علاج نقص الحديد عن طريق الوريد أثناء الحمل علاج آمن وفعال لفقر دم المرأة الحامل للوقاية من المضاعفات الصحية لكل من الأم ورضيعها

المترجم : عدنان أحمد الحاجي

وجدت إحدى أكبر الدراسات من نوعها أن التدخل المبكر بحقن محلول الحديد عن طريق الوريد أثناء الحمل هو علاج آمن وفعال لفقر الدم (الأنيميا) عند الحوامل.

فقر الدم أثناء الحمل هو أمر شائع وغالبًا ما يكون بسبب نقص الحديد. وهي مشكلة صحية عامة على النطاق العالمي تؤثر فيما يقدر بنحو 37 في المائة من النساء الحوامل، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. فقر الدم الناجم عن نقص الحديد مقترن بارتفاع معدلات المشكلات المرتبطة بالحمل، مثل الولادة المبكرة، والنزيف، وحتى، في بعض الحالات، الموت. بالنسبة للرضيع، فإن نقص الحديد في الأم يمكن أن يكون له أيضًا تبعات طويلة الأمد على صحته ونموه بشكل عام.

توصي المبادئ التوجيهية الحالية لطب التوليد بأن على الحوامل المصابات بفقر الدم، الناجم عن نقص الحديد، تناول مكملات الحديد عن طريق الفم يوميًا، وفي حالات فقر الدم الناجم عن نقص الحديد المزمن، يمكن إعطاء الحوامل محلول الحديد عن طريق الوريد (1) عادة في الثلث الثالث من الحمل. بيد أن فقر الدم أثناء الحمل لا يزال يمثل مشكلة صحية على النطاق العالمي.

في دراسة جديدة قُدمت في الاجتماع السنوي لجمعية طب الأم والجنين (2) SMFM) (The Pregnancy Meeting™)) الذي انعقد في مدينة دنڤر، ولاية كولورادو، في 21 يناير 2025.

كشف الباحثون عن نتائج تجربة سريرية أجريت في الهند والتي أفادت بأن جرعة من محلول الحديد التي تُحقن عن طريق الوريد لمرة واحدة أثناء الثلث الثاني من الحمل تُعتبر تدخلاً آمنًا وفعالًا لعلاج فقر الدم عند الأم أثناء الحمل.

أجريت الدراسة في أماكن متعددة في الهند وشارك فيها ما مجموعه 4368 مشاركة، مما يجعلها واحدة من أكبر الدراسات حتى الآن التي استخدمت حقن محلول الحديد عن طريق الوريد أثناء الحمل كعلاج لفقر الدم. وقال المؤلف الرئيس للدراسة، الدكتور ريتشارد ديرمان Richard Derman، نائب العميد للشؤون العالمية وأستاذ طب التوليد وأمراض النساء في جامعة توماس جيفرسون في فيلادلفيا، لقد اخترنا أن نجري التجربة السريرية في الهند بسبب انتشار فقر الدم هناك.

قُسمت عشوائيًا المشاركات اللاتي شُخصن بفقر الدم المعتدل [حيث يتراوح فيه تركيز الهيموغلوبين في الدم بين 8.0 إلى 10.0 غرام / ديسيلتر، بحسب التعريف (3)] وبنقص الحديد قبل 17 أسبوعًا من الحمل إلى ثلاث مجموعات. تلقت المجموعة الأولى الرعاية المعمول بها عادةً – وهي تناول مكملات الحديد الفموية اليومية. تلقت المجموعتان الثانية والثالثة على جرعة من محلول الحديد مكونة من تركيبتين مستخدمتين بشكل شائع عن طريق الوريد لمرة واحدة، وهما التركيبتان الوحيدتان المعتمدتان للاستخدام في الهند: كاربوكسي مالتوز الحديديك (4) (FCM) وديريسومالتوز الحديديك FDM) (5 ). النتيجتان الأساسيتان اللتان نظر إليهما الباحثون كانت الاختلاف في جرعة محلولي تركيبتي الحديد المحقونة عبر الوريد مقارنة بجرعة الحديد الفموية في تمثل في: 1) نسبة المواليد منخفضي الوزن و2) نسبة المشاركات اللاتي عادت إلى حالة عدم وجود مشكلة فقر الدم لديهن عند الولادة.

