أقلام

قراءة انطباعية لصلاح بن هندي في (ثمالة الغوص) (٢)

رباب حسين النمر

نظرة الغواص للبحر : رصد ابن هندي نظرة إنسان ذلك الزمان للبحر ورؤيته له إن كانت سلبًا أو إيجابًا، ومنها:

١-إسباغ المشاعر والأحاسيس الإنسانية المختلفة على البحر، يقول ابن هندي في نص سبع البحر: “البحر يشبه الإنسان. أو العكس هو الصحيح؛ لأن البحر يحب ويكره، ويسخط ويرضى، البحر يا ولدي عاشق كبير وقديم. عاشق لليابسة ومن عليها. فالمد الذي نسميه (السجي) هو لهفة البحر لمعشوقته لما يغمر الشاطئ بمياهه. والجزر الذي نسميه (الكراح) هو هجر البحر وابتعاده عن معشوقته ” ويضيف: “البحر يتألم ويكتئب لساعات. البحر مثلنا يا ولدي. أحيانًا يغضب من البحارة فيكون مثل الوحش الكاسر، وأحيانًا يحن ويعطف عليهم فيهدهد مركبهم بهدوء وكأنه أم تهز (منز) رضيعها لينام ويرتاح”. ويقول:”البحر كائن حي مثل الحصان يحس بصاحبه وصاحبه يحس به “. وقد زاد توظيف التشبيهات هذه الصور جمالًا، فترة يشبهه بالعاشق، وتارة بالوحش الكاسر، وتارة بالحصان، وتارة بالأم الحنون لإبراز تلك الصفات.

٢- البحر غدار يغدر بأصحابه وتفتك بهم أمواجه وتبتلعهم، ويقول في نص ذات ليلة: “كل دشة ندشها كانت صعبة علينا. البحر يا ولدي هاللي تشوفه قدامك راكد وهادي تراه غدار.”.

٣- البحر صاحب وصديق وكذلك أمواجه وأصدافه وحيواناته، يقول ابن هندي في نص حياة تحت الأمواج: “عالمي الفسيح هذا البحر المتلاطم الأمواج. أصدقائي هم هؤلاء البحارة العراة الحفاة، الذين لا هم لهم سوى العمل والغناء.. .. ألفت العيش تحت الأعماق مع الأسماك بأنواعها وعرفت طبائعها وسلوكها… لم أشعر في يوم من الأيام أنها تتربص بي مثلما يحدث مع أغلب الغاصة، بل أشعر أنها تشتاق لرؤيتي ووجودي”. ويقول :”الحياة في قاع البحر تشبه حياة الجنين في بطن أمه لا يشعر بالألم إلا حين يخرج إلى الوجود، هكذا أنا.. جنين يسكن قاع البحر وحبله السري هذا الجدا المربوط في الديين. الغيص له حبلان سرييان هما الزيبل والجدا يتخلص من الأول حين يصل إلى قاع الهير، ويظل ممسكًا بالآخر لأنه طوق النجاة الذي يجره السيب بسرعة كي لا ينقطع نفس الغيص، فالسيب الذي يشبه الداية أو القابلة التي تساعد المرأة على ولادة جنينها” وهنا توظيف التشبيه بطريقة رائعة لشرح بعض تفاصيل الغوص.

مصطلحات الغوص: يتعامل صلاح بن هندي في لغته بكلمات قاموس الخليج العربي ومصطلحاته في زمن الغوص، وقد لا يفهم المتلقي العربي خارج الخليج هذه الكلمات والمصطلحات، وقد لا يفهمها إنسان المنطقة الذي يعيش في بيئة زراعية أو صحراوية، حتى أبناء السواحل ممن لم يعاصروا زمن الغوص ولم يمارسوه، ما لم تُشرح معانيها في سياق المتن، أو في الحاشية، لأن عدم فهم المتلقي لها هو بمثابة المطبات التي تستدعي التوقف، وعبورها هو فهمها، وكثيرة هي المفردات التي تمر ربما دون أن يفهمها المتلقي من السياق، وتحتاج إلى شرح في الحاشية، مثل: مثل: الدقل، مطنزة، نبر الحبل، صمخ النواخذة، كاتلي السفينة، خواهر. السحتيت. التركيت. بندول السفينة. دبوسة. الطبعة. سكان. الدول. الكتويل، بارج، القفال. ميل التفر. صندوق البشتختة. يتحلطمون. الزيبل، الديين، القماش، روبية، النقعة. البروة. القدو. الجزوة. يريور. يقطم. القفال. الخالوف. الصديفي. العيسري. الفطام. الهير. اللخمة. البوم. البغلة. الخن. الجمة. فنة السدر. الليحان. الشلامين. ميل السدر. البيص. خشب الجنكري. يشونون. مجادح. مناقر. شوعي. الخطفة. الجحال. الطويسات. لفجري. المويلي. قسوة بلد. الفنطاس. نضل. الحساوي والعدساني والمخولفي. السنبوك. عوار. الجيوان. اليكة. الحصباة. الهير. البانيان. زل الشاي، المراويس. ولو أردنا بعض شرح هذه المفردات، فهي كالتالي:

الهير : الأماكن التي يتواجد فيها اللؤلؤ والمحار. القفال : يوم عودة الغواصين من رحلة الغوص إلى الساحل.

القماش : جمع ومفرده قماشة وهي اللؤلؤة الصغيرة.

الزيبل : حبل طويل يمتد من السيب وهو رجل يقف فوق السفينة، إلى الغيص وهو الغواص الذي يستقر في قاع البحر، وفي آخر هذا الحبل حجر لتثبيته.

الحصباة : اللؤلؤة وجمعها حصابي.

جرجور أو يريور: أحد أنواع سمك القرش الذي يخاف على البحار منه.

التسقام : ما يدفعه التاجر إلى الغواصين قبل رحلة الغوص (العربون).

حجاري : نمط من الغوص لا يستخدم فيه الغواص الحبل أثناء الصعود.

فجري :لعبة شعبية يلعبها الغاصة ليلًا على ظهر السفينة.

الدقل: الصارية.

النيم :سطح إضافي يكون في الثلث الأخير من البوم وفيه يجلس النوخذة والسكوني.

الدبوسة : غرفة صغيرة تحت النيم تستخدم للتخزين.

المَطْنَزَةُ : موضعُ الطَّنْز. ويقال: قوم مَطْنَزَة: هانت عليهم أنفسُهم، لا خير فيهم. والجمع : مَطانِزُ.

الطَّنَّازُ: الكثيرُ الطَّنْز، أي السُّخْرية والاستهزاء.

نبر الحبل : الغواص نبر الحبل للسيب) أي سحبه، وهي إشارة للسيب أن يرفعه. ويقال أيضا: (نبر الغواص) إذا ظهر على سطح الماء، والمادة فصيحة.

” صمخ النواخذة ” :وهي تعني بأنه يسمع كل شيء ولكن لا يهتم لكل الأمور.

الخواهر : الضعيف الذي لا بقاء له على الشدة. جاءت التسمية: لان البحر في حالة ‘الخواهر’ تكون أمواجه هادئة ساكنة منبسطة، كأنها في حالة ضعف.

البشتختة : صندوق صغير يجمع فيه النوخذة اللؤلؤ، وعادة ما يكون ذا شكل جميل ويحتفظ النوخذة بمفتاحه.

الديسين : الكيس الذي يجمع فيه الغواص المحار. السحتيت : صغار اللؤلؤ الصغيرة جدًا، هذه الحبات يطلقون عليها سحتيت الواحدة منها تسمى سحتيتة. هذه الحبات لا ثمن لها؛ لأنها رخيصة الثمن.

