من الحسين والسجاد والعباس والأكبر نأخذ ونتعلم
![](https://www.bshaer.net/wp-content/uploads/2025/02/IMG-20250206-WA0004.jpg)
السيد جواد العبدالمحسن
لو بحثنا في سيرة مواليد كربلاء ، نفهم أنها معركة الإصلاح ورفض الظلم، وبسط العدل في مجتمع ضاعت كل قيمه ومبادئه وثوابته.
كانت ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) رمز الإصلاح على مرّ العصور، وكان دوره رئيسًا ومركزيًا في نهضة الأمة بعد تقهقرها، وصناعة إنسان رسالي بعد أنْ تشوَهتْ معالم إيمانه.
في سيرة الأبطال دروس لا تنتهي في التعامل مع الأخ أو الأخت أو الابن أو الطفل أو الشيخ أو الأصحاب بل وحتى الأعداء، وكلها إصلاح في إصلاح.
التأثير الكبير في عطاء الإمام السجاد (عليه السلام) بعد كربلاء في ظل الأسر والسبي والتشديد والتضييق، فلم ينكفئ (عليه السلام) عن الدعوة إلى الله وتربية الأمة في أحلك الظروف، فربّى الأمة بالدعاء والمناجاة والانقطاع إلى الله بالعبادة، فلم تمنعه القيود وأغلال الجامعة والحبس الجبري عن أداء واجبه الرسالي والقيام بدوره في صناعة الإنسان وصناعة أمة واعية تقدر قيمة إصلاح مجتمعها بأي وسيلة متاحة، فهو من أكمل مسيرة كربلاء بقوة إرادته عن طريق زرع مفاهيمها الحقة في الأمة رغم الصعوبات التي واجهها بالصبر والحكمة.
وفي العباس (سلام الله عليه) تجسّـدت قيم الأخوّة والبطولة والفداء والوفاء والغيرة والحمية فهو بعد أخيه الحسين فضلًا وشرفًا وكرامةً، ودوره البطولي الكبير في الحروب والدفاع عن الإسلام الذي لا يقل بطولة عن أخلاقه العالية والمفاهيم الإنسانية والأخوية التي غرسها في الأمة خاصة مسألة التعامل بين الأخوة غير الأشقاء، بحبه وإيثاره بنفسه وإخوته الأشقّاء في سبيل إخوته غير الأشقاء كالحسين وزينب (سلام الله عليهم أجمعين)، علّمنا كيف نجمع الأخوة بدون فوارق، وكيف نذيب الأنانية في نفوسنا وأن نصهرها بحب الله فقدّم إخوته غير الأشقاء على نفسه وأشقائه لأنهم حجج الله على خلقه.
علي الأكبر (عليه السلام) مثال للشاب الملتزم والواعي فكان دوره الكبير في بناء المجتمع الصالح الذي جعل من إيمانه بالمبدأ نقطة الانطلاق نحو المجد والخلود بحماسة الشباب وعنفوان مشاعرهم، فكانت كلماته الخالدة (لا نبالي أن نموت محقين) منهجًا للأجيال.
ونستلهم من هذه الثلة قيم جسدتها كربلاء بقيادتها وشبابها ومن أكمل مسيرتها، ومن أهمها :
1. ان الصبر والثبات مبدأ لا يمكن التنازل عنه فالحسين، أظهر صبرًا عميقًا وثباتًا على الحق، وهو درس تربوي ونفسي في كيفية التعامل مع المصاعب.
2. السعي في طريق الحرية والاستقلال وهذا لا يكون إلا في طاعة الله في تطبيقه للقيم الدينية.
3. الشجاعة والإقدام وكان العباس والأكبر أنموذجان واضحان في ما صنعاه في كربلاء من بطولات
4. العدالة والمساواة وهذا المبدأ يهدف إلى غرس قيم العدل والمساواة في نفوس الأفراد، فكان الإمام السجاد برسالة الحقوق قدم أنموذجًا عمليًا في ذلك.
ختامًا : لقد قدم لنا هؤلاء الأبطال دروسًا في مسيرة الحياة وفي شتى مجالاتها فاليوم من أراد أن يستلهم ويتعلم يقرأ هذا التاريخ لأبطال هذه المعركة فهي أرض لكل أرض وزمان لكل زمان بالقيم والمبادئ والثوابت.