تبين من نتائج الدراسة أنه بالرغم من أن مجموعات المشاركات الثلاث قد حققت نسبًا مماثلة من “انتهاء حالة فقر الدم لديهن” (حيث أصبح فحص تعداد الدم الكامل (6) طبيعيًا) عند الولادة، انخفضت انخفاضًا كبيرًا معدلات حاجة النساء، اللاتي تلقت جرعة محلول الحديد عبر الوريد، إلى جرعة حديد إضافية عبر الوريد، غير تلك تلقتها ضمن بروتوكلات الدراسة، أو حاجاتهن إلى نقل دم قبل الولادة. بينت النتائج في مجموعة المشاركات اللاتي تلقت حقنة تركيبة كاربوكسي مالتوز الحديديك FCM عبر الوريد انخفاضًا في معدل ولادة أطفال منخفضي الوزن مقارنة بمن تلقين جرعة حديد فموية.

“ما يميز هذه الدراسة هو أننا قمنا بالتدخل بحقن محلول الحديد في بواكير الثلث الثاني من الحمل. وتقول الدكتور روبسا سي بوليج Rupsa Boelig ، المؤلف المشارك في الدراسة، وهي أخصائي في طب الأم والجنين وأستاذ مشارك في كلية سيدني كيميل الطبية Kimmel Medical College بجامعة توماس جيفرسون Thomas Jefferson University: “الكثير من الدراسات الأخرى التي قارنت بين حقن محلول الحديد عبر الوريد وجرعة الحديد الفموية في الثلث الثالث من الحمل.” “تزداد حاجة النساء إلى الحديد بشكل كبير أثناء الحمل. هناك حاجة إلى غرام إضافي من الحديد لنمو الجنين ولتخزينه في المشيمة. وتشير بوليا إلى أن “هذه الحاجة تزداد بشكل كبير خلال الثلث الثاني والثلث الثالث من الحمل، لذا يصبح تعويضها منه من الصعوبة بمكان لو تأخر التدخل إلى الثلث الثالث من الحمل.” “بينت نتائج الدراسات أن فقر الدم الناجم عن نقص الحديد في الأم في بواكير الحمل يتلازم تلازمًا وثيقًا بمخرجات صحية سلبية، بما في ذلك مخرجات الرضع الصحية السلبية قصيرة الأمد، مثل انخفاض وزن الطفل عند الولادة والمخرجات الصحية السلبية طويلة الأمد في مرحلة الطفولة، بما في ذلك الإصابة بالتوحد وبالفصام. ومن ثم هناك حاجة إلى التدخل في وقت مبكر (أثناء مراحل الحمل الأولى) ومعالجة فقر الدم عند الأم بشكل فعال

“يتبين من هذه التجربة أنه من الواضح أن حقنة محلول حديد لمرة واحدة عبر الوريد تعتبر عملية آمنة وسهلة تحت الإشراف المناسب والمرافق الطبية اللازمة لعلاج فقر دم الأم أثناء الحمل”، كما يقول الدكتور مروتيونجايا بيلاد Mrutyunjaya Bellad، أستاذ في قسم أمراض النساء والتوليد في أكاديمية KLE للتعليم العالي والبحث العلمي، كلية طب جواهر لال نهرو في مدينة بيلاغافي الهندية. يأمل الباحثون أن يؤدي هذا إلى إنهاء خطر المضاعفات بسبب فقر الدم عند الأم الحامل والمولود. يعتقد الباحثون أن المبادئ التوجيهية السريرية الجديدة لابد أن تلفت الانتباه إلى الفائدة الممكنة لتلقي جرعة الحديد عبر الوريد كعلاج أساس لفقر الدم المعتدل لدى الأم الناجم عن نقص الحديد أثناء الحمل.

نُشر مستخلص الدراسة في عدد يناير 2025 من مجلة الحمل (7)، وهي مجلة جديدة مفتوحة وأول مجلة رسمية لجمعية طب الأم والجنين. ومن المقرر أن تُنشر الدراسة كاملة في المجلة الأمريكية لأمراض النساء والولادة.

مصادر من داخل وخارج النص

1- https://altibbi.com/اسئلة-طبية/الطب-العام/طريقه-اعطاء-الحديد-بالوريد-526789

2- https://ar.wikipedia.org/wiki/طب_الأم_والجنين

3- https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK534803/

4- https://ar.wikipedia.org/wiki/حديديك_كربوكسي_المالتوز

5- https://altibbi.com/الادوية/ديريسومالتوز-الحديديك-علمي

6- https://www.mayoclinic.org/ar/tests-procedures/complete-blood-count/about/pac-20384919

7- https://www.smfm.org/journal

المصدر الرئيس

https://www.smfm.org/news/large-study-finds-iv-iron-treatment-during-pregnancy-safe-and-effective-for-anemia