قراءة في كتاب تحليل رسوم الأطفال
عبد الله حسين اليوسف
قراءة في كتاب نحو تحليل رسوم الأطفال، تأليف / . أمل عصام، الطبعة الأولى:1433هــ /2012م
الطفل وعائلته:
الأم السيئة:
نلاحظ أن الطفل المنفتح يشعر بأنه محبوب من والديه وأنه يعيش بين عائلة تحيطه بكل عناية واهتمام.
الرسوب المدرسي هو مسؤولية يتحملها الأهل، لكنهم يرفضون هذه الفكرة.
يرسب الطفل في المدرسة عندما تخلق علاقات معقدة بينه وبين والديه من جهة، وبينه وبين والديه وإخوته من جهة أخرى.
يكون الأهل صادقين عندما يقولون إنهم لا يفرقون بين ولد وآخر، ولكن الطفل الحساس يشعر بتمييز عاطفي ناتج عن تصرف الأهل تجاهه.
يجب أن لا نخلط بين العاطفة والتعويض العاطفي.
أحيانًا لا تحب الأم طفلها كما يجب. تشعر بهذا الذنب عندها يدفعها ضميرها للتعويض له، فتزيد من اهتمامها به، فلا ترفض له طلبًا، فتغدق عليه الألعاب على حساب العاطفة، وبدل أن يكون طفلًا مدللًا يصبح طفلًا منزوعًا.
عندما يرسم الطفل عائلته:
يقسم هذا الاختبار إلى قسمين:
في المرة الأولى يطلب إلى الطفل أن يرسم عائلة. فتكون العائلة المثالية كما يتخيلها الطفل. فيعكس تمنياته في رسمها. في المرة الثانية يطلب منه أن يرسم عائلته، فيرسم عندها عائلته الحقيقية فنرى العلاقات والارتباطات بين أفراد هذه العائلة. فيعكس الطفل في هذه المرة عواطفه وشعوره.
عندما ينتهي من رسمته لعائلته نطرح عليه بعض الأسئلة: من هو ألطف شخص في هذه العائلة، ومن هو أقسى شخص فيها؟ لماذا؟
غالبًا يطلب الطفل أن يرسم حيوانات خيالية تكون نسخة عن العائلة الحقيقية.
عائلة الحيوانات:
تمثل عائلة من الحيوانات غرائز الطفل السيئة. فإذا رسم الطفل حيوانات مفترسة، فيدل على العنف في العواطف. أما إذا رسم حيوانات داجنة، فيمكن أن ترمز إلى الجو العاطفي الذي يخيم على العائلة.
أحيانًا يعبر الطفل بصورة أفضل حينما يعكس ذاته في صورة حيوان.
يجلس الأب والأم أمام شاشة التلفزيون وإلى جانبهما كلب أو هر صغير، يمكننا أن نتعرف في هذا الحيوان الأليف والعطوف إلى الطفل نفسه.
تقييم وعدم تقييم أفراد هذه العائلة:
إن رسم الإنسان عار من الثياب يدل على مستوى متدن من الذكاء عند الطفل كذلك يمكن أن يدل على صراع داخل العائلة.
إن طريقة ارتداء الثياب لها مدلولاتها:
ترتبط بنوعية القماش، وأسلوب الشخص في ارتدائه اللباس مباشرة بعاطفة الطفل. إن الطفل المحيط والذي يشعر بأنه غير محبوب من عائلته، يرتدي الثياب الصوفية التي توحي بالدفء. إن الطفل الذي يعطي قيمة وأهمية لوالده، يزيد بعض الأزرار إلى قميصه.
أما العكس، إذا تعدى عدد الأزرار المعقول، فيدل هذا على عقدة خضوع الطفل لوالده.
الأب:
يكون للأب عادة قيمة في مرحلة أوديب الطبيعي. فيتماهى الصبي مع والده ويرسمه في وسط الورقة مع إعطائه مكانة وأهمية.
أما البنت التي تنجذب بوالدها وتغرم به، فتعظم صورته الأبوية وتعطيه صفات الرجولة، فترسم له لحية، وشوارب …. من صبي بمرحلة صراع أوديبي مع والده، فرسمه وهو يرتدي سروالًا ممزقًا ومرقعًا، مما يدل على عنف الصبي وغيرته من والده.
يمكن أن يترجم هذا العنف أيضًا بتشويه للوالد أو برسمه في مؤخرة الرسمة. كل ذلك مرتبط بميول الطفل العاطفية الواعية وغير الواعية تجاه والده عندما يخفف الصبي من قيمة والده، يقلص رسمه.
الأم :
كذلك يمكن أن يقلل أو يعطي أهمية لصورة الأم. من المهم أن نلاحظ المكان الذي تحتله بالنسبة للولد، فيرسمها في وسط الورقة وتكون عادة تحت حماية الأب، يفصل بينهما طفل تكون في هذه الحال الصراعات الزوجية الشاغل الوحيد للولد. كما يمكن أن يرسمها وهي في العمل.
في حال كان الولد يعاني صراعًا أوديبيًا، يرسم عندها أمه خارج محيط العائلة. قليلًا ما تغيب صورة الأهل عن رسم الطفل إلا في بعض الحالات حيث يخجل الولد من أهله أو أن يكون في صراع مرير معهم عندها لا يرسمهم.
الإخوة والأخوات:
حتى الأطفال الذين يتمتعون باتزان نفسي يشعرون بحاجة لرسم ذاتهم مع والديهم دون بقية الإخوة، ويجدون دائمًا الأعذار لعدم رسم الآخرين معهم: لا مكان على الورقة لرسم أخي أو أختي، أو لم أرسمهم لضيق الوقت…غالبًا ما يشعر الولد بغيرة من أخته أو أخيه فيجد الوسيلة لإبعاده عن الرسمة أو لعدم إكمال الرسمة، أو رسمة دون حاسة البصر، كفيف أعرج ….
رسم مكان السكن:
إنه يشبه رسم العائلة. وقد استعمل علماء النفس هذا الاختبار ليكشفوا منطق الطفل وحسه للفراغ وتوازنه العاطفي حوالي الخامسة أو السابعة من العمر أي عند بدء مرحلة الواقع الذكائي يصبح الطفل قادرًا على رسم مسطح. يعي الطفل أن هذا المسطح لا يمكن أن يكون له ثلاثة أبعاد، كما يراه في الواقع، بل له بعدان.
غالبًا ما يرسم الطفل أشياء ببعدين، مثلًا أرجل الطاولة عندما يراها من فوق. لا يرسم الأبواب بخط بل على شكل مستطيل.
يمكن أيضًا استعمال هذا الاختبار بهدف الكشف عن الصراعات عند الطفل كما هو الحال في اختبار العائلة.
في هذه الحال لا نعلق أهمية على اكتسابه لمفهوم المسطح بل على العلاقات التي يمكن أن تولد في محيط هذا المسكن وهي الصراعات العائلية.
هنا يطلب من الطفل أن يرسم مسكنًا، ثم في مرحلة ثانية يطلب منه أن مسكنه. عادة يرسم الطفل مسكنه المؤلف من عدد قليل من الغرف ولكل فرد من العائلة غرفة خاصة به.
هنا نكشف العلاقات بين أفراد العائلة أي بين الأبوين والأولاد وبين الأولاد الذكور والإناث في أكثر الأحيان يبتعد الطفل عن رسم سرير أخيه في هذا المنزل ليجد نفسه وحيدًا بعيدًا عن أخيه الذي هو منافسه.