التركيت : شراع صغير مرادف لأشرعة السفينة يستعمل للهواء الشديد والكلمة أخذها الخليجيون من لفظ السواحل أثناء رحلاتهم، وهي من أصل برتغالي. (TRINQUETE).

بندول السفينة : يطلق على سطح سفن الغوص، حيث يوجد بندول( واحد في يمين مقدمة السفينة وآخر في يسارها ويسميان بندولي العالية. وهناك بندول الوسط من ناحية مؤخرة السفينة. وجميع هذه البناديل تقع في الثلث األوسط من سطح السفينة.

الطبع :في لغة أهل الخليج الدارجة يعني «الغرق» فيقال إن المركب «طُبع» أي غرق.سنة الطبعة حدثت عام 1343هـ الموافق 1923م على الساحل الشرقي للجزيرة العربية إبان موسم الغوص، حدثت بينما كانت سفن الغوص متواجدة على المغاصات للشروع في عملية الغوص صباحًا، وكانت أكثر السفن على مغاص يقال له «الديبل» بينما بقية السفن الغوص متفرقة على المغاصات الأخرى كمغاص داس – حاولول – أبا الحنين – جنة – حولي – اشتيه.. وغيرهن.

سكان السفينة: مفرد وجمعه سُكّانات: وهو الدفَّة؛ ما تسكّن به السفينة وتمنع من الحركة والاضطراب وتعدّل به في سيرها. (المقود)

كتويل السفينة : جهاز في السفينة لمعرفة اتجاه الريح.

البارج : عبارة عن سفينة بحرية تستخدم في لنقل البضائع . لا تحتوي على محرك أو محرك كهربائي ولا تتحرك بشكل مستقل. وبدلاً من ذلك، تتحرك بمساعدة زورق سحب.

يتحلطمون : يتذمرون.

اليكة : اللؤلؤ الذي تكون حباته صغيرة جدًا. الخرجية: التي كان يقترضها البحارة كمصروف جيب عند رسو السفينة عند (البنادر) أي المراسي وكانت تحسب أيضًا على البحارة ويجب عليهم إعادتها للنوخذة.

التسقام : كان الغواصون قبل أن يدخلوا الرحلة البحرية يأخذون سلفة من النوخذة وتسمى تسقام، ويعطوها لأهلهم للصرف على أبنائهم طيلة مدة غيابهم ومقدارها 10 روبيات.

السلف : هو مبلغ يدفع للغواصين في بداية موسم الغوص لتوفير امكانات المعاش لعائلة الغواص خلال موسم الغوص .

النقعة : حوض على ساحل البحر محاط بسور من صخور البحر يستخدم لرسو السفن الشراعية لحمايتها من الرياح والأمواج كذلك لصيانتها مما قد يصيبها من تلف أثناء فترة العمل.

القدو : عبارة عن جرّة من الفخار تملأ بالمياه وفيها أنبوب يكون عادة من عيدان القصب ويوضع عليها رأس فخاري مخروطي الشكل يوضع فيه التتن (التبغ). والقدو أداة محلية خليجية وقد انتشرت في تلك المنطقة بسبب توفر المواد المستخدمة بينما ظهرت أشكال أخرى منها مثل “النارجيلة” في مناطق خارج الخليج .

روبية : الروبية الخليجية المعروفة أيضًا باسم روبية الخليج العربي كانت العملة المستخدمة في دول الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية بين عامي 1959 و1966. صدرت من قبل حكومة الهند والبنك الاحتياطي الهندي وكانت تعادل الروبية الهندية.

الخالوف : من أنواع الأصداف البحرية التي ارتبطت بقصص الألم وقصص الخيال التي نشأت من طبيعة الحياة القديمة بالقرب من ساحل البحر . زل الشاي: “يزلّ” بمعنى يصبّ أو يسكب.

الفنطاس : والفنيطيس كلمة عربية معناها خزان ماء كبير،

أو حَوْض لادّخار الماء العَذْب، ويُسْتَعْمل للتَّمْوين في السَّفينة.

يتبع…….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى