الشيخ الصفار يدعو لاستنهاض كوامن الخير وتحصين المجتمع من الشر
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار المؤمنين الواعين إلى العمل على تعزيز الأجواء التي تحفّز للخير والصلاح في المجتمع، مشددًا على أهمية استنهاض كوامن الخير في النفوس لتحصينها من الوقوع في غواية الشر.
وأشار إلى أن التشكيك في جدوى الموعظة أو التكاسل عن تقديمها يحرم الإنسان من ثواب عظيم، ويقلل من فرص الهداية والإصلاح.
جاء ذلك ضمن خطبة الجمعة في مسجد الرسالة بالقطيف شرقي السعودية بعنوان: استنهاض كوامن الخير في الإنسان
وأوضح سماحته أن النصوص الدينية تحثّ على الاستمرار في تقديم الموعظة والدعوة إلى الخير بأفضل الطرق الممكنة.
وتابع: لقد شهدنا في حياتنا قصصًا مؤثرة، تحول فيها أشخاص من طريق الشر إلى مسار الخير بسبب كلمة مخلصة أو نصيحة صادقة، حتى وإن لم يعلم قائلها أثرها العميق في النفوس.
وأبان أن تعاليم الدين الإسلامي تدعو إلى حسن الظن بالآخرين، وتفتح أبواب التوبة لكل عاصٍ، معتبرًا أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
وأشار إلى أن الطبيعة الإنسانية تحمل في أعماقها استعدادًا فطريًا للخير، لكنها بحاجة إلى من يكتشفها وينميها.
ولفت إلى أهمية دور المؤمنين في مساعدة أنفسهم والآخرين على سلوك طريق الخير من خلال الحكمة والموعظة الحسنة.
وتابع: علينا أن نكون دعاة للخير والتفاؤل، وأن نستثمر في تنمية نزعات الخير في النفوس لإحداث أثر إيجابي ومستدام في المجتمع.
وفي موضوع متصل ذكر أن الفلاسفة والدّارسين للشخصية الإنسانية، من دينين وغيرهم، يتفقون على وجود نزعات في نفس الإنسان، تدفعه نحو الخير والشّر.
وكشف عن جدل قديم متجدد حول الأصل في طبيعة الإنسان، هل هو الخير أو الشّر أو الحياد بينهما؟
وقال: يرى بعض الفلاسفة أن الناس كلهم يخلقون أخيارًا بالطبع، ثم بعد ذلك، يصيرون أشرارًا بمجالسة أهل الشّر، والميل إلى الشهوات الرديئة.
وتابع: وفي مقابل القائلين بخيرية الطبيعة الإنسانية، نجد من ينحو تجاه التشاؤمية، فيرى أنّ الإنسان شرّير بطبعه، والخير طارئ عليه.
وأضاف: وهناك فريق ثالث وسط، يرى أنّ الإنسان في طبيعته محايد بين الخير والشّر.
ومضى يقول: يميل أكثر علماء المسلمين وفلاسفتهم إلى هذا الموقف الثالث، وهو الحياد في الطبيعة البشرية بين الخير والشّر، باعتبار الفرد، فكل فرد ينطوي على الاستعداد للخير، من خلال فطرته وضميره وإدراكه العقلي، وفي ذات الوقت له قابلية الانزلاق نحو الشّر، بسبب أنانيته وأهوائه وشهواته.
وتابع: للتربية والظروف الاجتماعية دور بالغ في اندفاعه لأحد الطريقين، ولإرادته الدور الحاسم في الاختيار.
وأضاف: وقد شاءت حكمة الله تعالى أن يتحمّل الإنسان مسؤولية اختياره، ليكون جديرًا بالثواب، أو مستحقًا للعقاب، فهو يأتي للدنيا ليواجه هذا الامتحان.
وبيّن أن الإنسان لو كان يولد مجبورًا على الخير أو الشّر، يكون مسلوب الإرادة، فلا فضل له ولا جرم عليه.