المختلفة سواء أثناء الراحة أو أثناء النشاط البدني.

كما تم تسليط الضوء على معنى قصور عضلة القلب، وهو مرض مزمن يتمثل في عدم قدرة القلب على ضخ الدم بكفاءة كافية لتلبية احتياجات الجسم من الأكسجين والمواد الغذائية. وليس المقصود به أن يتوقف القلب فجأة عن العمل، وإنما يعني أن أداؤه أقل من المستوى المطلوب.

وفي السابق، كان يُطلق عليه “فشل عضلة القلب”، وهو مصطلح ذو دلالة سلبية، لذلك تم تغييره إلى “قصور عضلة القلب” ليعكس التقدم الحاصل في العلاجات وإمكانية التعايش مع المرض بصورة أفضل.

وتحدث الدكتور علي عن أهمية الموضوع مشيرًا إلى بعض الإحصائيات المتعلقة بالإصابة به بين البالغين وكبار السن، موضحًا أنه يعد السبب الأول لدخول المستشفيات لمن هم فوق عمر 65 عامًا في أمريكا الشمالية وأوروبا. كما قدم نبذة تاريخية عن المرض.

وأوضح أن العديد من الحالات الطبية يمكن أن تؤدي إلى ضعف وقصور في وظائف القلب وزيادة صلابته، مما يؤثر على كفاءة امتلائه وضخه للدم. ومن بين هذه الأسباب: مشاكل صمامات القلب، تصلب الشرايين التاجية، العيوب الخلقية في القلب، تعاطي الكحول والمنشطات، السمنة، وارتفاع ضغط الدم.

كما تناول أعراض قصور عضلة القلب والعلامات التي تدل على الإصابة به، متحدثًا عن مراحل تشخيص المرض. ونوّه إلى أن قصور عضلة القلب هو مرض مزمن، وأن رحلة المرض والعلاج هي تجربة يمر بها المريض وعائلته. وبيّن أن أهداف العلاج تتمثل في إطالة العمر، الوقاية من فشل التعويض الحاد، تخفيف الأعراض، وزيادة النشاط وجودة الحياة. وأكد أن الزيارات المنزلية والمراقبة المنتظمة في عيادات قصور القلب تسهم في تقليل الحاجة إلى دخول المستشفى وتحسين العمر المتوقع للمرضى.

وتناول الحديث مفهوم المعاوضة الحادة، والذي يتمثل في تدهور حالة المريض، سواء كان يعاني من قصور عضلة القلب المزمن أو كانت هذه الأعراض تظهر لأول مرة. وأكد على أن العلاج يتركز على استعادة التروية الدموية الكافية وضمان وصول الأكسجين إلى الأعضاء الحيوية.

كما استعرض استراتيجيات هامة تهدف إلى تخفيف الأعراض، وزيادة قدرة المريض على تحمل المجهود، وتقليل احتمالية الحاجة للتنويم أو التعرض للوفاة، لا قدر الله. وتم تسليط الضوء على أهمية التوعية والتشخيص المبكر، مع توضيح خطوات التشخيص التي تبدأ من أخذ التاريخ المرضي وإجراء الفحص السريري، وصولاً إلى الفحوصات المخبرية والتصويرية.

وتمت الإشارة إلى مجموعة من الأدوية المتاحة لعلاج المرض، وبيان طرق العلاج التي تهدف إلى إطالة عمر المريض، وتحسين جودة حياته، وتقليل الأعراض، والوقاية من تدهور حالته الصحية.

وفي ختام المحاضرة، وجه الدكتور علي المؤمن رسالة للحضور أكد فيها أن قصور عضلة القلب يُعد مرضاً مزمناً يتطلب إدارة شاملة ومستدامة تشمل المريض وأسرته والفريق الطبي، لتحقيق أفضل النتائج الممكنة وتحسين جودة الحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى